ليلة القدر عند المسلمين هي ليلة تقع فيها مناسبة هامة حدثت في شهر رمضان، فيها أنزل القرآن الكريم، وهي ليلة  خير من ألف شهر فيها تتنزل الملائكة بالرحمات حتى مطلع الفجر وثبت بالسنة النبوية الحث على تحري هذه الليلة وخصوصا في الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان وبالأخص الأيام الفردية من العشر الأواخر، حيث ورد في القرآن أنها خير من ألف شهر، وفيها الدعاء مستجاب .

تحري شروق شمس الـ 24 رمضان 2021 :-

 

 

أخفى الله عز وجل ليلة القدر ليتبين الجاد في طلبها واغتنامها بالقيام والاجتهاد في أداء العبادات في كل الليالي، وعدم اقتصار العبادة على ليلة بعينها، لكن لليلة القدر علامات خاصة فيها، ولعل أبرزها :-

وردت أحاديث تكشف علامات ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فلنحرص على إحياء ليلة القدر لننال عظيم فضلها الذي ورد في آيات الكتاب وأحاديث السُنة النبوية الشريفة.

هي ليلة واحدة فى شهر واحد من عام كامل، إنها ليلة القدر فى شهر الصيام شهر رمضان المبارك، إنها ليلة خير من ألف شهر.

فيها أنزل الله أعظم كتاب علم البشرية على أعظم نبي هدى للإنسانية. إنها ليلة تنزل فيها الملائكة إلى الأرض لتصافح أهلها حتى مطلع الشمس. فهنيئاً لمن فاز بها وبأجرها العظيم.

ورغم أن ليلة القدر مخفية في أيام الوتر بالعشر أو السبع الأواخر من رمضان، لما روى البخاري من حديث ابن عمر – رضى الله عنه – أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُرُوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السَّبْعِ الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السَّبْعِ الأواخر»، إلا أنه يوجد علامات لها، وقد أرشدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها.

وقد اُختلف في تعيين ليلة القدر، منوهاً بـأن الذي عليه أكثر العلماء أنها ليلة سبع وعشرين، مضيفاً أن من رأوا أن ليلة القدر في سبع وعشرين رمضان استدلوا بحديث زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، يَقُولُ: قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، إِنَّ أَخَاكَ عَبْدَاللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَنْ يَقُمِ الحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ القَدْرِ، فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِالرَّحْمَنِ، «لَقَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ لَا يَتَّكِلَ النَّاسُ، ثُمَّ حَلَفَ لَا يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ»، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا المُنْذِرِ؟ قَالَ: «بِالآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ بِالعَلَامَةِ أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لَا شُعَاعَ لَهَا».

وهناك سبع علامات تميز ليلة القدر، يمكن من خلالها معرفة ليلة القدر بها، وأنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، لما ثبت عن عائشةَ -رضِيَ اللهُ عنها- قالتْ: كان رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: «تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في الوتر من العَشْر الأواخِر من رمضانَ»، رواه البخارى.

وأن لليلة القدر علاماتٍ، أولها أن يحدث للإنسان سكون في النفس، وثانيها يشعر الشخص بإقبال على الله عز وجل، وثالثاً تكون السماء صافية، ورابعاً اعتدال حرارة الرياح، وخامساً أنه لا ينزل فيها النيازك والشهب، وسادساً أن يوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل، وسابعاً في الصباح نجد الشمس لا شعاع لها وظلها خفيف.

موعد ليلة القدر :-

اغلب الروايات التي تتحدث عن ليلة القدر لا تعطي يوما محددا لحدوثها، ولكنها تؤكد انها في العَشر الأواخر من رمضان، ويميل جل هذه الروايات الى انها تكون في ايام الوتر من العشر الاواخر اي الايام الفردية.

* عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: ((تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ))  رواه البخاريُّ (2020)، ومسلم (1169)
 
* عن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنهُ : أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: ((أُريتُ  ليلَةَ  القدْرِ، ثُمَّ أيقظَنِي بعضُ أهلِي فنُسِّيتُها؛ فالْتَمِسوها في العَشرِ الغَوابِرِ))  رواه مسلم (1166)
 
* عن عبدالله بن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول لليلةِ القَدْر: ((إنَّ ناسًا منكم قدْ أُرُوا أنَّها في السَّبع الأُوَل، وأُرِي ناسٌ منكم أنَّها في السَّبع الغَوابِر؛ فالْتمِسوها في العَشْر الغَوابِرِ))  رواه مسلم (1165)
 
* عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: ((تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ))  رواه البخاريُّ (2017)
 
* عن ابنِ عبَّاس رضِيَ اللهُ عنهُما أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: ((الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ؛ لَيلةَ القَدْر في تاسعةٍ تَبقَى، في سابعةٍ تَبقَى، في خامسةٍ تَبْقَى))  رواه البخاريُّ (2021)
 
* عن عُبادةَ بن الصَّامتِ قال: خرَج النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ ليُخبِرَنا بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى رجُلانِ من المسلمين، فقال: ((خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى فلانٌ وفلانٌ؛ فرُفِعتْ! وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم؛ فالْتمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ))  رواه البخاريُّ (2023)، ومسلم (1174)
 
* عن ابن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: ((تَحرُّوا  ليلَةَ  القَدْرِ  في السَّبْعِ الأواخِرِ))  رواه مسلم (1165)
 
* قال أُبيُّ بنُ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ في  لَيلةِ  القَدْرِ: ((واللهِ، إنِّي لأَعلمُها، وأكثرُ عِلمي هي اللَّيلةُ التي أَمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بقِيامِها، هي ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ))  رواه مسلم (762)

وإزالة للبس، وحتى لا يكون الامر محض الغاز بالنسبة لوقت ليلة القدر، فقد اوضح الشيخ عبدالعزيز بن باز ان الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ﷺ دلت على أن "هذه الليلة متنقلة في العشر، وليست في ليلة معينة منها دائمًا".

وأضاف انها "قد تكون في ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون في ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين وهي أحرى الليالي، وقد تكون في تسع وعشرين، وقد تكون في الأشفاع. فمن قام ليالي العشر كلها إيمانًا واحتسابًا أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز بما وعد الله أهلها".

ولفت ابن باز الى ان النبي ﷺ كان "يخص هذه الليالي بمزيد اجتهاد لا يفعله في العشرين الأول. قالت عائشة رضي الله عنها، كان النبي ﷺ: يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها. وقالت: كان إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشدَّ المئزر وكان يعتكف فيها عليه الصلاة والسلام غالبًا".

 

المصدر : الوطنية