قال رئيس هيئة المعابر والحدود ماهر أبو صبحة إن مستقبل معبر رفح مجهول تماماً حتى لو تسلمت السلطة معبر رفح في ظل استمرار العمليات العسكرية للجيش المصري في سيناء.
وأضاف أبو صبحة في حوار خاص مع الوطنيـة الخميس : " لدي معلومات مؤكدة أن الرئيس عباس وغيره خاطبوا المصريين لفتح معبر رفح، لكنهم أخبروه أنه لن يفتح المعبر حتى لو تسلمت السلطة المعابر إلا يومين أو ثلاثة كل شهرين بسبب الوضع الأمني في مصر لذلك عباس غير صادق مع شعبه".
وأضاف " هذه معلومات خاصه ويستطيع الرئيس أن يؤكدها أو ينفيها وهذا ما حدث بالضبط، نحن حصلنا على مصداقية كبيرة في معلوماتنا لأننا لا نتلاعب بعواطف وبمشاعر المواطن الفلسطيني الذي ينتظر أخبار عن معبر رفح، لذلك حينما نعطي معلومة يكون فيها كم كبير من المصداقية".
وشدد على أن معبر رفح عنوان لمعاناة سكان القطاع، وأضاف " لدينا 90 ألف مواطن هم بحاجه للسفر؛ لكن من هم مسجلين لدى وزارة الداخلية خمسة عشر ألفاً وهم الفئات الأكثر حاجة للسفر، والأعداد المتبقية هي بحاجة ماسة للسفر، لكن نظراً للإغلاق المتكرر للمعبر نقوم بدراسة كل طلب"، مبيناً أن العلاقات مع الجانب المصري في معبر رفح متميزة.
وتحدث أبو صبحة عن التحديات الصعبة التي تواجه العمل في معبر رفح خاصة في ظل حالة المناكفات السياسية حول تسليم المعابر للحرس الرئاسي وفق اتفاق مبرم بين فتح وحماس .
ونفى بشكل قاطع وجود حالات فساد ورشاوى بين العاملين في المعبر، وقال : " لا يوجد أي شكوى و لكن أنا صححت أخطاء عدد من الموظفين، وأخطائهم لم تتجاوز أنه تعاطف مع بعض الحالات، وأتمنى أن يأتيني مواطن و يقول لي إن أحد موظفي المعبر حصل على رشوة وأنا أضمن له معاقبة الموظف".
معبر رفح كابوس يصيب كل سكان قطاع غزة
العلاقات بيننا وبين الجانب المصري في معبر رفح متميزة
250 فرد يعملون في معبر رفح من مختلف الوزارات والأجهزة الأمنية
خلافات بين الأجهزة الأمنية على معبر رفح
وفيما يلي نص الحوار :
1/ كيف تتعامل هيئة المعابر والحدود في ظل الإغلاق المستمر لمعبر رفح بالعامين الماضيين؟
معبر رفح هو عنوان معاناة سكان قطاع غزة، هو كابوس يصيب كل سكانه بصداع كبير جدا لكل فئات المجتمع، وحتى المواطن العادي يتأثر سلباً بإغلاقه، وبالعكس حينما يفتح تتحرك الحياة.
كثير من الموظفين الذين يعملون في معبر رفح المصري يتلهفوا لفتح المعبر لأن فتحه يدب الحياة في رفح المصرية والعريش.
ولم يفتح المعبر منذ بداية العام ونحن على اعتاب نهاية شهر نيسان إلا لخمسة أيام، وكان عام 2014 الأسوأ على مدار خمس سنوات، وهذا بالإحصائيات مقارنة بعامي 2011و2012 تجاوز فيهما أعداد المسافرين 210 آلاف كمغادرين ومثلهم قادمين، ولم يسافر عام 2014 سوى 52 ألف مسافر نصفهم معتمرين.
لدينا 90 ألف مواطن هم بحاجه للسفر؛ لكن من هم مسجلين لدى وزارة الداخلية خمسة عشر ألفاً وهم الفئات الأكثر حاجة للسفر، والأعداد المتبقية هي بحاجة ماسة للسفر، لكن نظراً للإغلاق المتكرر للمعبر نقوم بدراسة كل طلب.
والمفاجئة لو فتح معبر رفح لثلاثة أيام متتالية لمرضى السرطان قد لا تكفيهم هذه المدة، فما بالك بمرضى أخرون، والطلاب وأصحاب الإقامات .
2/ كيف تقيم علاقتكم مع إدارة معبر رفح من الجانب المصري؟
العلاقات بيننا وبين الجانب المصري في معبر رفح متميزة، قد يختلفوا معنا في الرأي ولكن نلقى الاحترام الكبير منهم، لأنهم أدركوا عملية تطوير العمل سواءً الإداري والمهني والمصداقية في التعامل.
