شهد قطاع غزة، قبل عدة أيام، إطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية بشكلٍ مفاجئ بالتزامن مع هطول كمية من الأمطار الغزيرة وما رافقها من رعد وبرق.

وأشعلت تلك الحادثة، حالة من الاحتدام والسخرية والهمز واللمز من قبل الإسرائيليين، بعد اتهام البرق بأنه يقف خلف مسلسل إطلاق الصواريخ.

وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى الواقعة، فتحدّث عن مهاجمة جيش الاحتلال أهدافاً لـ "حماس" في غزة، مُتوجّهاً إلى فصائل المقاومة بالقول: "لا تختبرونا حتى في ظلّ أزمة كورونا"، في إشارة إلى أن تداعيات انتشار الوباء لن تؤدي دوراً كابحاً عن المبادرة والردّ القاسي، ومحاولة لتبديد الرهان على هذا العامل من زاوية كونه يشكّل ربما عاملاً محفّزاً لفصائل المقاومة.

ولم تعقب الفصائل الفلسطينية، على حادثة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، ولم يتبن أي طرف منهم ذلك، سوى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، والذي حمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن اعتداءاته المتكررة على قطاع غزة، سواء كانت عبر استهدافه لمواقع المقاومة أو للأراضي الزراعية والصيادين في عرض البحر.

وقال أبو ظريفة: "إن أي ردود فعل من الاحتلال بحق قطاع غزة؛ سوف يؤدي لتصاعد الأوضاع الميدانية، والمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الاعتداءات بحق شعبنا".

وأضاف أنه علينا قطع الطريق أمام هذه الجرائم المتكررة بحق أبناء شعبنا خصوصا بأن نتنياهو يعيش الآن في مأزق بسبب تفشي فيروس كورونا داخل المجتمع الإسرائيلي فهو يحاول الهروب باتجاه تسخين الأوضاع على جبهة غزة، وعلينا قطع الطريق على مخططاته بتعزيز الوحدة الوطنية.

ودعا المجتمع الدولي لوضع حد لجرائم الاحتلال واعتداءاته المتكررة ضد الشعب الفلسطيني، منوهًا إلى أن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة هي صاحبة الحق في الرد على جرائم الاحتلال بالوقت والزمان المناسبين، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام اعتداءات الاحتلال المتواصلة ضد شعبنا.

البرق في ضيافة الإعلام الإسرائيلي

أما الصحافة والأحزاب الإسرائيلية، لم تدعا الباب مفتوحًا، حيث عقبوا على إطلاق الصواريخ، معتبرين أن اتهام البرق في إطلاق الصواريخ أمر يثير السخرية ويكشف انهيار الردع لدى الجيش الإسرائيلي.

واقترح مراسل القناة 20 الإسرائيلية هاليل روزين، أن يُرافق ضابط الجبهة الداخلية راصدٌ جوي، في حين تساءل الصحفي أدير من "حدشوت هكابينت": "لماذا يُفعّل البرق فقط الصواريخ بعيدة المدى التي تصل إلى غوش دان! تعاظُم قوة الذراع العسكري لحركة حماس سنندم عليه في المستقبل".

أما عضو "الكنيست" السابق حاييم يلين، قال: لو لم يكن لدى "حماس" صواريخ، لكان البرق عاطلًا عن العمل.

بينما الصحفي أفينعام جوألمان قال: إطلاق الصواريخ من غزة يكشف انهيار الردع الإسرائيلي والجبن وعدم الاستعداد لمحاربة وهزيمة حماس.. حكومة سيئة لا تتحمل المسؤولية.. قادة جبناء يبحثون فقط عن هدوء حالي، رغم أنه مفهوم بأن هذا سيؤدي حتمًا إلى مواجهة عسكرية لاحقًا.

"لم يكن نتيجة البرق"

ورأى عضو "الكنيست" الإسرائيلي عن حزب "الليكود" آفي ديختر، أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة قبل يومين لم يكن نتيجة البرق.

وقال ديختر، في تغريدة له على حسابه بموقع "تويتر": إنه "في كل عام عندما يبدأ الشتاء، تظهر الحماقة الزائفة أن الصواريخ تنطلق من غزة نحو إسرائيل بسبب البرق".

وأشار إلى أنه "حتى في ذكرى اغتيال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، فإن البرق في السماء يخجل من الاتهامات"، وفق تعبيره.

واغتِيلَ أبو العطار برفقة زوجته جرّاء قصفٍ إسرائيلي استهدف مُركّزٍ منزلهِ في حي الشجاعية بِقطاع غزة صبيحة الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

"حجة مزعجة"

وأبدى موقع "0404" الإسرائيلي، رأيه حول واقعة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

وقال إن "حجة البرق مزعجة كثيرًا.. هذه الحقيقة المجنونة المتمثلة في أن الصواريخ تستهدف إسرائيل على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع دون أن يوضع لها حد، هي حقيقة لا يمكن تصورها".

واعتبر أن رد الجيش الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ "هو مزحة واستخفاف بحياة الإسرائيليين".

والأحد الماضي، أطلقت عدة صواريخ من قطاع غزة، وفق ما ذكره الإعلام الإسرائيلي، حيث سقطا في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات.

وعلى إثر ذلك، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية والمدفعية، عدة غارات استهدفت مواقع وأراضي زراعية في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وأطلقت طائرات الاحتلال صاروخين على الأقل تجاه موقع للمقاومة في حي النهضة شرق مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى تدميره واشتعال النيران فيه، إضافة إلى قصف أرض زراعية شرق المدينة.

كما قصفت طائرة حربية إسرائيلية بأربعة صواريخ أرضا على مقربة من الحدود الفلسطينية المصرية جنوب مدينة رفح، ما أدى إلى اشتعال النيران وتصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف في المكان، وموقعا جنوب شرق مدينة خان يونس، ما أدى إلى تدميره، وإلحاق أضرار في ممتلكات المواطنين المجاورة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وأطلقت مدفعية الاحتلال ثلاث قذائف على أرض زراعية شرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أحدث حفرة عميقة في المكان، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، بالإضافة إلى قصف موقع شمال بلدة بيت حانون، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه وتدميره، وإلحاق أضرار بممتلكات المواطنين المجاورة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، "إن طائرات ودبابات الجيش الإسرائيلي، هاجمت بنية تحت الأرض، ونقاط عسكرية لحماس بقطاع غزة ردًا على إطلاق الصواريخ".

 

المصدر : وجيه رشيد- الوطنية