قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الليلة الماضية، إنه لا معنى لأي لقاء يجمعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خاصةً وأنه يؤيد رفع دعاوى قضائية ضد الجنود الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية، ويدفع الأموال لمن وصفهم بـ “الإرهابيين”.

ولفت بينيت، في مقابلات أجراها بشكل متزامن مع مختلف القنوات والصحف الإسرائيلية، إلى أن لقاء وزير جيشه بيني غانتس مع الرئيس عباس، تم بعد أن طلبه وزيره منذ فترة طويلة لأنه كان مسؤولًا عن عملية التهدئة في غزة واعتبرها أداة، وتمت الموافقة على اللقاء وجرى بعلمي الكامل.

ووصف السلطة الفلسطينية بأنها سلطة فاشلة، وأن هذا هو تصوره الكامل بالنسبة إليه، لذلك لا معنى للقاء أبو مازن. كما قال.

وردًا على سؤال، فيما إذا كان يرى أن الرئيس عباس ليس شريكًا، أكد بينيت: “اتركوا المصطلحات والتعريفات، من يظن هناك أن فرصة لحدوث اختراق؟، لا أحد يصدق، لا أستطبع أن أقول موقف بايدن والسيسي، لكنني أؤمن بشدة بالعمليات الميدانية على الصعيد التجاري والاقتصادي كعامل استقرار، لكن هل ستحل كل المشاكل في العالم؟ بالتأكيد لا”.

ولفت إلى أنه يعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية، ومن الخطأ الفادح استيراد النموذج الفاشل للغاية في حماس غزة التي تطلق الصواريخ علينا، وتجعل الضفة مثل غزة. كما قال.

وحول فيما إذا كانت "إسرائيل" تتجه نحو جولة أخرى بغزة في ظل ما يحدث، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي “ليس بالضرورة، هذا يعتمد بشكل أساسي على حماس وإعادة تعاظم قوتها”، مشيرًا إلى جهود غانتس لإحلال الهدوء من خلال التواصل مع قطر وجهات أخرى، وأنه في حال نجحت هذه الجهود يمكن أن أقول مثل كل الإسرائيليين لا نريد جولة جديدة. كما قال.

وردًا على سؤال حول انتقاده سابقًا لنتنياهو بسبب سعيه لتهدئة مع "حماس" وهو ما يسعى إليه الآن، قال بينيت: “قبل 4 أشهر كنا في جولة، وها نحن في نفس النقطة بالضبط، حماس منظمة تصف نفسها جهادية، ونقشت على راياتها شعارات لقتالنا حتى النهاية، ومسؤولية حفاظ أمن مواطني إسرائيل وخاصةً سكان الجنوب”.

وردًا على سؤال حول استمرار إطلاق الصواريخ، قال بينيت: “لقد بدأنا نهجًا مختلفًا، وهو أن كل صاروخ سنرد عليه، كل إطلاق نار سنرد عليه، كل بالون سنرد عليه، وهذا لم يحدث من قبل، والآن لدي 3 مهام بشأن غزة، إحداها منع إطلاق الصواريخ، ومنع تعاظم حماس، والاهتمام بعودة الأولاد” في إشارة للأسرى لدى حماس.

وحول فيما إذا كان يوافق عل ىصفقة تبادل أسرى، قال بينيت إن هذا يعتمد على ظروف معينة، مشيرًا إلى أنه سيعارض كما عارض دائمًا الإفراج عن من وصفهم بمن “تلطخت أيديهم بدماء الإسرائيليين”.

وبالعودة للوضع لغزة، قال بينيت، إن هذه المشكلة مستمرة منذ 15 عامًا بتواصل إطلاق الصواريخ على كامل المناطق الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنه ملتزم بجلب الأمن للإسرائيليين وسيفعل ذلك.

ونصح "بينيت" حركة "حماس" بما قال عنه “العودة إلى رشدهم”، مشددًا على أنه لن يسمح لها بتكديس مزيد من الصواريخ، وفي حال لم تنجح التهدئة فهناك بدائل.

وردًا على سؤال لقناة 12 حول كيفية إدارة حملة عسكرية ضد غزة في وجود القائمة العربية الموحدة في حكومته، قال بينيت: “لا توحد مشكلة، نحن نفعل كل شيء كالمعتاد، واعتدنا على كبح جماح إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة، والآن نتصرف بشكل أكثر حدة، دائمًا سأتخذ القرارات الأمنية على أساس مهني ونظيف، منصور عباس وحزبه يعملون فقط في القطاع المدني، ولهذا انضم لنا”.

وحول معارضته لفتح القنصلية الأميركية في القدس خدمةً للفلسطينيين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن “القدس عاصمة دولة إسرائيل فقط، وليست موجودة لوظيفة حكومية”.

وعن لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ وفيما إذا كان ذلك مقدمة لعملية سياسية، قال بينيت، إن مصر لها دور مهم للغاية في قضية غزة، كما أنهم يشرفون على معبر رفح ويقومون بعمل رائع هناك، لمنع تعاظم قوة حماس”.

ووصف اللقاء بأنه كان مهمًا جدًا ووديًا، وأنه يعطي أهمية كبيرة للسلام مع مصر، مشيرًا إلى أن اللقاء تناول قضايا اقتصادية وأمنية بما في ذلك القتال ضد داعش في سيناء، وقضايا غزة باعتبار أن مصر لها وزن كبير في القطاع وهي عامل مقيد للعمل على معبر رفح حتى لا تدخل الصواريخ عبره.

وتطرق في اللقاءات إلى الملف النووي الإيراني، إلى جانب قضايا داخلية، مؤكدًا على أن إيران قريبة من صنع قنبلة نووية، مشيرًا إلى أن لديه خطة عمل متعددة الأبعاد تتعلق بالعمل ضد إيران على مختلف الجبهات.

وأشار إلى أنه أطلع الرئيس الأميركي جو بايدن على الخطة، وكذلك بعض الدول الأوروبية، مؤكدًا على أن إسرائيل مصممة على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية بأي ثمن.

المصدر : الوطنية