خرَّجت كلية "الرباط" الجامعية بوزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، اليوم الإثنين، فوج الرباط التاسع من طلابها الحاصلين على درجة البكالوريوس في العلوم الشرطية والقانونية، الملاحة البحرية.

وحضر حفل التخريج – في مقر الكلية بمدينة غزة -كلّ من رئيس متابعة العمل الحكومي محمد عوض، ونائب رئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، ووكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني ناصر مصلح، ومساعده سامي نوفل، إلى جانب مدير عام قوى الأمن الداخلي محمود أبو وطفة، ونائب قائد قوات الأمن العام جمال الجراح، ومدير عام الشرطة محمود صلاح، وعميد كلية الرباط ناصر سليمان.

كما شارك في الحفل وكيل وزارة الداخلية السابق توفيق أبو نعيم، إلى جانب قادة الأجهزة الأمنية ومدراء الإدارات المركزية بالوزارة، ومجلس أمناء كلية الرباط الجامعية، وجمعٌ من أهالي الخريجين وذويهم.

وجرى حفل التخريج وفقاً لإجراءات السلامة والوقاية في ظل جائحة كورونا.

وتخلل حفل التخريج تنفيذ تدريبات شرطيّة شملت: محاكاة تنفيذ عمليات شرطية، منها التعامل مع "حالات شغب" وضبط "خارجين عن القانون"، بالإضافة إلى عروض مشاة.

                                                      بلاء حسن

بدوره، قال محمد عوض، إن كلية الرباط الجامعية تُبلي بلاء حسناً في الإعداد ورفد وزارة الداخلية والأمن الوطني بالكادر الشرطي المميز.

وأضاف، في كلمة له، إننا "نتحدث باسمكم اليوم عن وزارة الداخلية بكل أجهزتها وكوادرها وطواقمها التي تُجسد صورة ناصعة في تاريخ الشعب الفلسطيني".

وتابع: "هذا العرض المميز هو دليل على الإصرار والمتابعة لمن أسس هذه الكلية، وللشهيد الوزير سعيد صيام وكل من تبعه من وزراء، ووكلاء".

وتوجّه بالشكر الجزيل لقيادة وزارة الداخلية "التي دأبت على تحمل المسؤولية الكبيرة في قطاع غزة"، مضيفاً: "نفتخر بهذه الوزارة التي تعمل ليلاً ونهاراً من أجل تثبيت الأمن، واستقرار الوضع الصحي".

وزاد في قوله: "كان لوزارة الداخلية والأمن الوطني دور كبير في مواجهة جائحة كورونا، عبر إجراءاتها في دعم ومساندة وزارة الصحة وسائر الجهات الحكومية".

ووجّه رسالة لأهل القدس، وقال: "إننا في أرض غزة جزء من أرض فلسطين أرض الرباط، وإن هؤلاء الجند يتطلعون إلى القدس... نحن اليوم أمام صورة جليلة تؤكد أن الشعب الفلسطيني سيصل في يوم من الأيام للهدف المنشود في تحرير القدس، وكل فلسطين".

                                                          حاضنة أمنية

من جهته، أشاد أحمد بحر بعمل كلية الرباط الجامعية كإحدى مؤسسات وزارة الداخلية، التي تشكل الحاضنة الشرطية والأمنية لشعبنا الفلسطيني.

وقال بحر في كلمة له، إن الكلية تخرج ضباط شرطة بعقيدة أمنية وطنية يُفتخر بها، ويعملون من أجل حفظ أمن المواطن الفلسطيني.

ووجّه التحية لأهل القدس "والمرابطين الذين يدافعون عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية، رغم بطش الاحتلال".

وأضاف أن أهل القدس ضربوا أروع الأمثلة في الدفاع عن الأقصى، مشيدًا بالهبة الجماهرية للفلسطينيين في غزة والضفة والداخل؛ نصرة للأقصى.

                                                            نموذج مهني

من جهة أخرى، قال ناصر مصلح إن كلية الرباط تُخرج اليوم فوجاً جديداً من طلابها، وتقدم نموذجاً في بناء الكادر الشرطي على أسس علمية ومهنية.

وأضاف أن الكلية خرجت أفواجاً من الضباط خلال السنوات السابقة، هم اليوم في مواقع متقدمة في قيادة العمل الشرطي في قطاع غزة، ما يبرهن على قدرة هذه الكلية في التغلب على الصعوبات في ظل الحصار، وعدم القدرة على ابتعاث الكوادر إلى الخارج.

ولفت إلى أن الخريجين سيلتحقون بزملائهم في المؤسسة الشرطية، للعمل في ميدان خدمة شعبنا والقيام بالواجب على أكمل وجه.

