يتواصل فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي تشهد أكبر منافسة شرسة في اقتراع رئاسي بتاريخ البلاد، بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب، ونظيره الديمقراطي جو بايدن.

وتؤكد حملة بايدن تقدمها بالولايات الحاسمة، في حين اشتكى ترمب من اختفاء الأصوات المؤيدة له.

وقال ترمب، في تغريدة له على "تويتر": ""كنت متقدما بالأمس في ولايات مهمة ثم بدأت هذه الولايات في الاختفاء بشكل سحري".

وفي المقابل، قالت الحملة الانتخابية لبايدن إن مرشحها في طريقه للفوز بالانتخابات الرئاسية، مؤكدة أنهم في طريقهم للفوز بميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا بفارق أكبر مما حققه ترمب سنة 2016.

وأوضحت الحملة، في مؤتمر صحفي، أنه إذا توقف فرز الأصوات الآن كما طلب ترمب فسيكون بايدن هو الفائز في الانتخابات الرئاسية.

ومن جانبها قالت مساعدة حاكم ولاية بنسلفانيا إنه "من السابق لأوانه أن نحدد موعدا" لانتهاء عمليات فرز الأصوات، وأضافت أن إجراءات فرز عمليات التصويت عبر البريد تتم على مراحل وتستغرق وقتا.

وانقلب المشهد في ولاية ميشيغان حيث تقدم بايدن بفارق طفيف على ترمب بعد فرز نحو 90% من مجموع الأصوات.

 ووفقا لتلك النتائج، فقد نال بايدن مليونين و516 ألف صوت مقابل مليونين و507 آلاف صوت للرئيس الحالي.

وحتى الآن مازال المرشح الديمقراطي حتى الآن في الطليعة بـ 238 من مجموع أصوات المجمع الانتخابي مقابل 213 صوتا لترمب.

ولا تزال هناك مسارات أمام ترمب وخصمه للفوز بالعدد اللازم من أصوات المجمع الانتخابي لدخول البيت الأبيض، وهو 270 صوتا، حيث تواصل الولايات المختلفة فرز الأصوات البريدية التي ارتفع عددها في ضوء جائحة فيروس كورونا.

وقد فاز ترمب في 23 ولاية إلى الآن أبرزها فلوريدا وتكساس وأوهايو، في حين فاز بايدن في 21 ولاية أبرزها كاليفورنيا ونيويورك ومينيسوتا وأريزونا.

ويفترض أن تحسم نتيجة الاقتراع الآن ولايات الوسط ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.

كما يمكن أن تغير كارولينا الشمالية مسار النتائج.

من جهته وصف ترمب النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية بالمذهلة. وخلال كلمة له اليوم اتهم ما سماها مجموعة بائسة من الأشخاص بمحاولة حرمانه من ملايين الأصوات.

وهدد ترمب باللجوء إلى المحكمة العليا لوقف احتساب الأصوات المتأخرة. وقال إن هناك عملية احتيال تجري على الشعب الأميركي.

وقال أيضا: "بصراحة فزنا بهذه الانتخابات، لذلك هدفنا ضمان سلامة ونزاهة هذه اللحظة التاريخية، نريد للقانون أن يستخدم بطريقة سليمة، لذلك سنلجأ إلى المحكمة العليا. نريد لعمليات عد الأصوات أن تتوقف. لا نريد أن يجري عد أي صوت بعد الرابعة صباحا".

من ناحية أخرى، صرحت حملة بايدن الانتخابية بأنها ستتصدى لترمب قانونيا في حال لجوئه للمحكمة لمنع الاحتساب الدقيق للأصوات. وقالت إن هذه المحاولة لوقف الأصوات فعل شائن وغير مسبوق.

وقد أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها مساء الثلاثاء، لكن ولايات كثيرة تحتاج عادة لأيام حتى تنتهي من فرز بطاقات الاقتراع.

وأدلى الكثيرون بأصواتهم عن طريق البريد بسبب الخوف من جائحة كورونا.

ولا تزال النتائج بولايات "الجدار الأزرق" الثلاث (ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا) عصية على الحسم. وهي التي قد أوصلت ترمب إلى البيت الأبيض على نحو غير متوقع عام 2016.

ويتفوق بايدن بفارق طفيف في ولاية نيفادا التي قال مسؤولوها إنهم سيستأنفون فرز الأصوات غدا.

ولم تُحسم النتيجة أيضا بولايتين جنوبيتين، هما جورجيا وكارولينا الشمالية، ويتقدم ترمب في كليهما. وفوز بايدن في أي منهما سيحد كثيرا من فرص ترامب في الفوز.

وإذا فاز بايدن في ولاية أريزونا، وهو ما توقعته قناة فوكس نيوز ووكالة أسوشيتد برس، فإن ذلك سيجعل أمامه سبلا عديدة لدخول البيت الأبيض.

وإذا صوتت نيفادا لصالحه، فيمكنه الفوز بالرئاسة إذا انتصر بولايتي ويسكونسن وميشيغان اللتين أظهرت استطلاعات للرأي قبل يوم الانتخابات أنه يتقدم فيهما بفارق كبير، حتى إذا خسر بنسلفانيا.

والطريق الأكثر ترجيحا بالنسبة لترمب يمر من بنسلفانيا، فإذا فاز بها يمكنه ضمان فترة رئاسية أخرى إذا احتفظ أيضا بالولايات الجنوبية وفاز بواحدة على الأقل من ولايات الغرب الأوسط.

وكان ترمب قد أشار خلال الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية إلى أنه سيعلن الفوز إذا كان متقدما ليلة الانتخابات، وسيسعى لوقف فرز الأصوات الإضافية.

وقد علقت جين أومالي ديلون مديرة حملة بايدن الانتخابية في بيان بقولها "تصريحات الرئيس عن محاولة وقف فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها بطريقة سليمة كانت مشينة وخاطئة ولم يسبق لها مثيل".

المصدر : وكالات