فاز أربعة فلسطينيين، حاصلين على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، بالمركز الأول في مسابقةٍ دولية لتصميم وإعادة إعمار مرفأ بيروت المدمر في لبنان.

ويتعلق الأمر بجائزة فينيكس 2021 التي تُقدمها منظمة iDAR-Jerusalem، وهي منظمة فلسطينية غير ربحية تُروّج للهندسة المعمارية عبر الاحتفاء بأفكار التصميم المبتكرة والبارزة.

وبحسب تقرير لموقع Al-Monitor الأمريكي، فإن لجنة التحكيم أعلنت في الـ17 من مايو/أيار الماضي، فوز المشروع الذي يحمل عنوان "في أعقاب الكارثة: بيروت مُنتجة"، بجائزة المركز الأول.

 

تفوق على فريقين روسي وإيطالي

وجرى تقديم هذا المشروع بواسطة الفريق الفلسطيني الذي يحمل اسم MAD Architects، ويتضمّن فتاتين وشاباً واحداً.

كما جرى تقديم 12 مشروعاً آخر بواسطة مشاركين من الولايات المتحدة، وروسيا، وبولندا، وفلسطين، وإسرائيل، وإيطاليا، والسعودية، وهولندا، والبحرين، والبرتغال، والصين، ولبنان.

بينما فاز الفريق الروسي بالمركز الثاني، وحلّ الفريق الإيطالي ثالثاً.

 

تفاصيل المشروع الفائز

ماجد المالكي، عضو الفريق الفائز، قال لموقع Al-Monitor الأمريكي: "يُقدّم مشروع الهندسة المعمارية هذا رؤيةً جديدة ستجعل بيروت عاصمةً مُنتجة تعتمد على إمكاناتها الخاصة، وذلك في أعقاب الانفجار الذي أسفر عن أزماتٍ كبرى بلبنان وتسبّب في تدمير عديد من المنازل وزيادة معدلات البطالة."

ويضيف: "أدّى الانفجار كذلك إلى نقصٍ في الغذاء نتيجة تدمير صوامع الحبوب. ويسعى المشروع إلى إعادة استخدام ما تبقى في الموقع، وإعادة تدوير مواد مثل الحديد والخشب والزجاج المتناثر في أرجاء المدينة. إذ يُمكن استخدام هذه المواد في عملية إعادة الإعمار".

المالكي قال في المناسبة ذاتها أيضاً، إن "الجهود المبذولة للدفع بالاقتصاد المحلي من أهم جوانب المشروع، وذلك من خلال توفير مساحات إبداعية للورش وساحات الإنتاج والمدارس الزراعية والمهنية وغيرها، علاوةً على مكافحة البطالة التي تفاقمت عقب الانفجار، وخلق فرص عمل مستقبلية لمئات اللبنانيين. كما يهدف البرنامج إلى توفير وحدات سكنية مؤقتة سريعاً لـ300 ألف لبناني ممن فقدوا منازلهم في الانفجار. وهذه المنازل المؤقتة ستكون قابلةً للتطوير في المستقبل، حتى تتحول إلى أماكن دائمة للسكن أو العمل".

 

بادرة دعم فلسطينية للبنان

بينما صرّحت آلاء أبو عوض، إحدى عضوات الفريق، للموقع الأمريكي قائلةً: "يُركز المشروع أيضاً على خلق المساحات العامة والأسواق الشعبية للسكان المحليين، إلى جانب الحفاظ على الذاكرة الجماعية للبنانيين من خلال التركيز على صوامع الحبوب. وقد تطلّب المشروع جهوداً كبرى من جانب أعضاء الفريق الذين استغرقوا أربعة أشهر من العمل والبحث المستمرَّين قبل إنهائه".

وأردفت آلاء أنّ لبنان يستضيف مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، لذا فإن مشروع الفريق الفلسطيني بمثابة بادرة دعم منهم للشعب اللبناني.

وتابعت: "هناك عديد من التحديات التي واجهها الفريق. وأهمُّها قلة المعلومات المتوافرة عن مدينة بيروت، وأعداد المباني المتهدمة، وأوضاع المباني التي ما تزال قائمة".

كما أوضحت أن الفريق لجأ إلى الشبكات الاجتماعية؛ من أجل الحصول على معلومات حول حجم الأضرار، إلى جانب الخرائط التي حصلوا عليها من لجنة المسابقة.

المصدر : وكالات