يتساءل الكثيرين عن الحكم الشرعي في صيام ليلة الإسراء والمعراج، وهل صيامها جائز أم يعتبر بدعة، وماهو رأي الدين الإسلامي في ذلك .

حيث تبدأ ليلة الاسراء والمعراج من مغرب اليوم الأربعاء 26 رجب 1442هـ الموافق ١٠-٣-٢٠٢١م حتى فجر الخميس 27 رجب 1442هـ الموافق ١١-٣-٢٠٢١م، والتي يستغلها الكثير من المسلمين بالدعاء والصلاة والتصرع إلى الله سبحانه وتعالى، في هذه الأوقات المباركة التي حدثت فيها معجزة الإسراء والعراج .

حكم صيام ليلة الاسراء والمعراج :-

الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أكد في فيديو له أن شهر رجب يعتبر من الأشهر الحرم التي يستحب فيها الصيام والإكثار من الأعمال الصالحة، وصوم يوم 27 رجب وهو يوم ذكرى الإسراء والمعراج أمر لا حرج فيه لأن الصيام طاعة مطلوبة في هذه الأوقات في رجب وشعبان حتى نمهد نفسنا لشهر رمضان.

كما وأجاب الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر للدار عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك.

وقال عثمان: "يجوز الصيام نهار الإسراء والمعراج ولا شيء فيه وصيام الاسراء والمعراج ليس ببدعة كما يدعى ويزعم البعض". وتوافق ليلة 27 رجب ذكرى الإسراء والمعراج، غداً الخميس .

وكانت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكترونى أجابت عن سؤال نصه: "هل يجوز الاحتفال بالإسراء والمعراج في شهر رجب؟"، حيث قالت دار الإفتاء: "على الرغم من الخلاف الذي وقع بين العلماء في تحديد وقت الإسراء والمعراج -حتى إن الحافظ ابن حجر حكى فيه ما يزيد على عشرة أقوال ذكرها في "الفتح"- فإن الاحتفال بهذه الذكرى في شهر رجب جائزٌ شرعًا ولا شيء فيه ما دام لم يشتمل على محرمٍ، بل على قرآن وذكر وتذكير؛ وذلك لعدم ورود النهي:

وتابعت دار الإفتاء: "فإن قيل: إن هذا أمر مُحدَثٌ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» رواه مسلم، قلنا: نعم، ولكن من أحدث فيه ما هو منه فليس بردٍّ، بل هو حسن مقبول؛ فهذا سيدنا بلال رضي الله تعالى عنه وأرضاه لم يتوضأ وضوءًا إلا وصلَّى بعده ركعتين، وهذا صحابي جليل يقول بعد الرفع من الركوع: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعلِم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك وسمعه؛ فبشَّرهما، بالرغم من أن الشرع لم يأمر بخصوص ذلك"

واختتمت دار الإفتاء المصرية:"وتلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى من الدين، وإيقاع هذه الأمور في أيِّ وقت من الأوقات ليس هناك ما يمنعه، فالأمر في ذلك على السعة، كما أن الاحتفال بهذه الذكرى فيه تذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزة من معجزاته، وقد قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]... والله سبحانه وتعالى أعلم"

ورحلة الإسراء والمعراج هي معجزة اختص الله بها النبي الكريم تكريمًا له وبيانًا لشرفه- صلى الله عليه وآله وسلم- وليطلعه ربنا- عز وجل- على بعض آياته الكبرى، الأمر الذي قد يدفع الكثير من التساؤلات حول حكم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج.

ورحلة الإسراء والمعراج هي معجزة كبرى أرى اللهُ- عز وجل- فيها نبيه محمدا-صلى الله عليه وسلم- من عظيم آياته، أمَّا الإسراء فيُقصد به الرحلة العجيبةـ بالقياس إلى مألوف وقوانين البشرـ من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، وأمَّا المعراج فهو الرحلة السماويَّة من عالم الأرض إلى عالم السماء، حيث سدرة المنتهى، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام، وقد حدثت هاتان الرحلتان في ليلة واحدة قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة.

المصدر : الوطنية