انطلقت بعدة دول عربية وإسلامية حملات مكثفة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، والتي حظيت بتفاعل كبير واستجابة واسعة من قبل الدول .

القصة بدأت عندما نشرت فرنسا صور تسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، بعدما قام أستاذ تاريخ يبلغ من العمر 47 عاما بعرض رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال حصة دراسية في إطار نقاش حول حريقة التعبير، وهو ما أعقبه شكاوي من بعض الأهالي.

وقد قام أحد الطلاب في الحصة الدراسية بالقيام بقتل المدرس في الشارع وقد إنتشرت العديد من الفيديوهات التي أظهرت عملية قتل المدرس في الشارع، وتم توقيف خمسة أشخاص آخرين في إطار الإعتداء من بينهم والد أحد التلامية في المدرسة، وقد عبر الوالدين عن إعتراضهم لقرار المدرس بعرض هذه الرسوم الكاريكتارية.

وقد أعلنت مصادر قضائية أن المهاجم المشتبه به هو شاب بعمر الثامنة عشر من أصل شيشاني، وقد وصف الرئيس الفرنسي ماكرون هذا الإعتداء بأنه هجوم إرهابي إسلامي، وقد أطلقت الشرطة النار على المهاجر وقد قضى وقت لاحق متأثراً بإصابته، وقد قالت الشرطة أن الضحية هو معلم إسمه صامويل

ويأتي هذا الإعتداء بعد أسابيع قليلة من هجوم بآلة حادة تم تنفيذها من شاب باكستاني بالغ من العمر 25 عام أمام المقر السابق لشارلي إيبدو، وقد أسفر عن إصابة شخصين بجروح بالغة.

وتم فتح تحقيق في ارتكاب جريمة مرتبطة بعمل إرهابي وتشكيل مجموعة إجرامية إرهابية، حيث تقوم الشرطة بالتحقيق في تغريدات تم نشرها عبر حساب تم إغلاقه مؤخراً أظهر راس المدرس وتم إرفاق صورة رسالة تهديد لماكرون وقال فيها ناشرها أنه يريد الإنتقام منه.

وقد شكلت هذه القضية صدمة للشعب الفرنسي نظراً لطبيعة القضية وحيثياتها، وقد تجمع الآلاف في العاصمة الفرنسية باريس للتنديد بهذه الجريمة والتمسك بحرية التعبير وإنتقاد الأديان، معبرين عن تقديرهم للأستاذ الذي يؤدي واجبه كمدرس.

بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء حفل تأبين باتي الذي أقيم في جامعة السوربون إن فرنسا لن تتخلى عن الرسومات "وإن تقهقر البعض"، مضيفا أن باتي قتل لأن "الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبلنا".

ولم يمر هذا الخطاب مرور الكرام، بل أشعل وسائل التواصل الاجتماعي التي طالبت بمقاطعة المنتجات الفرنسية على وسم #مقاطعة_المنتجات_الفرنسية الذي تصدر قائمة أكثر الوسوم انتشارا في معظم الدول العربية، بالإضافة إلى وسم #ماكرون_يسيء_للنبي و#إلا_رسول_الله التي عبر المدونون فيها عن غضبهم الشديد من استمرار نشر الرسوم التي تسيء لنبي الإسلام.

ودانت منظمة التعاون الإسلامي الجمعة "استمرار هجوم فرنسا المنظم على مشاعر المسلمين بالإساءة إلى الرموز الدينية".

وقالت الأمانة العامة للمنظمة، التي تتخذ من جدة مقرا لها في بيان لها اليوم إنها تابعت استمرار نشر الرسوم المسيئة، مبدية استغرابها من الخطاب السياسي الرسمي الصادر عن بعض المسؤولين الفرنسيين الذي يسيء للعلاقات الفرنسية الإسلامية ويغذي مشاعر الكراهية من أجل مكاسب سياسية حزبية.

وفي لبنان، أكدت دار الإفتاء في لبنان اليوم، أن الإساءة التي يغطيها الرئيس ماكرون، للنبي محمد خاتم المرسلين، ستؤدي إلى تأجيج الكراهية بين الشعوب.

وقال الأمين العام لدار الإفتاء أمين الكردي إن مفهوم الحرية الذي يمارسه البعض في حق رسول الإسلام ويسوق له ويغطيه ماكرون، سيؤدي لتأجيج الكراهية بين الشعوب والنزاعات الدينية، معتبرا أن إدانة حادثة قتل الأستاذ الفرنسي لا إنصاف فيها دون إدانة موجبها.

وفي الكويت استمرت ردود الفعل المنددة بالسلوك الفرنسي، فقد استنكر رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم اليوم نشر بعض الصحف الفرنسية وغيرها رسوما مسيئة للرسول الكريم.

ودعا الغانم، في تصريح صحفي، الحكومة الكويتية إلى استنكار الإساءات المقصودة لرموز الإسلام، والتحرك العملي ضمن المحيط الدبلوماسي لحظر الإساءة لكافة المعتقدات حول العالم.

كما طالب النائب أحمد الفضل وزارة الخارجية بتحرك دبلوماسي دولي لكبح جماح هذا التطرف المتدثر بثوب الحرية.

المصدر : وكالات