أكد الرئيس محمود عباس أن حركة فتح منذ انطلاقتها بقيت وفية لمبادئها، وهي متمسكة بالوحدة الوطنية، وقال : " أرسينا الديمقراطية والتعددية نهجاً لنا، في وضعٍ كانت كل التنظيمات الفلسطينية تحمل فيه السلاح. وأضاف عباس في خطاب له بمقر المقاطعة في رام الله الأربعاء :" لن نساوم على حبة ترابٍ من القدس، يؤازرنا ويقف إلى جانبنا عالمنا العربي والإسلامي وأحرار العالم". وأشار إلى تعرض الثورة خلال مسيرة الخمسين عاماً إلى تحدياتٍ ومؤامراتٍ وكانت فتح هي المستهدفة، كونها العمود الفقري للثورة ومنظمة التحرير، "فعلى يد إرهاب الدولة الإسرائيلي تم اغتيال عدد كبير من قيادات الصف الأول". وأضاف:" واصلتُ وبعد تحملي مسؤولية قيادة المنظمة والسلطة المساعي لتحقيق الوحدة الوطنية، وكان إصراري رغم ضغوط كثيرة طالبتني بعدم السماح لحماس بالمشاركة في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، أن يشاركوا فيها كلفت من اختاروه رئيساً للوزراء. واتهم قيادة حركة حماس بشن حملة ظالمة على قيادة السلطة والمنظمة، مضيفاً " حصلت المأساة التي لا زلنا نعاني منها جميعا وهي الانقلاب، والانقسام بين شطري الوطن، الذي كان أكبر المستفيدين منه هو الحكومة الإسرائيلية". وطالب حماس بإنجاز مصالحةٍ وطنيةٍ حقيقية تنهي الانقسام، و الإسراع في إعادة إعمار القطاع، وتمكين الحكومة من ممارسة صلاحياتها، بدءاً من الإشراف على المعابر، مؤكداً أن توحيد المؤسسات بما فيها المؤسسة الأمنية. وقال إن هذه مقدمات للاستحقاق الأهم، وهو إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، لنعود إلى الشعب صاحب الولاية ليقول كلمته الفصل. وأشار إلى أن القدس تتعرض لأشرس وأخطر معركة ستحدد أبعاد الصراع مع الاحتلال، وسيكون لها تداعياتها الخطيرة بسبب ما تقوم به المجموعات اليهودية المتطرفة من اعتداءاتٍ شبه يومية على المسجد الأقصى وعلى المقدسات المسيحية، بحماية ومشاركة قوات الاحتلال. وأكد  أن قرار إسرائيل بضم "القدس الشرقية"، واعتبارها مدينة موحدة وعاصمة لها قرارٌ باطل وغير شرعيٍ. وأوضح أن أبناء القدس، مسلمين ومسيحيين، اثبتوا تمسكهم وحفاظهم على الهوية العربية للمدينة الخالدة حتى اليوم، بصمودهم وتحديهم للاحتلال ، رغم كل القوانين العنصرية التي تفرض عليهم. وأكد عباس أنه لن يسمح بتهميش القضية الفلسطينية تحت ذريعة محاربة الجماعات الإرهابية التكفيرية في المنطقة، مشدداً على أنه أول من أدان هذه الجماعات ووقف ضدها. وأضاف :" أن التطرف يتغذى على التطرف، والقوة بدون عدل استبداد، والمنطق يقتضي الكيل بمكيالٍ واحد لا مكيالين، فأعمال وممارسات المستوطنين لا يمكن وصفها إلا بالإرهاب، وحماتهم حماةٌ للإرهابيين". وقال إن المأزق الذي وصلت إليه عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لا علاقة له بداعش أو غيرها، بل سببه استمرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. وأوضح أن مشروع القرار الفلسطيني العربي المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، ليس عملاً أحادي الجانب، فالأعمال أحادية الجانب هي التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، مؤكداً على أن مشروع القرار الفلسطيني العربي يتضمن المبادئ التي أجمع عليها المجتمع الدولي. وأضاف :"لقد اتخذنا موقفاً معلناً منذ بداية أحداث ما يسميه البعض بالربيع العربي، هو احترام إرادة الشعوب، مطالبين في الوقت نفسه بتجنب وتجنيب الفلسطينيين المقيمين في هذه الدول التورط في الصراع الداخلي".    

المصدر :