صلاة الاستسقاء كصلاة كصلاة العيد – كما قال الفقهاء – في وقتها وصفتها وأحكامها ، فإذا أراد الإمام صلاتها خرج لها ، أي : إلى المصلى ( في الفضاء ) ووعظ الناس وأمرهم بالتوبة والخروج من المظالم ، لأن المعاصي سبب القحط والجدب ، والتقوى سبب البركات .

ويباح خروج الأطفال والعجائز والبهائم .

وأما أن تصلي في المصليات التي في المساجد أو في المساجد ، فليس مشروع ولا موافقا للسنة النبوية ولا تعرف عند السلف ، ولا أن تصلي بإمامة النساء .

لكن لا حرج على المسلم أو المسلمة أن يطلب الغيث في صلاته ، أو بعد مجلس الذكر أو ما شابهه .

بدوره، قال عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق، إن صلاة الاستسقاء يمكن أن يصليها الفرد في أي مكان وليس في المسجد فقط، مطالبًا جموع المسلمين بالدعاء دائمًا في أي مكان وأي وقت، وذلك بعد استفسار أحد المتسائلين قائلًا: «من أتى المسجد أو المصلى وقد انتهى الناس من صلاة الاستسقاء فماذا يفعل؟».

ورد الشيخ المطلق عبر القناة السعودية قائلًا: «من فاتته الصلاة، يصلي ركعتين، حتى أن الناس يجب أن يصلوا في بيوتهم، والتكبيرات في صلاة الاستسقاء سنة، فيستطيع أي مسلم في أي مكان أن يؤدي صلاة الاستسقاء».

وأضاف: «المقصود أنه إذا الإنسان فاتته الصلاة، فيصلي ركعتين ويدعو، وأطالب كل فرد منا بالدعاء في أي مكان سواء في البيت أو في المزرعة أو عمله، ربما يغيثنا الله بدعائه»، واستشهد الشيخ المطلق بموقف النبي سليمان (عليه السلام) عندما رأى النملة تستسقي، فمجد فعلها.

وتابع: «لماذا لا ندعو إلا في صلاة الاستسقاء؟ لا دعاء الاستسقاء في أي مكان وأي وقت سواء للرجل أو المرأة».

كيفية صلاة الاستسقاء :-

أن يصلي الإمام بالناس ركعتين في وقت يكون لا يتواجد الماء (جفاف) ولا يكون وقت الكراهة. يجهر في الأولى بالفاتحة، وسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بالغاشية.. وصلاة الاستسقاء مثل صلاة العيد تماماً، فيكّبر فيها سبعاً في الركعة الأولى، وخمساً في الثانية.

ولا يشترط لصلاة الاستسقاء أذان، كما لا يشترط الأذان لخطبتها، وينادى لها بالصلاة جامعة.

ثم يخطب الناس فإذا انتهى من الخطبة يندب أن يحول الخطيب رداءه - ولو كان شالاً أو عباءة - والمصلون جميعاً يحولون أرديتهم.. وذلك بأن يجعلوا ما على أيمانهم على شمائلهم، ويستقبلوا القبلة، ويدعوا الله مع رفع اليدين في الدعاء، مبالغين في ذلك.

عن ابن عباس ما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعاً م تبذلاً (لابساً ثياب العمل) متخشعاً مترسلاً (غير مستعجل في مشيه) متضرعاً. (أخرجه الترمذي وصححه).

وعن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قُحُوط (احتباس) المطر، فأمر بمنبر، فوضع له بالمصلى، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، فخرج حين بدا حاجب الشمس (ضوءها) فكبّر وحمد الله،

ثم قال: "الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله، يفعل ما يريد، اللهم لا إله إلا أنت، أنت الغني، ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلاغاً إلى حين".      

ثم رفع يديه، فلم يزل يدعو، ثم حوّل إلى الناس ظهره، وقلب رداءه، وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس، فصلّى ركعتين (أخرجه الحاكم وصححه).

وللفقهاء في تقديم الخطبة أو تأخيرها ثلاثة أقوال

تأخير الخطبة إلى ما بعد الصلاة تقديمها جواز الأمرين.

ما يستحب قبل الخروج لصلاة الاستسقاء

يُستحب قبل الخروج إلى الصلاة: التوبة، والصدقة، والخروج من المظالم، والمصالحة بين المتخاصمين، وصيام ثلاثة أيام، ثم الخروج في اليوم المعين لذلك، ويخرج الصبيان، والشيوخ، والعجائز، ويباح إخراج البهائم والصغار.

المصدر : وكالات