قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الليلة الماضية، إنه يجب إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير على أسس جديدة تكفل مشاركة جميع القوى والفصائل، وتضمن مشاركة الفلسطينيين في الداخل والخارج.

وأضاف هنية خلال الندوة السياسية الإلكترونية “رؤية حركة حماس المستقبلية للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني” التي عقدها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات": "ما معنى منظمة تحرير لا توجد فيها حماس ولا حركة الجهاد ولا جبهة شعبية بشكلها الفاعل ولا جبهة ديمقراطية ولا قوى الشعب الفلسطيني الفاعلة؟”.

وأكد على استعداد وجهوزية حركته من الغد للدخول في عملية حقيقية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هناك تراجعاً في دور المنظمة واختزالها في السلطة الفلسطينية.

وقال إنه “علينا الاتفاق على برنامج سياسي للمرحلة الحالية من خلال القواسم المشتركة والاتفاقات الموقعة، ولدينا إرث سياسي نستطيع من خلاله أن نتوافق على برنامج سياسي”.

وتابع: “علينا الاتفاق على استراتيجية نضالية كفاحية تزاوج بين العمل الدبلوماسي والمقاومة بما في ذلك المقاومة الشعبية”.

وأشار إلى ملف الانتخابات الفلسطينية، معتبرًا أن إلغاءها في القدس شكّل مأزقًا حقيقيًا وأعاد الوضع إلى المربع الأول، مؤكدًا على أنه لا يوجد فلسطيني يوافق على إجراء الانتخابات بدون القدس.

وأردف: “قلنا إن القدس معركة وطنية، ويجب أن نخوض الانتخابات بالقدس، ولدينا الكثير من الوسائل والأدوات التي نقوم بها”.

ووجه التحية لأهالي القدس وخاصة في الشيخ جراح الذين عبروا أمس “عن موقف إسلامي عروبي، وتمسكهم ببيوتهم وبهذه الأرض، ورفضهم التسوية مع محاكم الاحتلال”. كما قال.

وأكمل: “كان الموقف تعبيرًا عن تشبث الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه التي لا تسلب تحت قوة النيران ولا تحت الدعم الخارجي للاحتلال”.

ولفت إلى أن معركة “سيف القدس” شكّلت تحولاً مهمًا في الصراع مع الاحتلال، ووحدت الشعب الفلسطيني، وأعادت الاعتبار للقضية ببعدها العربي والإسلامي.

وبين أن هناك محاولات لبناء تحالفات في المنطقة تتسيدها "إسرائيل" مع الدول التي تطبع معها، ما جعل القضية الفلسطينية أمام معادلات في غاية التعقيد والصعوبة، وما يفرض على الكل وضع رؤية شاملة ناضجة محددة تحمل الكثير من الطهارة السياسية، وتحمل الثقة بالذات على تغيير هذه المعادلات.

واستطرد: “نحن في مرحلة تحرر وطني ولسنا في مرحلة دولة ولا بناء دولة ولا حتى بناء سلطة بالمعنى الكامل تحت الاحتلال”.

وقال: “تناقضنا الرئيسي كشعب فلسطيني هو مع العدو الصهيوني، وهناك تعارضات في البرامج والأهداف والوسائل .. مبدأ الشراكة في بناء المؤسسات سواء القيادية والتمثيلية لشعبنا أو في مناطق الحكم بالضفة وغزة يجب أن يكون راسخًا عند الجميع”.

وتابع: “السؤال المهم هو كيف أن نبني معادلات إيجابية في بعدنا الإقليمي والدولي، وألا يكون ذلك على حساب ثوابتنا الفلسطينية .. والمشروع الفلسطيني بهذا الحجم والتعقيد وبهذا الصراع لا يمكن أن نعالجه بصورة جزئية، بل من خلال رؤية متكاملة الأركان”.

وواصل: “وقع خلل كبير على مفهوم المشروع السياسي الفلسطيني، وبعد أوسلو اضطربت الأهداف والوسائل والدولة والحدود ووظيفة السلطة، وكل ذلك دخل في متاهات وخلل كبير عانت وما زالت تعاني منه الساحة الفلسطينية”.

واستدرك:  “الجرأة على الحديث بأن يكون الاحتلال عضوًا مراقبًا في الاتحاد الأفريقي ما كان أن يكون سوى لأننا مهدنا الطريق لذلك باتفاقية أوسلو .. نهج السلطة الفلسطينية في التعاون الأمني مع الاحتلال مهد الطريق أمام الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال”.

واختتم:  “حين تملك المقاومة في غزة المحاصرة صواريخ قادرة على ضرب أي بقعة محتلة علينا أن ندرك هذه القوة، لذا كفى لمرحلة التيه السياسي، والبراغماتية على حساب الثوابت عجز سياسي”، مشددًا على أن حركته مستعدة للدخول في مقاومة شعبية في الضفة الغربية تتطور إلى انتفاضة ضد الاحتلال.

المصدر : الوطنية