وهناك تواصلات مع جهاز المخابرات العامة في القاهرة، وبغض النظر حول فكرتهم عن حماس أو غير حماس، نحن دائماً ما أكدنا كهيئة معابر وقيادة حماس أننا لا دخل لنا في الشأن المصري، وأعتقد أنهم يحترموا ادارة المعابر أكثر من السابقين والسبب أنهم كثير ما صرحوها أنهم تعاملوا مع أشخاص لديهم شفافية ومصداقية عالية وهذا ما يتحدث به الجميع عن المعابر .
ولدي معلومات مؤكدة أن الرئيس عباس وغيره خاطبوا المصريين لفتح معبر رفح، لكنهم أخبروه أنه لن يفتح المعبر حتى لو تسلمت السلطة المعابر إلا يومين أو ثلاثة كل شهرين بسبب الوضع الأمني في مصر لذلك عباس غير صادق مع شعبه.
هذه معلومات خاصه ويستطيع الرئيس أن يؤكدها أو ينفيها وهذا ما حدث بالضبط، نحن حصلنا على مصداقية كبيرة في معلوماتنا لأننا لا نتلاعب بعواطف وبمشاعر المواطن الفلسطيني الذي ينتظر أخبار عن معبر رفح، لذلك حينما نعطي معلومة يكون فيها كم كبير من المصداقية.
3/ هل أنتم جاهزون لتسليم المعابر أم تربطون الملف بحل أزمة الموظفين؟
التفاهمات الأخيرة التي تتحدث عن المعابر ووضعت حلول وكانت الفصائل شاهدة على ذلك.
لكن هل يراد استلام المعابر وطرد الموظفين وأن يدير ظهره لثمانية وثلاثين ألف موظف من قطاع غزة، هل هو المطلوب وهذا ما يرضاه كل إنسان حر شريف؟
نحن نتكلم عن حكومة وفاق، يعني تم الاتفاق عليها من كل مكونات الشعب الفلسطيني لتخدم عموم وليس استكمال لدور حكومة رام الله .
أؤكد هنا هم لا يريدون المعابر، هم شركاء في حصار قطاع غزة، هم يتلذذون على معاناتنا والسؤال ما سبب الخصومة بين عباس وقطاع غزة ؟ ما الخصومة، عندما لا يتقاضى الموظف الذي يعمل راتباً، ويتقاضاه من يجلس في البيت.
[caption id="attachment_20737" align="aligncenter" width="685"]
مراسلنا خلال الحوار مع أبو صبحة[/caption]
4/ كم عدد الموظفين في معبر رفح، وهل تطالبون أن يبقى هؤلاء الموظفين على رأس عملهم؟
لم نطلب ذلك؛ هذا الأمر يخص السياسيين لكن لم يتحدث أحد بخصوص موظفين معبر رفح، وعددهم 250 موظف يتبعون لعدد من الوزارات الشرطة الفلسطينية ومكافحة المخدرات ووزارة المالية والاقتصاد والزراعة والصحة .
ما قبل عام 2006 كانت المعابر تتبع للحكومة، وبعدما فازت حماس بالانتخابات أصدر الرئيس قراراً بتحويل المعابر إلى الرئاسة حتى يحرم حماس من حقها في إدارة المعابر، وتم تسليم المعبر لأمن الرئاسة لحمايته من الداخل والخارج، رغم أنه لا يجوز أن يقوم جهاز أمني بإدارة.
ونتحدث اليوم عن استلام حرس الرئاسة للمعبر ولكن حتى هذا الأمر هو محطة خلاف في رام الله واقتتال وصراع خفي بين الأجهزة الأمنية على هذا الموضوع، لأن الوقائي له حصة وقوات 17 لها حصة والمخابرات العامة لها حصة في المعبر، ولن يتخلى أحد عن حصته في المعبر فلذلك الصراع بينهم كبير جداً.
5/هناك طروحات تقول حتى لو استلم حرس الرئيس معبر رفح ستكون إقامته في العريش ؟ ما حقيقة هذا الأمر ؟
هذا الأمر غير صحيح , مصر لاتقبل بهذا الأمر ، وهذا ما يجعل السلطة لا تتحدث عن تسلم معبر رفح وكثير من الجلسات التي كنا فيها جلسناها لم يتحدثوا إلا عن معبرين معبر بيت حانون ومعبر كرم أبو سالم , ولم يتحدثوا عن معبر رفح بتاتا .
