قبل سنوات ليست بالبعيدة، كان كل العالم يحسب بالشهور والأيام والساعات، لموعد كروي لا يمكن تفويته، موعد كروي يملأ الدنيا ضجيجاً، ولا ينتهي الحديث عن لقاء حتى يحين موعد لقاء آخر، موعد كروي اسمه ديربي ميلان، ديربي ديلا مادونينا، ديربي الغضب. ديربي ميلان كان دائماً وأبداً محط أنظار الجميع، و بغض النظر عن وضعية الفريقين، كان للقاء متعة وحلاوة خاصة لا تقدر بثمن، كان الديربي لا يقل شيئاً عن كلاسيكو اسبانيا بين ريال مدريد وبرشلونة، أو قمة إنكلترا بين اليونايتد وليفربول، لكن الكرة والزمن اجتمعا على خيانة الكبيرين، وأصبح الديربي الكبير في طي النسيان. ميلان وانتر ، أو انتر وميلان، تاريخ مواجهات الفريقين حافل بالندية والإثارة، مليء بذكريات النجوم الكبار، وعامر بالمشاحنات، الأرقام تدلنا على مدى التقارب الكبير بين الفريقين، 213 مباراة رسمية جمعت الروسونيري بالنيراتزوري، فاز الإنتر بـ76 منها فيما كان نصيب الميلان 74 فوز، وفرض التعادل نفسه في 63 مواجهة. وضعية ميلان والانتر الحالية يرثى لها بحق، في السنوات الثلاث الأخيرة تراجع الفريقان بشكل مخيف، وتركا الساحة للفارس الإيطالي الثالث يوفنتوس لحصد البطولات بكل أريحية، في الموسم الماضي أنهى الإنتر الموسم في المركز الخامس، في حين كان الميلان في المركز الثامن، وفي الموسم الحالي بات الوضع أكثر سوءً، إذ يحتل الميلان الترتيب التاسع بـ42 نقطة أمام الإنتر العاشر بـ41 نقطة، بفارق أكثر من 30 نقطة بعيداً عن اليوفنتوس ! هذا التراجع امخيف لقطبي ميلان أثر بشكل كبير على الكرة الإيطالية بشكل عام، وأثر على مقاعدها في البطولات الأوروبية، وأثر على سمعة الكالتشيو وجماليته ونسبة متابعيه في العالم أجمع، وقد يغيب عن الكثيرين أن اليوم هو موعد الديربي، والأكيد أنه كان وسيبقى، ديربي الغضب ! موعدنا اليوم، الساعة العاشرة إلا ربع بتوقيت فلسطين.

المصدر :