قال القيادي في حركة "حماس" مشير المصري، إنه لغاية اليوم ليس هناك أي حديث عن تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال، وهو موضوع يحتاج إلى مشاورات وطنية واسعة وقرار وحدوي.

وأكد المصري، في تصريحات صحافية، أن سياسة الاحتلال التي ينتهجها من خلال التسويف والمماطلة على الفلسطينيين تدفع الأمور نحو الانفجار.

وأضاف أن "الاحتلال ما زال يمارس سياسة الاستفزاز لمشاعر المسلمين من خلال الاقتحامات المستمرة لباحات المسجد والتهويد الممنهج والتوسع الاستيطاني في مدينة القدس، ونحن لا يمكن أن نسمح بالاستفراد في أهلنا في القدس والضفة، وفي وقطاع غزة حيث تمارس سياسة التضييق والحصار".

وحول جهود الوسطاء، بين أن "الضغط لهذه اللحظة على الاحتلال دون المأمول، على الرغم من مضي شهور طويلة دون الشروع بالإعمار، والاحتلال يسوف كثيرا، في محاولة منه لتفريغ مضمون الانتصار الذي حققته المقاومة في سيف القدس، وطالبنا بضرورة أن يتحمل الوسطاء مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بذلك، فضلا عن تنفيذ الوعود المتعلقة بقطاع غزة فيما يتعلق بالحركة من وإلى مصر عبر معبر رفح".

وأردف: "اللقاء الذي عقد مع المصريين كان إيجابيا من حيث الوعود ولكنها لم تترجم على أرض الواقع وهو ما أكدت عليه الفصائل بضرورة أن يقوم الدور المصري بتخفيف حدة الحصار وتنفيذ هه الوعود، وكان هناك ضرورة للتهديد من قبل المقاومة على قاعدة إن عدتم عدنا، وإن مورس الحصار على شعبنا، فإن المقاومة ستعود".

وفيما يخص موضوع الإعمار، أكد القيادي بـ "حماس"، أنهم "ماضون في موضوع الإعمار، وهناك شيء يترجم على أرض الواقع، وما استفز المقاومة وشعبنا هو عملية التباطؤ من حيث إدخال مواد الإعمار وما يتعلق بالاستحقاقات التي استعدت لها بعض الدول المانحة فيما يتعلق بهذه المسألة، ولكن عجلة الإعمار رغم ذلك تسير، وأي تلكؤ في الموضوع سيضر بحالة الآمن المستقر في المنطقة".

وشدد على أن أي اعتداء على الفلسطينيين أو الأرض أو الممتلكات سواء في الضفة والقدس المحتلتين أو الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، فإن ردود المقاومة لن تقتصر على حدود جغرافية معينة، بل تطال يدها كل مكان، وهي قادرة على وضع كل كيان الاحتلال تحت مرمى الصواريخ، والمقاومة سيف ودرع للشعب الفلسطيني ومقدساته في كل مكان، وأي عدوان كفيل بدفع الأمور نحو الانفجار.

ودعا المقدسيين إلى استمرار حالة الثورة وتنوع أدوات المقاومة لتبقى لحمة الثورة مشتعلة في كل مكان.

وبشأن العلاقات الداخلية بين "حماس" والفصائل الأخرى، قال: العلاقات الداخلية تشهد حالة من الركود بين "حماس" و"فتح" وبين"فتح" وباقي الفصائل، خاصة بعد إلغاء الرئيس محمود عباس الانتخابات العامة.

وأضاف: اليوم "فتح" تمر بحالة عزلة وبعد عن المجموع الوطني من خلال إصرارها على محاولة تفصيل المشهد الفلسطيني على مقاسها الخاص.

 وأشار إلى أن حركته "وجهت رؤية للأخوة مصر للتأكيد على أن يدها ممدودة للمصالحة وأننا نتطلع إليها على أنها مقوم أساسي من مقومات مشروع التحرير، لأن إبقاء حالة الانقسام مصلحة إسرائيلية ومصلحة لبعض الأطراف التي تسعى لإفشال المصالحة كلما اقتربنا إليها".

وأكمل: رؤيتنا التي أرسلناها للمصريين هي ترجمة للحوارات التي خلصنا إليها، وهي عبارة عن رؤية وطنية جامعة ووحدوية أكدت على "ضرورة البدء بالبوابة الأوسع وإعادة بناء منظمة التحرير باعتبارها المدخل الأسلم، بعد تجربة كل المداخل الأخرى بما في ذلك الانتخابات المجتزأة ومحاولة معالجة الأزمات مسبقا، والمطلوب هو تشكيل القيادة التي يمكن من خلالها فكفكة كل أزمات الشعب الفلسطيني بما فيها الانتخابات".

