يبصرون السماء دون أسلاك شائكة، يعبرون جداول الشوق بحثاً عن الشمس، تطربهم أجراس البشارة وهي تصدح بالخلاص من السجان..
لا شيء في الأفق يحول دون ابتسامة الثوار حين تلامس أناملهم الياسمين فيغبطها الندى المتكئ على جورية تفتحت لأجلهم ذاك الصباح.
كما كان جميلاً فجر السادس من أيلول، كم كان جميل، حيث تمكن ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الشديد الحراسة في شمال إسرائيل، من انتزاع حريتهم عبر نفق حفروه أسفل مغسلة، بالمعلقة على مدى عدة أشهر.
ونشرت مصلحة السجون الإسرائيلية صوراً ومقاطع فيديو تظهر نفقاً ضيقاً حُفر أسفل مغسلة في حمام إحدى الزنزانات، كما وقامت بنشر أسماء وصور الأسرى وهم أيهم كممجي ومناضل نفيعات، و محمود عارضة ويعقوب قادري وزكريا الزبيدي ومحمد عارضة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته "تساعد في ملاحقة السجناء الأمنيين الذين فروا من سجن جلبوع"، وإنه خصص طائرات للقيام بمهام المراقبة.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن إدارة السجون الإسرائيلية كثفت من وجود طواقمها داخل المعتقلات منذ ساعات الصباح، وذلك بعد فرار المعتقلين.
وأفرغت إدارة السجون الإسرائيلية السجن بالكامل من المعتقلين ونقلتهم إلى جهات غير معلومة، ووزعت المعتقلين في قسم 2 في السجن، ممن يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، على سجون ريمون، ونفحة، والنقب.
ومكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، من اعتقال كممجي ونفيعات بعد 13 عملية دهم وتفتيش لمناطق شمالي الضفة بحثا عن الأسيرين، حيث أقامت قوات الاحتلال حواجز عسكرية، وشنت حملات تمشيط في مناطق متفرقة من جنين بحثا عن أيهم كممجي ومناضل نفيعات
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت يومي الجمعة والسبت الماضيين الأسرى محمود عارضة ويعقوب قادري وزكريا الزبيدي ومحمد عارضة الذين انتزعوا حريتهم، رفقة كممجي ونفيعات من سجن جلبوع شديد الحراسة، في 6 سبتمبر/أيلول الحالي، وذلك عبر نفق حفروه من زنزانتهم إلى خارج السجن.
ومنذ عملية انتزاع الحرية من سجن جلبوع، دفعت إسرائيل بآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية والقوات الخاصة وقصاصي الأثر، كما استخدمت طائرات مروحية مسيرة ووسائل تكنولوجيا متطورة في عمليات البحث عن الأسرى.
وقالت مصادر في الشرطة الإسرائيلية قبل يومين إن كلفة البحث عن الأسرى هي الأعلى في تاريخ إسرائيل، فقد تجاوزت 30 مليون دولار، وبلغت التكلفة اليومية لعملية البحث ما بين 3 إلى 6 ملايين دولار.
المصدر : وكالات