شن الطيران الحربي الإسرائيلي مساء الاثنين 10 أيار/ مايو 2021، سلسلة غارات جوية مكثفة على مناطق مختلفة من القطاع، وواصلت تصعيد هجماتها خلال 11 يوماً من التصعيد.

واستهدفت مدنيين ومنازل وأبراج سكنية وتجارية، ومصانع وأراضي زراعية ومواقع أمنية، ومنشآت خاصة وعامة ومرافق حيوية وبنى تحتية.

وأسفرت هذه الهجمات المكثفة حتى اليوم العاشر من العدوان عن استشهاد (220) مواطناً، من بينهم (63) طفلاً، و(36) سيدة، تبلغ نسبتهم حوالي (45 %) من إجمالي عدد الشهداء. كما أصيب (1112) آخرين بجراح مختلفة، من بينهم (249) طفلاً، و(177) سيدة، تبلغ نسبتهم من مجمل المصابين حوالي (38.31%). في حين بلغ عدد البنايات السكنية المستهدفة (140) بناية، من بينها (6) أبراج، دمرت (3) منها بشكل كلي، وبلغ مجموع الوحدات السكنية المدمرة كلياً (437) وحدة سكنية، ومئات الوحدات السكنية الأخرى بشكل جزئي.

كما وارتكبت قوات الاحتلال خلال عدوانها المستمر على قطاع غزة العديد من الجرائم التي ترقى لمستوى جرائم الحرب، وكانت الهجمات الأكبر والأعنف تجاه الأعيان المدنية لا سيما منازل المدنيين الآمنين المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني، والذين شكلوا ومنازلهم هدفاً لقوات الاحتلال على مدار أيام العدوان. وتشير الأرقام والنسب التي يعرضها مركز الميزان لحقوق الإنسان إلى أن حوالي (40%) من مجمل الشهداء والمصابين هم من فئة الأطفال والنساء الذين يحتمون بمنازلهم في أوقات الهجمات. وتظهر الأعداد الكبيرة للمنازل المدمرة، وتركيز عمليات القصف ليلاً، تعمد قوات الاحتلال هدم المنازل فوق رؤوس قاطنيها لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف المدنيين.

وتشير عمليات الرصد التي باشرها مركز الميزان لحقوق الإنسان، إلى أن ما يزيد عن (48%) من مجموع شهداء العدوان حتى اليوم العاشر منه، والبالغ عددهم (220) شهيداً، قضوا داخل منازلهم جراء استهدافها دون إنذار مسبق، بواقع (106) شهيداً، من بينهم (41) طفلاً، و (32) سيدة.

في حين، شكل استهداف وقتل أسر بأكملها، واحدة من أبرز سمات العدوان الحالي على غزة، وتشير إحصائيات المركز بهذا الخصوص إلى أن (19) أسرة فقدت خلال العدوان من (2) شهيد، حتى (21) شهيداً، بحيث لم يتبقى من الأسرة النووية من الأسر المستهدفة في بعض الحالات إلا ناجي واحد.

ويشير حساب أوقات استهداف المنازل والأسر بداخلها إلى أن ما يزيد عن (80%)، من الهجمات التي أسفرت عن سقوط ضحايا بين أفراد تلك الأسر كانت في الفترة الزمنية من حوالي الساعة 17:00 مساءً، وحتى حوالي الساعة 5:00 فجراً، وبأن النسبة الأكبر من المنازل وأسرها استهدفت في الفترة الزمنية من حوالي الساعة 23:00 ليلاً، وحتى الساعة 4:30 فجراً، أي أن الهجمات كانت تحصل وتتركز في ساعات متأخرة من الليل وساعات الفجر الأولى، وهذا الوقت الذي تكون فيه عادة معظم الأسر في منازلها، ما يؤكد نية قوات الاحتلال التنكيل بالمدنيين وتعمد إيقاع أكبر الخسائر في صفوفهم.

 

جدول يوضح أعداد ضحايا أبرز الأسر المستهدفة مرتبة حسب عدد الشهداء من الأكثر فالأقل

Image

 

يأتي هذا التصعيد في استهداف المنازل وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها، بعد استهداف قوات الاحتلال البنايات متعددة الطبقات "الأبراج السكنية" في قطاع غزة، الذي ظهر كوسيلة من وسائل ردع وترهيب المدنيين، واستخدامها كثافة نارية وصواريخ وقنابل ذات قدرات تدميرية عالية بهدف توسيع رقعة الأضرار والضحايا، في مخالفة واضحة لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

 

المصدر : مركز الميزان