 وحول شرط اعتراف "حماس" بالرباعية الدولية، أردف: لم يعد أحد يتحدث مع "حماس" عن شروط الرباعية والاعتراف بالاحتلال ونبذ المقاومة إلا الرئيس محمود عباس، حتى الأطراف الدولية لا تتحدث معنا بهذا المنطق، لأنه على مدار 16 عاما من مواجهة وحروب واغتيالات وحصار فشل في دفع الحركة إلى مربع التسوية والتنسيق الذي تمارسه السلطة، وأدركت كل الجهود الدولية أن هذه المسألة تم القفز عنها وتجاوزناها وهي وصفة لإفشال المصالحة الفلسطينية.

وأكد أن علاقة حركة "حماس" مع حركة الجهاد الإسلامي هي الأقوى والأمتن، ونحن موحدون إلى حد كبير وهناك بعض الاختلافات تظهر بين الفينة والأخرى لا نتوقف عندها كثيرا، وحالة التنسيق بيننا واسعة ونحن في طور توسيع وتعزيز حالة التنسيق معهم، كما وتقدما بشوط كبير جدا مع مجموع الفصائل الفلسطينية في البعد السياسي والأمني والعسكري والميداني ونحن نتحدث عن قيادة مشتركة تجلت في مسيرات العودة وغرفة العمليات المشتركة.

أما بشأن الانتخابات المحلية التي تجري اليوم في عدد من البلديات، قال: نحن شعارنا الانتخابات، وندفع بكل قوة باتجاهها ونعتقد أن الانتخابات هي الظاهرة الإيجابية والسليمة التي تترك للفلسطينيين حرية التعبير عن إرادتهم باختيار ممثليهم، ونحن نطالب بانتخابات شاملة، لكن ما يجري من انتخابات محلية هي انتخابات فئوية مجتزأة، فالرئيس عباس يجري الانتخابات بشكل فئوي ومجتزأ، و"حماس" تريد انتخابات عامة وبلدية وكذلك إجراء الانتخابات في النقابات والمجالس الطلابية لتعزيز روح الشراكة ولنترك لشعبنا في كل أماكن تواجده أن يختار ممثليه عبر صندوق الانتخابات الحر.

 وشدد على أن حركته، لا تريد انتخابات مجتزأة وانتقائية تعزز حالة الانقسام، وإنما إجراء الانتخابات البلدية في الضفة وغزة معا دون إجرائها في بقع جغرافية محددة وفي بلديات دون أخرى.

وبشان إجراء الانتخابات النقابية في قطاع غزة، أوضح: موضوع النقابات موضوع مختلف عن الانتخابات العامة والبلديات، فالنقابات بطبيعتها منقسمة، بين الضفة وغزة وهكذا، وهناك حالة وحدة في بعض النقابات فقط كالمحامين والصحفيين، والانتخابات في النقابات تجري في قطاع غزة، ونحن على أعتاب إجراء انتخابات نقابات المهندسين، و"حماس" عززت روح الشراكة والعمل الوطني المشترك في النقابات، وكذلك المجالس الطلابية في الجامعات التي تحكمها حركة "حماس" على خلاف تلك التي تحكمها حركة "فتح" بعضها لم تجر انتخابات منذ أكثر من 10 سنوات، وهذا يفقد روح العمل الطلابي ويحرمهم من التعبير من اختيار ممثليهم.

وحول قضية إتمام صفقة تبادل أسرى، قال المصري: المقاومة تملك أوراقا قوية ومطمئنة، وهي تدير ملف مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال للتوصل إلى صفقة بحكمة، وسيرضخ الاحتلال في النهاية، ومن صنع صفقة وفاء أحرار أولى سيصنع أختها، وفق وكالة "قدس برس".

وأضاف: كل محاولات التضييق من الاحتلال للتوصل إلى نتيجة وبصيص أمل فيما يتعلق بالأسرى لدينا دون ثمن؛ الاحتلال مخطئ وعليه أن يقرأ التجربة في وفاء الأحرار 1، وأسرى الاحتلال لن يكون مقابلهم إلا أسرى، ولن نتخلى عن ملف التبادل عبر أن نقايض في ملف آخر، والسبيل الوحيد لتحرير الأسرى أصحاب المحكوميات العالية هو صفقة أسرى، وما نملكه كفيل بتحريرهم، فتحريرهم أمانة في أعناقنا.

وعلق على ما بثته حركة حرية باعتقال إسرائيليين لديها: مسؤولية تحرير الأسرى ليست مسؤولية فلسطينية فقط، بل هي مسؤولية أمة، وتصريحات الاحتلال ما هي إلا للتهرب من الضغوط الدولية التي تمارس عليه في هذا الاتجاه، ولكن الصهاينة سيدركون أن الاحتلال يكذب عليهم والمقاومة ومن يناصرونها لا تقول إلا صدقا.

 

المصدر : الوطنية