ساعد يهود الولايات المتحدة، الذين يتمتعون بسلطة قريبة من شركات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، على الترويج لـ"وكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد” على مدى عقود، حيث ظهرت الوكالة في العديد من مسلسلات الإثارة والتشويق وكأنها “قوة جاسوسية لا تقهر” على الرغم من أنها لم تواجه حتى الآن أي تحديات حقيقية من أي كيان استخباري آخر، وعلى أرض الواقع، بدأت تفاصيل عن العمليات المنسوبة إلى كيان الاحتلال تظهر للعلن بشكل متعمد، بما في ذلك سرقة مجموعة من الأسرار النووية من داخل إيران قبل أسبوعين ومقتل الرجل الثاني في تنظيم” القاعدة” في الصيف الماضي، وكذلك اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في الشهر الماضي.

صحيفة “واشنطن بوست” بدورها سلطت الضوء على الاهتمامات الجديدة للموساد بعد تصاعد نفوذ شركات التلفزة الأمريكية عبر الإنترنت، وأهمها نتفليكس و”هولو” وتلفزيون “آبل” حيث تم الزج بمسلسلات وأفلام داخل هذه الامبراطوريات الفنية بهدف منح الموساد أدوار البطولة كآلة باردة وقاسية وفعالة.

وأشار تقرير “واشنطن بوست” إلى أن الموساد قد رحب بهذا الانكشاف على الشاشة بدلا من التشويش، لأنه يحتاج إلى المزيد من العملاء.

ووفقا للتقرير، فإن وكالة الموساد تحاول الحصول على أفضل وأذكى الجواسيس وأكثرهم موالاة مع التطور السريع للتكنولوجيا العسكرية، كما لاحظ التقرير أن العديد من العملاء السابقين للموساد يعملون الآن في شركات خاصة ناشئة .

وتناول التقرير مشروع يوسي كوهين، مدير الموساد منذ عام 2016 والحليف المقرب لرئيس وزراء كيان الاحتلال، الذي يتضمن حملة تجنيد متزايدة وحاضرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال العديد من الجواسيس، بحسب ما ورد، إن وكالة الموساد تحتضن بهدوء عدداً هائلاً من البرامج التلفزيونية والأفلام التي تحاول تصوير الحياة داخل المؤسسة الاستخبارية سيئة السمعة وكأنه عمل رائع للغاية.

وقال افانيز أفراهام، الذي كان ضابطاً في الموساد لمدة 28 عاماً، ويدر الآن وكالة استشارية لاستديوهات هوليوود إن المسلسلات والأفلام ستسمح للناس” بالشعور بالفخر” ، واضاف ” نحن بحاجة إلى المزيد من العملاء”.

وقد وصلت رغبة الموساد إلى استخدام الشاشة لتجنيد العملاء إلى حد احتضان الصفحة الرئيسة في موقع الموساد الإلكتروني، الذي ساعد أفراهام على تصميمه، إلى اقتباس غير منسوب يقول :” أجد نفسي أفعل أشياء ربما لا تراها إلا في الأفلام”.

وذكر التقرير أن سمعة الموساد على الشاشة كانت تعتمد لعقود على فيلم”ميونخ” لستيفن سبيلبرغ، وأن الموضوع المشترك للعروض السابقة هو الخسارة النفسية التي تسببها وحشية الوظيفة على العملاء.

وقال المخرج "الإسرائيلي" إيتان فوكس إن الكتاب والمنتجين في “إسرائيل” هم جزء من “مجتمع” من صفاته أن لكل شخص صديق أو عم في الموساد، مما يسهل إنشاء نسخ شاشة للموساد، وأكد فوكس أن لديه العديد من الأصدقاء في الموساد وأنه تشاور معهم بشأن مسلسه القادم حول مهاجر أمريكي إلى “إسرائيل” تم تجنيده كجاسوس.

وتطرق التقرير إلى مسلسل ” فوضى” على نتفليكس، والذي يعتمد على عرض "إسرائيلي" دعائي محترف يدعى “أسرى الحرب”، والذي تضمن مشاهد تحاول تصوير العمليات القذرة الدنيئة في الضفة الغربية المحتلة وكأنها أعمال بطولية للموساد، وكذلك مسلسل” فولس فلاغ” الذي يتحدث عن اغتيال القائد العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المبحوح في دبي عام 2010، كما تناول التقرير مسلسل “طهران” الذي يتحدث عن جاسوسة إسرائيلية في إيران.

 

 

المصدر : الوطنية