قال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" خالد مشعل، اليوم السبت، إن هناك خطر داخلي وخطر خارجي على القضية الفلسطينية.

وأوضح مشعل، خلال مؤتمر "علماء تركيا من أجل القدس"، أن الخطر الخارجي القرارات الأمريكية والإسرائيلية وهناك قرار بتصفية القضية، أما الخطر داخلي ممن يطلب التطبيع مع العدو ويطعن الشعب الفلسطيني.

وشدد على أن أبناء فلسطين في الخندق الأول، لكن هناك مسؤولية عربية وإسلامية وهناك مسؤولية إنسانية وأخلاقية ووطنية وشرعية ودينية.

وأشار إلى أن تركيا بشعبها وقيادتها الشجاعة تستعيد مكانتها ويتعاظم دورها وفخورون بهذا الصعود وبالعودة إلى الأصالة

وأكد أنه يجب دعم صمود أهل فلسطين عموما وفي القدس وغزة بشكل خاص، مشيرًا إلى أنه يجب وضع الخطط على المستوى الرسمي والشعبي لحماية الأقصى والدفاع عنه وتعزيز الوجود العربي والفلسطيني فيه.

ورأى أن "المقاربة الحقيقية الأكثر فعالية لتحقيق المصالحة تتكون من ثلاث خطوات، الأولى أن نعمل معًا في الميدان وفق برنامج نضالي مشترك نتفق عليه، ونواجه به الاحتلال".

أما الخطوة الثانية، وفق مشعل، فهي الشراكة في بناء المرجعيات والمؤسسات الوطنية بمنظمة التحرير والسلطة، والشراكة أيضًا في القرار السياسي، والمسارعة، ثالثًا، إلى خطوات على الأرض تعزز الثقة، وتعيد الاعتبار للحريات بالضفة وغزة "بحيث يشعر الجميع أنه في وطنه".

وأضاف "صفحة الانقسام تؤلمنا جميعًا، وشعبنا أصبح لديه إحباط من المحاولات المتكررة للمصالحة، وإن شاء الله ننجح قريبًا".

وتابع "حتى لو اختلفنا سياسيًا لكن لابد أن نتصالح.. نريد إدارة مشتركة للقرار السياسي، وألا يقصي أحد الآخر".

وذكر مشعل أن "من واجب حركة فتح أن تفتح لشراكة حقيقية وليست هامشية أو تمثيلية، وأن من حقها أن تطمئن بأن حماس أو غير حماس ليس بديلًا عنه، ونحن قادرون على إدارة حواراتنا فيما بيننا".

وجدد تأكيده أن "حماس بكل مؤسساتها مع المصالحة، وأن غزة لن تكون بعيدة عن الضفة الغربية"، مشيرًا إلى أن الحركة "تخلت عن الحكم في غزة، وأن قائدها بغزة يحيى السنوار قدم خطوات كبيرة تجاه المصالحة".

 

أوسلو وإنهاء السلطة

وفي سياق متصل، اعتبر مشعل أنه "لم يعد هناك مشروع وطني واضح بعد اتفاق أوسلو".

وأضاف أن المشروع الوطني أصبح مختَلفًا عليه في جميع جوانبه، خاصة حين وصلت التسوية إلى طريق مسدود، مؤكدًا أن الوقت حان لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني، وإعادة تعريفه.

وأشار إلى أنه "لا يصح الذهاب إلى خيار إنهاء السلطة الفلسطينية إلا بتوافق عام"، داعيًا إلى "إعادة تعريف السلطة وتغيير وظيفتها حتى لو كان هناك اتفاق مع الاحتلال".

واستدرك "تغيير وظيفة السلطة خيار صعب لكن ليس لدينا غيره"، مشيرًا إلى وجود قيادة ومؤسسات فلسطينية تقرر أنماط القرار السياسي واليومي، وإدارة الشأن الداخلي لشعبنا.

وأكد مشعل أنه "باستطاعتنا أن نفرض إرادتنا بدون اتفاق مع العدو"، مشددًا على أن المقاومة لم تفشل، وأن النضال مسؤولية كل شعبنا في الداخل والخارج.

وجدد تأكيده أن "حماس جادة في المقاومة الشعبية"، معتبرًا أن المدخل الأهم للمصالحة وإنهاء الانقسام هو المقاومة الشعبية والاشتباك مع الاحتلال.

فوز بادين والعلاقة مع السلطة

وفي الإطار، وصف الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس خسارة دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 بأنها "شرٌّ ابتعد عنا".

وتمنّى مشعل من الرئيس عباس والسلطة أن يكونوا أكثر حذرًا، وعدم التسرع لإعطاء موافقة للعودة إلى "المسار العبثي للمفاوضات" مع انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة.

وقال إن أمرين مطلوبان هما: ألا نراهن على هذا التغيير، بل على امتلاك أدوات الفعل وأوراق القوة التي بين أيدينا، والثاني، ألا نتباطأ في خطوات ترتيب البيت الفلسطيني وإنجاز المصالحة وانهاء الانقسام.

وأضاف "يستطيع الأخ أبو مازن وقادة الفصائل أن يستمروا في جهودنا ونناضل ونعيد ترتيب أورقانا مع الواقع العربي والإسلامي".

وأكد أن "إدارة بايدن لن تنصفنا ولن تدافع عنا ولن تكفّ يد إسرائيل عنّا"، مشددًا على أن "بيت القصيد في وحدتنا".

ولفت مشعل إلى أن تعامل أمريكا والغرب مع حماس "ليس من زاوية الإسلام السياسي بل لديهم مشكلة معها في أمرين: برنامجها المقاوم ضد إسرائيل والموقف السياسي لها".

لذلك، قال إن "الرهان على أنفسنا، وليس على انتظار ما يفعله الآخرون معنا".

حماس والتطبيع

وفي سياق منفصل، جدد مشعل تأكيده أن "حماس من مدرسة الاخوان المسلمين، لكنها تنظيم وطني فلسطيني مستقل، وقرارها مستقل ولها مرجعية أعلى".

وقال إن قرار الحركة نابع من المصلحة الوطنية العليا، وأنها منفتحة على كل الفصائل الفلسطينية، مؤكدًا أنها "صاحبة قضية"، وأنها أخذت الحياد في علاقاتها الخارجية، وتحتفظ بعلاقات جيدة مع الجميع في المنطقة.

وبشأن التطبيع، شدد مشعل على أن حماس كانت ولا تزال ضد التطبيع "بغض النظر عن الدولة التي تمارسه".

 

وأضاف "إسرائيل عدو، ونحن لا نقر العلاقة معها ولا التطبيع معها. نحن نرى أن التطبيع هو مصيبة على المطبع كما هو مصيبة على الشعب الفلسطيني".

وأشار إلى أن التطبيع يشرعن "إسرائيل" ويعتبرها دولة طبيعية في المنطقة، ويظهرها أنها جزء من المنظومة العربية وليست عدونا.

وشدد مشعل على أن التطبيع خطر علينا جميعا، وأنه لا مصلحة ترجى من ورائه.

المصدر : الوطنية