قال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" عبد الحكيم عوض، إن الذكرى السنوية لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة (انطلاقة حركة فتح) تتجدد كل عام لدى جموع الفتحاويين عامة ولدى أبناء الشعب الفلسطيني لكي تعطي الأمل من جديد للتطلع إلى فجر الحرية القادم، ولكي تدب الروح الوطنية في نفوس كافة الفلسطينيين أينما وجدوا، لتشكل ذكرى انطلاقة الثورة مرادفا وطنيا وعنواناً نضالياً متجدداً ومتألقاً لحركة فتح على طريق الحرية والاستقلال.

جاء ذلك في تصريحات لعوض، بمناسبة ذكرى الانطلاقة 56، حيث أكد على أهمية الذكرى لما لها من أولوية نضالية وسياسية في الواقع الفلسطيني، الذي يعتبر الفاتح من يناير عام 65، العنوان الوطني الأهم والأشمل لتحول مسار العمل الوطني المقاوم ضمن رؤية نضالية وسياسية استطاعت الحفاظ على الثوابت الوطنية في ادارة الصراع مع الاحتلال، وفق استراتيجيات وتكتيكات وأسس جعلت من الصراع مع العدو قائما ومستمرا من أجل الوصول للحرية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد بمناسبة إحياء ذكرى الانطلاقة على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية وبكافة الحقوق التي نصت عليها الأعراف والمواثيق الدولية، التي تؤكد الحق الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله ، وتعزيز كافة السبل والامكانيات من أجل بقاء عناوين القضية المركزية قائمة وحاضرة في صدارة العمل الوطني والاقليمي  وفي مواجهة التطبيع ومن أجل كسب وتأييد كافة الدول المناصرة والصديقة ، الذين يفقون إلى جانب شعبنا وعدالة قضيته، وفي ظل تعنت دولة الاحتلال الاسرائيلي واجرامها الذي  التي تمارسه ضد أبناء شعبنا، من خلال عملية التوسع الاستيطاني الغاشم ، والتهويد المستمر للمقدسات الدينية والمعالم التاريخية والحضارية للشعب الفلسطيني ، واستمرار مسلسل جرائم الاحتلال في عمليات القتل والتشريد والاعتقالات وتقطيع أواصر المحافظات والمدن الفلسطينية  إلى كانتونات، في ظل الصمت الدولي ومباركة القوى المنحازة للاحتلال الاسرائيلي وفي مقدمتها الادارة الأمريكية بقيادة دونالد  ترمب ومخططه الاستعماري التأمري الذي بات يعرف بما يسمى " صفقة القرن".

وتابع عوض: إن ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية، التي تم تجسيدها فعلاً نضالياً ومضموناً وطنياً بانطلاقة حركة فتح تعد السمة الأهم ضمن حركات التحرر العالمية، التي استطاعت "فتح " أن تقود الثورة المعاصرة وتحيا وتستمر بمحبة وتقدير وحفاوة الجماهير، نظراً لارتباطها الوثيق بالعمل الوطني المقاوم ذات الأسلوب المتوازن الذي وثقته الحركة في بيانها الأول بيان العاصفة من خلال الالتصاق بالفعل والإرادة الجماهيرية والايمان بقدرتها وتضحيتها بالكفاح والنضال.

وأوضح عوض، أن الواقع التنظيمي التي تعيشه حركة "فتح" في ظل المقارنة الموضوعية بين الأمس واليوم ، نجد الفروقات والتحولات الكبيرة والشاسعة في الأداء التنظيمي  "حالة من الترهل والضعف والتراجع" ، بسبب تفرد رئيسها في صناعة القرار وتغييب وتهميش القيادات والكوادر الفتحاوية المناضلة ، الأمر الذي أدى إلى تراجع الحركة على كافة الصعد والمستويات، في ظل محاربة ومعاقبة أبناء الحركة الأوفياء المخلصين وقطع رواتبهم والسطو على مستحقاتهم التنظيمية والمعيشية بسبب الاختلاف في الآراء و الانتفاد التنظيمي البناء ، دون أدنى اعتبار واهتمام لتطلعات جموع الفتحاويين ومطالبهم في لملمة صفوف الحرية وتحويد كافة جهودها وشخصياتها ومناضليها في بوتقة واحدة  ضمن وحدة فتحاوية تقود للوحدة الوطنية الفلسطينية.

وعبر عوض بمناسبة ذكرى الانطلاقة عن أسمي أمانيه وأطيب تحياته لكافة جموع الفتحاويين عامة، وللقادة العظام من الشهداء الخالدين شهداء اللجنة المركزية للحركة الذين جسدوا العنوان التنظيمي والوطني بدمائهم الزكية، من الخالد الشهيد المؤسس ياسر عرفات ورفاقه دربه من الشهداء الأبطال.

 

 

المصدر : الوطنية