6/أنت متهم بإغلاق هاتفك الشخصي حال إعلان الجانب المصري عن فتحه لمعبر رفح البري لماذا؟
أنا أضطر لتفعيل خدمة على الهاتف أتلقى من خلالها الرسائل من أي شخص كان، هاتفي ممكن أن أتركه أمامك الآن لا يتصل أحد عليه لمدة نصف ساعة، ولكن حينما يفتح المعبر قد لا أستطيع أن أعمل معك هذا اللقاء ولو لنصف دقيقة من كثرة الاتصالات .. كل متصل هو صاحب حاجة، هو يريد طلب بخصوص المعبر، لسفر مريض أو طالب أو صاحب إقامة هو صاحب حق.
نحن نظمنا الحافلات والكشوفات بشكل منظم ومطبوع ومختوم، لذلك أنا لا أستطيع أن أتجاوز لأحد ولا أستطيع أن أرد على أحد، يكون دوري حينما يفتح المعبر التواصل مع الجانب المصري لتمكين أكبر عدد من المواطنين للسفر.
وإن فتحت هاتفي و رددت عليك لإخراج مريض أو صاحب إقامة سوف أساعد عدد قليل، لكن دوري أنا هو التواصل مع الجانب المصري لسفر أكبر عدد ممكن، وهذا دور رئيس هيئة المعابر حين تفتح المعابر وليس أن يفتح جواله ليتلقى إحراجات و طلبات من أشخاص كلهم أحبهم و كلهم عزيزين على قلبي.
7/هناك اتهامات من الناس بوجود وساطات حين يفتح معبر رفح؟
حينما كانت العلاقات أفضل مع الجانب المصري كان يصلنا كشفين من التنسيقات المصرية، كشف يرسل لنا مباشرة من القاهرة لوفود وأشخاص مطلوب تمكينهم من السفر إلى القاهرة و هذا كشف رسمي، وكشف يعطى إلينا من الجانب المصري في المعبر، و هذا الكشف يكون غالباً لأشخاص نسقوا مع أشخاص هنا في قطاع غزة أو مكاتب موجودة هنا في القطاع.
وصل الأمر أن يأخذوا مقابل سفر 4 أشخاص مبلغ 9 آلاف دولار وقد يصل سعر تمكين مواطن من السفر إلى 3 آلاف دولار، هذه الأسماء تعطى لنا من الجانب المصري، نحن مضطرين على العمل على سفرهم.
صحيح بعضهم وفود رسمية و لكن الكثير منهم دفع أموال و إذا لم أتعامل أنا مع هذه التنسيقات الجميع يعلم أنه سيتم الحديث عن تعطل شبكة الحاسوب و عن إغلاق المعبر .
هذا الكلام أنا كنت قبل ذلك أتحرج من الحديث فيه لكن أنا تكلمت مع الجانب المصري وقلت لهم "ما تقومون به يرتد سلباً علينا".
ولكن أمامكم وقلت ذلك أكثر من مرة إذا مواطن فلسطيني دفع شيكل واحد لأي ضابط أو شرطي أو عامل فلسطيني في معبر رفح أنا أضمن له أن يأتي بوسائل الإعلام و بمنظمات حقوق الإنسان و أن يأتي بالمعلومة و أنا على استعداد أن أمكنه من السفر و أرد له المبلغ الذي دفعه مضاعف.
قد يتأثر الموظف بإلحاح المواطنين ويقع في إحراج ويصبح هدف، لذلك أحدثت تغيير على الموظفين وأحضرت موظفين جدد، أخطأوا في عملية إدخال أصحاب الإقامات رغم ترتيبها حاسوبيا، وأقريت بالخطأ في فئة الإقامات وتمت معالجته من خلال الطلب من المواطنين تأكيد عملية التسجيل لنتدارك الخطأ الذي وقعنا فيه.
8/هل وصلتكم قضايا رشاوي لموظفين ضمن العاملين في المعبر؟
غير صحيح، لا يوجد أي شكوى و لكن أنا صححت أخطاء عدد من الموظفين، وأخطائهم لم تتجاوز أنه تعاطف مع بعض الحالات، وأتمنى أن يأتيني مواطن و يقول لي إن أحد موظفي المعبر حصل على رشوة وأنا أضمن له معاقبة الموظف.
عندما يكون أحد حراس بوابة المعبر يشاهد دخول أشخاص ليس هم بحاجة للسفر من التنسيقات المصرية ويجد مواطن مريض بالسرطان أو الشلل أو طالب سيذهب مستقبله قد يتعاطف هذا الموظف ويسمح له بالسفر، وممكن أيضا من معارفه، و هذه المواقف التي حدثت تعالج بنقل الموظف تماماً إن لم يكن تم فصله.
وأنا معروف عني بالقسوة في هذا الجانب، وكثير من الناس يلموني ويتهمونني بأن إدارتي تسلطية بسبب متابعة كل صغيرة وكبيرة بنفسي، ولكن أنا اعتبره ضمانة للشفافية.
المصدر :