قررت وزارة التربية الوطنية الجزائرية الدخول المدرسي للفصل الدراسي الأول من العام 2020 - 2021 في 21 أكتوبر الحالي لجميع الولايات الجزائرية بعد التأجيل الاخير بسبب تفشي فيروس كورونا في الجزائر .

قرار الوزارة أتبعه مطالبات مكثفة من قبل نقابات التربية المستقلة، لأجل تأجيل الدخول المدرسي للموسم الدراسي 2020/2021، إلى غاية الرابع نوفمبر المقبل وتوحيده مع تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي، لأجل حماية المتمدرسين من عدوى الفيروس، خاصة في ظل تطور الوضعية الوبائية بفي الجزائر إثر تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات المؤكدة يوميا، باستثناء جمعية أولياء التلاميذ التي استعجلت الدخول لاستكمال المقرر السنوي.

وأكد مسعود بوديبة الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال، بنقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية، لـ”الشروق”، أنه منذ البداية نقابة “الكناباست”، قد رافعت لأجل دخول مدرسي موحد لكافة تلاميذ الأطوار التعليمة الثلاثة، في الـ4 نوفمبر المقبل، على اعتبار أنه لا يوجد أمر مستعجل يقتضي التعجيل بعودة تلاميذ الابتدائي إلى مقاعد الدراسة، في ال21ـ أكتوبر الجاري، وهو التاريخ الذي سيتزامن مع إجراء الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور، في وقت أن جل المدارس الابتدائية ستحول إلى مراكز ومكاتب للاقتراع، وبالتالي فتقديم الدخول لن يقدم شيئا للتلاميذ وليس له أي معنى لا من الناحية التربوية ولا من الناحية النفسية.

ومن جهته، انتقد بوعلام عمورة الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين، قرار الوزارة القاضي ببرمجة الدخول المدرسي للسنة الدراسية 2020/2021 على مرحلتين، لأن الفارق الزمني بين الدخول الأول الذي من المفترض أن يكون الأربعاء المقبل الموافق لـ21 أكتوبر 2020 والدخول الثاني الذي برمج في الـ4 نوفمبر القادم، أسبوع واحد فقط، وحينها لن يتغير أي شيء، داعيا السلطات الوصية إلى أهمية توحيد الدخول وتأجيله للمرة الأخيرة، على اعتبار أنه قد حان الوقت لكي يعود التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، وعليه فقد بات من الضروري التخلص من شيء اسمه “فوبيا” الدخول المدرسي، شريطة الالتزام التام والصارم بتطبيق الإجراءات الصحية الوقائية، من خلال الاقتداء بتجربة امتحان شهادة البكالوريا الناجحة في التصدي لفيروس كورونا طيلة فترة الإجراء.

وأما الناطق الرسمي باسم نقابة مجلس الثانويات الجزائرية، زبير روينة، أكد لـ”الشروق”، أن “الكلا” لطالما رافعت لأجل دخول مدرسي موحد لكافة تلاميذ الجزائر والتعجيل به على اعتبار أن تأجيله أكثر سيساهم في تأزيم الوضعية أكثر ولن يحل المشكل، نظرا لأن انقطاع التلاميذ عن الدراسة لفترة أطول أخطر من المشكل في حد ذاته، وأكد بخصوص تأجيل الدخول من عدمه ككل، يبقى من صلاحيات اللجنة الوطنية العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا المستجد لوحدها، المخولة باتخاذ القرار العلمي المناسب، الذي يصب في صالح التلاميذ دون المغامرة بهم وبصحتهم.

ومن جهته، دعا رئيس نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، صادق دزيري، السلطات العمومية، لرفع التحدي من خلال توفير كافة الإمكانات وترتيب الأوضاع، لإنجاح الدخول المدرسي المقبل وتمكين قرابة 10 ملايين تلميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة في ظروف آمنة جدا، فيما رافع لأجل توحيد الدخول لكافة التلاميذ بإسقاط تاريخ الـ21 أكتوبر الجاري، خاصة في ظل تطور الوضعية الوبائية وتسجيل ارتفاع في عدد الإصابات المؤكدة بشكل يومي.

