قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، إن هذا العيد هوالثاني الذي يمر علينا بعد الملحمة الجهادية البطولية التي سطرها شعبنا ومقاومتنا في معركة "سيف القدس"، كانت فصولها تتوالى في عيد الفطر وهذا العيد.

وأكد هنية، في كلمة له بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، أن هذا النصر استقر في الأذهان وفي الوجدان، وأرخى بظلاله المباركة على كل الأبعاد الداخلية والخارجية، منوهًا بأن هذا العيد هو عيد النحر وعيد النصر، وبينهما هذا التطابق الإيماني الجهادي الشرعي، فإن التضحيات دائمًا كانت هي طريق الانتصارات.

وشدد على أن شعبنا كان في قلب معارك التضحية والفداء على أرض فلسطين، في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس يضحى بماله، بأولاده، ببيوته من أجل تحرير الأرض والمقدسات واستعادة الحقوق، وفي مقدمتها حق العودة لشعبنا إلى أرضه وإلى وطنه.

وبيّن أن العيد عيد النصر والنحر، لأننا ما زلنا نعيش فصول معركة سيف القدس التي شكّلت نقطة تحول في مجرى وتاريخ الصراع مع هذا العدو الصهيوني وأرخت بما يشبه الزلازل في قلب هذا الكيان عسكريًا وسياسيًا وأمنيًا.

ولفت إلى أن من بين ضحايا ونتائج معركة سيف القدس خروج نتنياهو من الحلبة السياسية ومن واقع العمل السياسي، منبها إلى أن هذه الأزمات الداخلية التي يعيشها الكيان والتي نراها، سترتد في وجهه.

واعتبر أن ما يقوم به الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك وفي القدس في هذه الأيام محاولة للتغطية على هزيمته ويحاول عابثًا أن ينال من هذا الانتصار العظيم الذي رسخت من خلاله المقاومة المعادلة الذهبية أن القدس ليست بعيدة عن مرمى هذه المقاومة المباركة.

وشدد على أن القدس لها سيف ودرع، ولها ذراعٌ قويٌة يحميها ويدافع عنها جنبًا إلى جنب مع أبناء شعبنا مع المرابطين والمرابطات في ساحات المسجد الأقصى، مع أهلنا في الضفة والداخل المحتل.

وأوضح أن أبناء شعبنا سجّلوا وسطّروا ملحمةً بطولية في الدفاع عن القدس وفي الالتحام مع إخوانهم في الضفة، وفي غزة كما في مواقع الشتات، وفي خارج أرض فلسطين المباركة.

وجدد هنية التزام "حماس" وعهدها مع قدسنا ومع أهلنا في القدس، مشيرًا إلى أن معركة سيف القدس أكدت بأن الصراع لن يعود إلى ما كان عليه.

وقال: نحن الذين نملك المبادأة والمبادرة والقدرة على تحديد الزمان والمكان، ولكن القدس التي هي قبلة المجاهدين وهي عنوان وحدتنا وهي أيضًا رمز أحرار العالم، ستبقى في قلب اهتمامنا وفي قلب سياساتنا واستراتيجياتنا بما في ذلك استراتيجية المقاومة المباركة الباسلة.

وحذر العدو من أن يكرر تجارب الاقتحام للمسجد الأقصى والعبث بمقدساتنا في داخل القدس وحولها وفي أكنافها.

وأضاف أن أهلنا في قطاع غزة قدرهم أن يكونوا رافعةً لقضيتنا ولشعبنا ولأمتنا، وأن يكونوا دائمًا في موقع التضحية والفداء، مبينا أن قدرهم كان عاليًا بمقدار الأمانة التي أنتم فيها، وكانت مكانتهم عالية عند أبناء شعبهم وأمتهم.

وطمأن شعبنا بأن حركته معه وإلى جانبه، نعيد الإعمار، نكسر الحصار، نفرض على هذا العدو ألّا يتراجع عن التزاماته التي قدمها والتي أعطاها للوسطاء أمام المقاومة وأمام شعبنا الفلسطيني، مؤكدا أنها لن تتخلى مطلقًا عن ذلك، وسنتحمل مسؤولياتنا الكاملة من أجلكم أهلنا في غزة.

واستذكر الشهداء الأبرار الذين روّوا بدمهم أرض فلسطين، وآخرهم شهداء معركة سيف القدس، وشهداء الدفاع عن القدس وعن الأقصى وعن كل ذرة ترابٍ من أرض فلسطين المباركة، مرسلا التحيةً لأهالي الشهداء وعوائل الشهداء الصابرة المحتسبة.

وفي رسالته للأسرى قال: نجدد عهدنا مع أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أنتم أيها الأبطال في قلب حراكنا السياسي والميداني والجهادي وعلى كل الجبهات وفي كل المراحل والمحطات.

وشدد على أن موقف "حماس" سيكون ثابتًا كما في صفقة وفاء الأحرار الأولى، وأن المقاومة لن تتراجع عن مطالبها وعن شروطها من أجل إنجاز صفقة جديدة وتحريرهم بإذن الله، وأن يعودوا إلى أهاليهم أعزاء كرماء رافعي الهامات والرؤوس.

ونوه بأن شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين المحتلة سجل صفحات مجيدة في تاريخ صراعنا مع الاحتلال، مبينًا أنهم وقفوا بكل شموخ وبكل كبرياء إلى جانب أهلهم في القدس، وفي الضفة، وفي غزة، وفي كل مكان.

وقال: كنتم لوحة عظيمة، وكنتم شرفًا إضافيًا إلى شرف الصمود والمقاومة في معركة سيف القدس وفي الدفاع عن الشيخ جراح وعن المسجد الأقصى، وعن كل ذرة من تراب أرض فلسطين المباركة.

وأكد أن "حماس" ستبقى وفية لهم ولفلسطين الأرض والهوية والتاريخ والجغرافيا، مبينا أن أهلنا في كل مواقع الشتات ستغدو أحلامهم حقيقة بالعودة إلى أرض وطنهم أرض الآباء والأجداد.

ولفت إلى أن كل سنين الهجرة والتهجير واللجوء لا يمكن أن تُسقط من يدنا مفتاح العودة ولا من وجداننا، مشددا على أن الاتفاقيات التي تمس هذا الحق اتفاقيات باطلة لا تُلزم شعبنا، لا في الداخل ولا في الخارج، لا في الحاضر ولا في المستقبل.

ونوه بأن شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها ينتمي إلى عمق أمته العربية والإسلامية، موضحا أنها وقفت إلى جانب القدس وإلى جانب المقاومة وإلى جانب فلسطين كامتداد أيضًا لأحرار العالم الذين سجلوا أيضًا وقفاتٍ مضيئة ومشرفة للضمير العالمي والإنساني خلال معركة سيف القدس.

المصدر : الوطنية