وتابع: "نقف اليوم أمام مؤسسة شرطية راقية تعمل بمهنية واقتدار، وقد أثبتت كفاءتها في كل المحطات، ولم يكن ذلك ليتأتى إلا بجهد الرجال وعطائهم، وفهمهم لرسالة هذه الوزارة وغاياتها".

                                                    تحديات كورونا

وأكد وكيل وزارة الداخلية أن الوزارة حافظت على الأمن والاستقرار، حيث يشهد القطاع حالة استقرار أمني مستمرة، وخاصة في خضم الانشغال بمواجهة الوباء والأعباء الإضافية التي ترتبت على ذلك.

وأضاف أن الوزارة تبذل جهوداً مضنية على مدى أكثر من عام، في سبيل تجنيب شعبنا ويلات الوباء، وقدمت الوزارة لوحة مشرقة من العطاء والتضحية:.

وقال: "لقد رسم أبناء هذه الوزارة، وفي مقدمتهم ضباط وعناصر جهاز الشرطة، صورة ناصعة في خدمة شعبنا، وواصلوا الليل بالنهار من أجل سلامته".

ودعا أبناء شعبنا الفلسطيني إلى المزيد من الحرص على اتخاذ تدابير الوقاية والسلامة، وخصوصاً في هذه المرحلة؛ كي نتمكن من تجاوز هذه المحنة، مشيراً إلى أن خطر الفيروس ما زال قائماً".

وفي سياق أخر، جدّد مصلح "تأكيده" أن وزارة الداخلية بأجهزتها وإداراتها كافة، على أتم الجاهزية والاستعداد للقيام بواجبها الوطني في تأمين العملية الانتخابية بجميع مراحلها.

وأشار إلى أن الجهات المختصة في الوزارة، وعلى رأسها جهاز الشرطة على تواصل دائم ومستمر مع لجنة الانتخابات المركزية وجميع الجهات ذات العلاقة في هذا الصدد.

وعبّر عن أمله بأن تسير العملية الانتخابية على أكمل وجه، على طريق تحقيق تطلعات شعبنا في نيل حقوقه وحريته.

وفي ختام كلمته، هنأ وكيل وزارة الداخلية الضباط الخريجين، وأهلهم وذويهم، موصيًا إيهام بأن يأخذوا دورهم في خدمة أبناء شعبهم كلّ في موقعه، وأن يكونوا على قدر المسؤولية والأمانة.

                                                       رؤية الكلية

من جهته استعرض ناصر سليمان رؤية الكلية الرباط وخططها وإنجازاتها، وتطلعاتها المستقبلية.

وذكر سليمان أن الكلية أحدثت عدداً من التحسينات الإدارية، حيث استحدثت إدارة الشؤون القانونية، وأعادت تفعيل إدارة البحث العلمي، كما افتتحت مركزاً إلكترونياً مجانياً للاستشارات القانونية لخدمة شعبنا الفلسطيني.

وأكد أنهم اعتمدوا مبدأ الشفافية التامة لدى إجراءات قبول الطلبة الجدد؛ منوهًا إلى أن النتائج كانت باختيار صفوة الصفوة، حيث كان معظمهم من الحاصلين على معدل 90% في الثانوية العامة.

ونوه إلى وجود نقلة نوعية فيما يتعلق باكتساب المهارات، حيث تم تنفيذ العديد من الدورات الحتمية للطلبة الخريجين، كالفروسية، وقيادة المركبات، وفنون القتال، والغوص وعمليات الشرطة البحرية.

وعلى مستوى المنشآت، ذكر العميد سليمان أنه تم إنشاء عدة مبانٍ إدارية في مقر الكلية بخانيونس، وافتتاح صالة الرماية الإلكترونية، ومختبر للحاسوب، وصالة لكمال الأجسام، وتزويد القاعات الدراسة بكافة المعدات التكنولوجية.

وأكد أن الكلية عازمة على مضاعفة الجرعات العلمية والتدريبية لكافة الطلبة من خلال البدء بمرحلة المبيت الأسبوعي لكافة طلبة السنة الأولى، وإنشاء عدد من المباني لخدمة الطلبة.

وعن الرؤية المستقبلية قال سليمان: "نتطلع لامتلاك المزيد من معدات التدريب، وإنشاء مبنى سكني لطلبة السنة الأولى".

وأضاف أنهم يتطلعون لتحقيق رؤية القادة المؤسسين في وزارة الداخلية في إعداد ضباط شرطة متميزين ملمين بكافة المهارات المطلوبة لخدمة أبناء شعبنا.

وفي ختام حفل التخريج أدى الطلاب قسم الخريجين، وكرّمت قيادة العمل الحكومي ووزارة الداخلي الطلاب الأوائل.

 

 

المصدر : الوطنية