غزة مدينة ساحلية تقع جنوب فلسطين على حدود سيناء ومصر، وهي بلدة كنعانية من أقدم مدن العالم، وقد أطلق عليها الفرس اسم «هازاتو»، والعبرانيون اسم «غزة»، وسماها العرب «غزة هاشم» نسبة الى هاشم بن عبد مناف جد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي مات فيها وهو راجع بتجارته الى الحجاز.

فقد كان العرب يردون اليها كثيراً قبل الاسلام، وما زال قبره في الجامع المسمى باسمه في حي الدرج، فقال الشاعر يرثي:

مات الندى بالشام لما أن ثوى

فيه بغزة هاشم لا يبعد

ولغزة ارتباط بالتاريخ الاسلامي،

فلما وصل كتاب الرسول عليه الصلاة والسلام الى هرقل يدعوه الى الاسلام،

نادى صاحب شرطته وأمره أن يبحث عن حجازي،

فوجد أبا سفيان في غزة (والقصة في البخاري)،

والقافلة التي هاجمها المسلمون في بدر كانت راجعة من غزة،

أما فتحها فقد دخل العرب غزة بعد معركة «داثن»

بقيادة عمرو بن العاص في خلافة ابي بكر الصديق رضي الله عنه.

واشتهر أن الامام الشافعي رضي الله عنه قد ولد في غزة قبل وفاة والده،

ثم انتقاله مع والدته يتيماً الى مكة المكرمة حيث حفظ القرآن الكريم عن سبع سنين، وقال فيها:

وإني لمشتاق إلى أرض غزة

وإن خانني بعد التفرق كتماني

سقى الله أرضاً لو ظفرت بتربها

كحلت به من شدة الشوق أجفاني

وقد بنيت «غزة» القديمة على تل يرتفع (45) متراً فوق سطح البحر، ولما نمت المدينة امتد العمران الى الشمال والشرق والجنوب، والموضع القديم يشغله جزء من حي الدرج وجزء من حي الزيتون.

وتتميز هذه الأماكن بانبساط أرضها التي ترتفع قرابة (30) متراً فوق مستوى سطح البحر .

ويقع شرق المدينة «تل المنطار» الذي يرتفع (83) متراً فوق سطح البحر، وعليه بعض المساكن والآثار والقبور المحيطة بمقام «علي المنطار».

ومنذ الثلاثينيات أخذت تمتد نحو الغرب حتى وصلت الى البحر، فيما يسمى بغزة الجديدة أو حي الرمال.

قدر سكان غزة سنة 1947م بأربعين الف نسمة، وبعد الهجرة وصل عددهم سنة 1978م الى مائة وخمسة وسبعين ألف نسمة، والآن يفوق عددهم المليون ونصف نسمة.

ومن أشهر عائلات غزة التي ظهر منها العلماء «آل الغصين» ويذكرون انهم أحفاد العباس، ومنهم عبدالقادر الغزي الغصين، المتوفى سنة 1087 هـ، ومحمد الغصين، وهو الذي قال فيه المقري:

يا سائلي عن غزة

ومن بها من الأنام

أجبتهم مرتجلاً

ابن الغصين والسلام

وممن ظهر في القرنين الحادي عشر والثاني عشر للهجرة الشيخ حسن النخالة مفتي الشافعية في غزة، ومحمد الريس الذي كان طبيباً حاذقا، وتوفي سنة 1130 هـ.

وينسب الى غزة الكثير من الناس والعلماء والأدباء باسم «الغزي»، أما الغزاوي فهو نسبة الى قرية الغزاوية الذين انتقلوا لاحقا الى غزة.

تنقسم غزة الى قسمين: القسم الشرقي ويشمل الشجاعية أو السجاعية،

والقسم الغربي، ويشمل أحياء الزيتون والتفاح والمشاهرة والدرج والفواخير، وقسم من حي الدرج.

سمي حي الشجاعية باسم الأمير شجاع الدين عثمان بن علكان الكردي الذي استشهد في غزة ايام الحروب الصليبية (كما يظن).

ومن جوامع غزة الشهيرة «الجامع الكبير» الذي يعود أصله الى الكنيسة التي بنيت في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، و«جامع السيد هاشم» الذي أنشأه المماليك، و«جامع الشيخ زكريا» وفيه رفات الشيخ زكريا التدمري المتوفى سنة 449 هـ.

ومن الأماكن الأثرية «تل العجول» جنوب غزة، و«خربة أم التوت» جنوب غربي تل العجول، و«تل المنطار» شرقي غزة.

 

المصدر : مواقع