نظمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين- لجنة المرأة، أمس الأحد، لقاء طاولة مستديرة بعنوان "إشكاليات تمكين المرأة في المؤسسات الإعلامية"، بحضور "تحسين الأسطل" نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين و "أمل طومان" مسؤولة لجنة المرأة، و"علا كساب" مسؤولة لجنة التدريب، و"عاهد فروانة" مسؤول لجنة العلاقات العامة بالنقابة،و"محمد التلباني" الباحث القانوني، وعدد من مدراء المؤسسات الإعلامية  ومجموعة من العاملات في المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، وذلك بمقر نقابة الصحفيين بمدينة غزة.

وأدارت اللقاء أمل طومان، مؤكدة على أهمية مواكبة التطورات بما يوائم خاصية المرأة في العمل، ومطالبة بمزيد من القوة للمرأة والمقصود بها المستوى العالي من التحكم بحيث تتمكن من التعريف والابتكار والتعبير عن رأيها وقدرتها على تحديد الاختيارات الاجتماعية والمشاركة في المستويات كلها، والتأثير في قرارات المجتمع بحيث تكون مشاركتها ذات قيمة ونفع والقضاء على جميع مظاهر التمييز ضد المرأة باستخدام آليات محددة تمكنها من الاعتماد على نفسها.

وأوضحت أن هذا اللقاء جاء بالتزامن  مع ١٦ يوم  لمناهضة العنف ضد المرأة تحت شعار لون العالم برتقالياً، فلننه العنف ضد المرأة ولنمكن الإعلاميات ولمنحهن مساحة أوسع في المؤسسات الإعلامية".

وقال الأسطل إن واقع الإعلاميات في قطاع غزة مرير جداً، إذ تجد 88% من خريجات الإعلام عاطلات عن العمل ونسبة العاملات في المؤسسات الإعلامية 12% فقط.

وأشار الأسطل إلى أن الصحفيات المنتسبات لنقابة الصحفيين لا يتجاوزن الـ18% من خريجي الكليات الإعلامية والعاملين في المؤسسات الصحفية.

وأكد على أن النقابة تعمل جاهدة لخدمة المرأة وزيادة نسبة تمثليها في المؤسسات الصحفية إذ أن المرأة قادرة على منافسة الرجل والعمل بجهد وتقديم الأفضل بشكل دائم.

وتحدث ضيف الطاولة المستديرة الناشط القانوني محمد التلباني إن القانون هو عبارة عن مجموعة من القواعد العامة تخاطب الجميع وتنظم سلوك المجتمع، وأوضح أنه كلما كان الإطار القانوني يضيف حماية للأفراد كلما كان واضحاً وينعكس بشكل إيجابي على الإعلام وافراد المجتمع.

موضحاً أن المرأة الإعلامية قبل أن تكون إعلامية هي امرأة، هذه الحقيقية تنعكس على كل جوانب الحماية القانونية، فكلما كانت القوانين الوطنية تنصف المرأة أو في المقابل تكرس تمييز أو تهميش للمرأة ينعكس ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر على المرأة الإعلامية، فالمنظومة القانونية مترابطة ومنظومة حقوق الانسان بنيان متكامل فالحق في العمل مرتبط بالحق في الحق في التعليم والحق في المشاركة السياسية وبباقي الحقوق .

وتحدث عدد من مدراء المؤسسات الإعلامية حول واقع الإعلاميات والعاملات لدي مؤسساتهم حيث أكد رأفت القدرة مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون في المحافظات الجنوبية ان المرأة تمثل ما نسبته ٥٠% من موظفي الهيئة وتأخذ دورها بشكل ملفت للنظر لافتا إلى أن نائب مدير عام الهيئة امرأة وهي بدرجة مدير عام وأغلب المدراء ورؤساء الأقسام من النساء موضحاً أنهن اتخذن هذا الدور بكفائتهن في العمل وقدرتهن على العطاء والإقدام.

وقال رئيس تحرير جريدة فلسطين مفيد أبو شمالة، إن المرأة قادرة على منافسة الرجل في المجال الصحفي والإعلامي، مشيراً إلى أن إحدى الإعلاميات ستكون مديرة تحرير للجريدة خلال الأيام القليلة القادمة.

من جانبه، قال مسؤول إذاعة الشعب ناصر العريني إن المعيقات التي تعاني منها المرأة الفلسطينية في المجال الإعلامي تكمن في المعيقات الاجتماعية والسياسية في ظل عدم وجود قانون واضح يحفظ حقوق المرأة.

بدوره، قال مدير إذاعة زمن  رامي الشرافي، إن الإعلامية قادرة ان تكون صاحبة قرار ومديرة بسبب الكفاءة والمهنية التي تتمتع بها.

وأثناء اللقاء قدمت الإعلامية فداء أبو العطا ورقة بعنوان "واقع عمل الصحفيات ومكانتهن في المؤسسات الإعلامية" إذ تطرقت خلالها إلى أن المشكلة الرئيسية التي تواجه الصحفيات الفلسطينيات هي عدم توفر فرص عمل ثابتة للصحفيات وأن  الكثير منهن يعملن بنظام جزئي أو بالقطعة ما يخلق حالة من عدم الاستقرار وعدم وجود امان وظيفي أو مادي أو نفسي.

ومن جانب أخر أكدت الصحفية بيداء معمر انه ورغم تفوق المرأة على الرجل خاصة فيما يتعلق بطرح قضايا ذات مسحة إنسانية، فهناك العديد من السلبيات التي ما زالت تواجهها مثل الاعتقاد الراسخ بأن المرأة تهدف من خلال الإعلام إلى إبراز مفاتنها، بالإضافة إلى تكريس صورة المرأة كضحية أكثر من التركيز على قدرتها على تحقيق إنجازات.

وخرجت الطاولة المستديرة بمجموعة من التوصيات، أبرزها "التعديل على القوانين السارية تجاه اتخاذ تدابير عملية تدعم تمكين المرأة الإعلامية سواء في مجال فرص العمل وفرص الترقي والتدريب والتأهيل وضمان حد أدنى من مشاركتها في المؤسسات الإعلامية وإعطاء الإعلاميات مساحة اكبر في المؤسسات الإعلامية
- تهيئة المجتمع الذكوري عبر التثقيف وتضم الحملات الإعلامية التي تساعد في زيادة الوعي بأهمية مشاركة المرأة.
- يتطلب التمكين تحقيق الانصاف، وتكافؤ الفرص بين الجنسين. ويضمن للمرأة تحقيق الفرص المتكافئة في مجال التعليم والتدريب والتوظيف، والتمتع بأعلى المستويات الممكنة من الصحة والرفاهية.
- دعم النقابة للصحافيات في الواقع المهني اللواتي يتعرضن لظلم وظيفي قائم على الجنس بشتى الطرق والوسائل، بما فيها إثارتها كقضية رأي عام والاستعانة بالقضاء لانتزاع حقوقها.

 

 

المصدر : الوطنية