بمجهره الصغير يتأمل الحاج توفيق أبو مكتومة " 60 عامًا" حجرًا تلو الأخر، ويرتبه وفق أهميته وندرته بين الأحجار الأخرى التي قضى عشرات السنين من حياته باحثًا عنها.
وما أن تخطو قدميك في غرفة أبو مكتومة أو كما يحب أن يطلق عليها "المعمل"، وتشاهد ما جمعه خلال حياته من الأحجار النادرة والمميزة تتأكد تمامًا أنه عاشقًا لهوايته.
ويقضي أو مكتومة ساعات طويلة في "معملة الخاص" الذي أنشأه بمنزله في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وهو يتأمل في الحجارة ويفرق بينهما ويحاول أن يجد أصولها.
وإلى جانب تميز الحجارة التي يجمعها بأشكالها وألوانها، يحاول أبو مكتومة أن يزيدها جمالًا بإطلاق أسماء رائعة عليها كـ"مريم العذاء" و"حجارة اليمن".
ويتحدث أبو مكتومة عن أسرار حبه وعشقه لهذه الهواية التي بدأها منذ عشرات السنين، ويقول: " أنظر إلى الحجارة، فأتأملها بين الحين والآخر وكأني أجد أشياء بداخلها ولكن لم أدرك حقيقتها".
وبدأ الحاج هوايته في جمع الأحجار المميزة والرائعة، عندما خطت قدمه قطاع غزة قادمًا من بئر السبع ولكن بعد تدخلات الأخرين وتطفلهم في حياته الشخصية وتساؤلاتهم عن سبب جمعه للحجارة قرر العودة إلى السبع ليستقر بها ما بين 1997 حتى 2006.
ولكن انفصاله عن زوجته وأولاده في مخيم البريج، ومنع الاحتلال الاسرائيلي بقاءه في بئر السبع، اضطر أبو مكتومة للعودة إلى قطاع غزة عام 2006 حاملًا هوايته وبعض حجارته التي جمعها اثناء إقامته في السبع.
ويسرد أبو مكتومة عن هوايته ومحبوباته الأحجار وما بها من أسرار، حقيقتها ومعالمها من الداخل، ويقول: "بعدما تعرفت على الحجارة بدأت أتعرف على الحجارة الثمينة مثل الكريستال والحجارة المزينة".
ويوضح لـ"الوطنيـة" خطوات بحثة عن محبوباته الأحجار والتي تبدأ بالنظر للحجر بواسطة عدسة يدوية تستغرق ساعات، مرورا بتسليط الضوء الكهربائي عليه بشكل كثيف، والقيام بعملية دوران على كل الاتجاهات، ثم تصويره بكاميرا ( فيديو) ديجتال وتكون موصولة على شاشة تلفاز، قبل أن تظهر ملامح الحجر بشكل واضح.
ويدرك الحاج لغة الحجارة، في شكلها الخارجي والمضمون، ويظن أنها في قبل الغريقة وما بعدها" معتبرًا أن الإنسان القديم ترك أشياء كثيرة ، وأن الحجر تكون من فعل الأحداث.
ويرى أبو مكتومة أن هناك أحداثًا كثيرة في الحجارة تغيب عن الأنظار، والتي تتمثل في أشكال الحيوانات والفنون الحجرية الجميلة، واللوحات الهندسية وهياكل اوجه الأنسان القديم.
المصدر :