سيناريوهات مختلفة، تلك التي انتهت عليها مرحلة الذهاب من الدور ربع نهائي لدوري أبطال أوروبا، المواجهات الأربع حملت لنا قصص مختلفة، وتباينت في ما تركته من وضوح وغموض وإثارة وتحدي في جولة الإياب. مساء الثلاثاء سيجيب لنا عن أهم التساؤل الأهم المتعلق بقدرة بايرن ميونخ على العودة أمام بورتو، وسيدلنا على طريق المعجزات إن حدثت في برشلونة على يد الباريسيين، وفي مساء الأربعاء، تبقى نتيجة ديربي مدريد محفوظة في مغلف سري للغاية, لن يفتح إلى بصافرة حكم اللقاء، وقصة تحدي بين عملاق إيطالي اسمه يوفنتوس لطموح فريق إمارة موناكو.

برشلونة VS باريس سان جيرمان

برشلونة حسم الأمور تماماً منذ لقاء الذهاب في باريس، هذا ما يعتقده 99% من متابعي وعشاق كرة القدم، ويبقى 1% ربما لمن يؤمنون بحدوث المعجزة، فوز الكتلان بثلاثية مقابل هدف ذهاباً يجعل الأمور منتهية تقريباً، خصوصاً مع استمرار حالة سوء الحظ لفريق العاصمة الفرنسية بغياب لاعبين مؤثرين عن تشكيلته، صحيح أن ابراهيموفتش وفيراتي سيتواجدان، لكن تأكد غياب القائد تياغو سيلفا والإيطالي تياغو موتا، بالإضافة إلى شكوك كبيرة حول دافيد لويز الذي كان كارثة بمعنى الكلمة في الذهاب. برشلونة سيدخل اللقاء بثقة كاملة، وتشكيلة تعيش أفضل لحظاتها هذا الموسم، ونتيجة الذهاب تبدو مرشحة للتكرار، لوران بلان مدرب باريس سان جيرمان لا يملك الكثير ليبكي عليه، وربما سيندفع إلى الأمام باحثاً عن المعجزة، مخاطرة كبيرة في حال تم هذا السيناريو، فميسي وسواريز ونيمار سيكونوا على الموعد بالتأكيد لاستغلال هذا الاندفاع الباريسي. مجدداً، هوية المتأهل من هذه المواجهة تبدو محسومة، برشلونة !

بايرن ميونخ VS بورتو

المفاجأة المدوية التي حققها بورتو في ملعبه دراغاو، تلقي بظلالها الثقيلة على ملحمة أليانز أرينا المنتظرة، بيب غوارديولا مدرب البايرن يجد نفسه أمام اختبار صعب وربما مفترق طرق في مسيرته مع الفريق، صحيح أن الفريق يعاني من الإصابات، لكن الفشل ممنوع هذه المرة مع كل الإمكانيات التي وفرتها له الإدارة البافارية. الواقع يقول بأن البايرن لو كان في يومه فهو قادر على تحقيق النتيجة المطلوبة، 2-0 لا تبدو نتيجة صعبة على ماكنات البايرن التي لا تهدأ ولا تكل ولا تمل، بشرط التنبه إلى عدم ترك ثغرات دفاعية من الممكن أن يستغلها هجوم بورتو السريع، بورتو سيسعى لاقتناص هدف على الأقل في ميونخ لتعقيد المهمة على أصحاب الأرض، ويمتلك أبناء المدرب لوبيتيغي الإمكانيات القادرة على إحراج البايرن مجدداً واستكمال المفاجأة والإطاحة به خارج دوري أبطال أوروبا. معركة كبيرة تستحق المتابعة، ويمكن التكهن بسيناريو اللقاء، هجوم كاسح للبايرن ومرتدات لبورتو، لكن الغير قابل للتكهن أبداً ستكون النتيجة النهائية لهذا الصراع البرتغالي الألماني.

ريال مدريد VS أتلتيكو مدريد

يا لها من ضربات ولطمات متلاحقة على وجه كارلو آنشيلوتي، إيقاف مارسيلو لتراكم البطاقات الصفراء أولاً، ومن ثم 3 إصابات لثلاثة من أعمدة الفريق الرئيسية، لوكا مودريتش وكريم بنزيما وغاريث بيل، وضعية لا يحسد عليها المدرب الإيطالي، ورغم كل ذلك فأن الانتصار لا مناص منه، وربما لن يقتنع الجمهور بأي أعذار حتى لو كانت هذه الإصابات في حال الفشل أمام أتلتيكو مدريد مجدداً. أتلتيكو مدريد يدخل اللقاء أكثر راحة وباستعدادات أكبر، التفوق الدائم هذا الموسم على الريال يصب في مصلحة سيميوني ولاعبيه، بالإضافة إلى نتيجة الذهاب التي تركت الأمور في أرض الملعب، ملعب سيلعب به الأتليتي أمام فريق يعاني بغياباته، فرصة لن تعوض لتحقيق انتصار تاريخي في أرض البيرنابيو، انتصار حتى لو كان بنتيجة التعادل الإيجابي. التعادل السلبي ذهاباً سيفرض مباراة هجومية على الأقل من جانب الريال، وسيحاول الأتليتي بدوره تسجيل هدف يقتل طموح خصمه، معطيات تبشر بلقاء كبير، وبانتظار طريقة تعامل آنشيلوتي مع مصابه في إصاباته، تبقى الأمور رهن أقدام اللاعبين في ديربي مجنون منتظر.

موناكو VS يوفنتوس

لم يتوقع أحد الشكل الرائع الذي ظهر به موناكو ذهاباً في يوفنتوس أرينا بمدينة تورينو، لكن ذلك لم يمنعهم من قبول الخسارة في النهاية بهدف دون مقابل، نتيجة تعطي الأمل والحق لموناكو بالتفكير والبحث عن صنع الحدث والوصول إلى المربع الذهبي من بوابة كبير إيطاليا، يوفنتوس بدوره لا يريد أن يفرط بفرصته الذهبية للذهاب بعيداً في بطولة كثيراً ما تمنعت عليه. النقاد والملاحظين يعتقدون بأنها مباراة الهدف الواحد ليوفنتوس، بطل الكالتشيو من المنتظر أن يلعب مباراة دفاعية محكمة ويبحث عن خطف هدف يبعثر أوراق الفرنسيين، وتبدو الأسلحة اللازمة لهذا السيناريو متوفرة لدى السيدة العجوز، وما فعلوه في دورتموند وثلاثية الدور الماضي خير دليل، في حين أن موناكو عليه أن يقدم عرضاً خارقاً للعادة لتجاوز حصون يوفنتوس الدفاعية أولاً، وهدم جدار الحراسة المتمثل بجيجي بوفون ثانياً. الأمور تبدو غامضة في هذا اللقاء، خبرة يوفنتوس قد تحسم الأمور، لكن موناكو بدوره يبدو قادراً على صنع الحدث.

المصدر :