تصدرت الرسومات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم حديث وسائل الإعلام الدولية والعربية والإسلامية خلال الأيام الماضية، وسط حملات مقاطعة للمنتجات الفرنسية بسبب نشرها تلك الرسوم، وتفعيل عدد من الوسوم عبر مواقع التواصل الإجتماعي لعل أبرزها #إلا_رسول_الله_يافرنسا. 

الكثيرين تساءلوا عن جواز قول "إلا رسول الله" وهل ذلك يخالف الشريعة الإسلامية ، وماهو رأي القرآن والسنة في ذلك ، خصوصاً بعد تتابع الكثير من الناس على استعمال هذه العبارة للدفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وجعلوها شعاراً لمقاطعتهم الدول التي وقفت مع من أساء إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

ولا شك في حسن قصد من استعملها وأطلقها ، ولكن هذه العبارة من حيث معناها فيها إشكال ، وهو أنه ذكر فيها المستثنى ولم يذكر المستثنى منه .

وعلى أي تقدير للمستثنى منه ، يكون معنى العبارة غير مستقيم ، فإن ظاهرها أننا نقبل أو نسكت عن الإساءة إلى أي شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهذا المعنى باطل ، فإننا لا نقبل ولا نسكت على الإساءة إلى الله تعالى ، ولا إلى القرآن ، أو الإسلام ، أو أحد من الأنبياء والمرسلين ، أو الملائكة ، أو الصحابة رضي الله عنهم ، أو أمهات المؤمنين ، أو إخواننا المؤمنين ، فظهر بذلك أن معنى العبارة غير صحيح ، وهو ما جعل بعض علمائنا يفتون بأنها غير جائزة .

فقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله : انتشر في هذه الأيام كتابة عبارة " إلا رسول الله " ، فهل ترون جواز استعمال هذه العبارة ؟ .

فأجاب :
"لا أرى جوازها ؛ لأنها لا تـُفيد شيئاً ، هي عندي تشبه ذِكر الصوفية " الله ، الله " ! .

لكن نعلم أن مقصود الذين يكتبونها هو : " كل شيء إلا الرسول ، لا تقربون حماه ، ومقامه ، وحرمته ، هذا مُــراد من كتبها ، لكن إذا نظرنا لتحديد لفظة " إلا رسول الله " : ( صار المعنى ) : سبُّوا كلَّ أحدٍ إلا رسول الله ! هل هذا صحيح ؟ وهل يستقيم الكلام ؟ .

سبُّوا كلَّ أحدٍ إلا رسول الله . فهي غلط .

فيما أكد بعض الفقهاء أن قول "إلا رسول الله" ليس فيها مخالفة شرعية، ومن جهة المعنى فهذه المقولة لا يعني بها صاحبها أن من عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لا يهمنا أمرهم أو يسعنا السكوت عن حقهم؛ وإنما يعني أن أعظم البشر حقا وأكبرهم قدرا وأشدهم حرمة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن تهاونا في حقوق أنفسنا فلن نتهاون في حقه هو. فرفع مثل هذه الشعارات يعتبر من مناصرة دين الله والدفاع عن نبي الإسلام صلوات الله وسلامه عليه كما سبق لنا في الفتوى رقم: 71673 بيان كيفية الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . والله أعلم. 

المصدر : مواقع دينية