اختلفت آراء الخبراء حول أسباب الارتفاع غير المسبوق في سعر البتكوين (Bitcoin) على مدى الشهرين الماضيين، لكن عاملا حاسما أدى إلى وصول العملة المشفرة الأبرز عالميا إلى قيمتها الأعلى على الإطلاق.

وفي تقرير نشره موقع "أكسيوس" (Axios) الأميركي، يقول الكاتب ديون رابوين إن ارتفاع قيمة البتكوين هذه المرة يختلف عن كل المرات السابقة، لأن المؤسسات التقليدية هي التي اتجهت بقوة للاستثمار في العملة المشفرة.

وقد ارتفع سعر العملة المشفرة من 10 آلاف و500 دولار في 3 أكتوبر/تشرين الأول، إلى حوالي 14 ألف دولار في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، ثم قفز إلى أكثر من 34 ألف دولار يوم الأحد الماضي، قبل أن ينخفض بـ5 آلاف دولار في اليوم التالي.

وبلغ سعر البتكوين أعلى قيمة له سابقا في ديسمبر/كانون الأول 2017، حين اقترب من 20 ألف دولار، قبل أن ينهار بعد ذلك بفترة وجيزة.

ما الذي اختلف هذه المرة؟

لكن المختلف هذه المرة هو أن المستثمرين التقليديين أصيبوا بما يُعرف بظاهرة الخوف من فوات الفرصة، وهي حالة عامة تدفع الأشخاص إلى الرغبة في أن يكونوا على اتصال دائم مع الآخرين خوفا من أن تفوتهم الأحداث المهمة، وقد أسهموا بشكل كبير في الارتفاع الهائل لقيمة البتكوين.

ومن أبرز الشركات التي استثمرت مؤخرا في العملة الرقمية: "جي بي مورغان" (JPMorgan)، و"غوغنهايم" (Guggenheim)، و"توم لي فوندسترات" (Tom Lee)، وعملاق التأمين "ماس موتوال" (MassMutual)، إضافة إلى الملياردير الأميركي بول تودور جونز. وتراهن هذه الشركات بمئات ملايين الدولارات لرفع قيمة البتكوين، وتضع هدفا معلنا هو الوصول إلى 400 ألف دولار سعرا للعملة الواحدة.

كما تفيد التقارير بأن "سكوير" (Square)، و"باي بال" (PayPal)، و"فيزا" (Visa)، تنسق مع أكثر من 25 شركة متخصصة في العملات الرقمية، لتوفير مجموعة من السلع والخدمات التي يمكن شراؤها باستخدام البتكوين.

أرباح ومخاطر

ويقول دوغلاس بورثويك، كبير مسؤولي التسويق في منصة تداول العملات المشفرة "إنكس" (Enix)، إن "الحكومات مقيدة، فهي لا تقدر على جمع الأموال عن طريق زيادة الضرائب، لذا يتعين عليها طبع المزيد من الأموال"، ويضيف أن العملات المشفرة أصبحت بالنسبة لكثيرين البديل المناسب تحسبا لانهيار العملات التقليدية، و"غطاء يستغله الجميع للتستر على التضخم العالمي".

ولقد اختار المستثمرون المراهنة على البتكوين رغم كل المخاطر المحفوفة بالعملة المشفرة، في ظل توقعات بأن يُقدم نظام الاحتياطي الفدرالي الأميركي والبنوك المركزية الرئيسية الأخرى على دعم الأسواق بتريليونات من العملات النقدية، في حال ارتفاع عائدات السندات أو انخفاض أسعار الأسهم.

وفي حال شهد الاقتصاد حالة انكماش جديدة، فإن طباعة المزيد من العملة النقدية ستزيد -بحسب المراقبين- في رفع قيمة البتكوين.

لكن لا ينبغي -وفقا للكاتب- النظر إلى الثقة التي يضعها المستثمرون التقليديون في البتكوين على أنها ضمان لاستقرار قيمتها مستقبلا، وتحسبا لمثل هذه التقلبات، تقوم معظم الشركات باستغلال العملة المشفرة في حوالي 1% فقط من مجمل أصولها، وهو ما يجعلها في مأمن عند حدوث انهيار مفاجئ في سعر البتكوين، لكن مثل هذا السيناريو لن يكون جيدا للأفراد الذين اختاروا الاستثمار في العملة الرقمية.

وقد ارتفعت قيمة البتكوين حوالي 300% في عام 2020، ووصلت إلى حدود 40 ألف دولار، أي ضعف مستواها القياسي السابق، لكنها بدأت بالتراجع خلال الأيام الأولى من العام الجديد.

المصدر : وكالات