وأما أحمد خالد رئيس جمعية أولياء التلاميذ، رافع في تصريحه لأجل الإبقاء على الـ21 أكتوبر الجاري “الأربعاء المقبل”، كتاريخ لالتحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة، بعد انقطاع عن الدراسة ناهز الثمانية أشهر، معتبرا القرار بالحكيم والمدروس، في حين برر موقفه كون أن استعجال الدخول سيساهم في استكمال البرنامج الدراسي في موعده المحدد، بإتمام 36 أسبوع دراسة، على اعتبار أن المقرر السنوي لتلاميذ الطور الابتدائي خاصة الموجه لتلاميذ السنتين الأولى والثانية يعد مكثفا ويستدعي وقتا أوسع وأطول لإنهائه.

بدوره، طمأن وزير التربية الوطنية، محمد واجعوط، بأن الدخول المدرسي سيكون في وقته المحدد، أي غدا الأربعاء بالنسبة للتعليم الابتدئي كمرحلة أولى، مشيراً إلى أن استمرار الوضع الصحي المرتبط بجائحة “كورونا”، دفع الوزارة الوصية إلى تخطيط وتنفيذ استراتيجيات تهدف إلى إعادة فتح المؤسسات التعليمية واستئناف الدراسة.

وشدّد الوزير خلال ترؤسه أشغال الندوة الوطنية لمديري التربية عبر تقنية التحاضر المرئي، على ضرورة المحافظة على صحة التلاميذ والأساتذة وجميع المستخدمين والحرص على سلامتهم، وجعل ذلك أولوية الأولويات، وضرورة استئناف الدراسة حضوريا بالقدر الممكن والحجم الزمني المتاح، وكذا العمل الدؤوب للطاقم التربوي على توعية ومرافقة التلاميذ وتحسيس الأولياء بأهمية تعاونهم في ذلك.

وركز الوزير في كلمته بأنه وبدءًا من الدخول المدرسي، يستوجب السهر على التطهير اليومي لكل مرافق المؤسسة بعد خروج التلاميذ وتهوية القاعات، مع استغلال كل منافذ المؤسسة، والتجند لتطبيق “البروتوكول” في كل محطاته، وضرورة التعامل بحكمة أمام حالة الاشتباه في إصابة أحد التلاميذ وعدم تهويلها والتقيد الكامل بالإجراءات المنصوص عليها في هذا الشأن، مذكرا في ذات الموضوع، بضرورة التكفل بالجانب النفسي للتلاميذ من طرف مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني.

وأكد الوزير في هذا الصدد، على ضرورة الاحترام الصارم لـ”البروتوكول” الوقائي الصحي والالتزام بتنفيذ كل ما جاء فيه من إجراءات وقائية في مختلف المحطات، من حيث العمل على تطهير كل مرافق المؤسسة التعليمية وتهيئة فضاءاتها، بما يضمن التباعد الجسدي وحركة التلاميذ في اتجاه يجنّب الاحتكاك بين التلاميذ مع تهيئة قاعات الدراسة وتنظيم الطاولات، وتوفير كل مستلزمات تطبيق إجراءات “البروتوكول” الصحي من أقنعة واقية ومطهّر كحولي وصابون سائل ومقياس الحرارة.

كما تطرق واجعوط خلال الندوة المرئية إلى وجوب توفير التأطير التربوي لكل مادة وفي كل مستوى وكل مرحلة تعليمية، والحرص على تواجد التأطير الإداري بما يضمن السير الحسن للمؤسسة التعليمية، والعمل على إيصال الكتاب المدرسي إلى التلميذ، وذلك بتسريع عملية بيعه وتوزيعه على المستفيدين منه مجانا، مع متابعة كل العمليات الخاصة بفتح المطاعم المدرسية وتوفير النقل المدرسي بالتنسيق مع السلطات المحلية وضمان متابعة كل العمليات المرتبطة بالتضامن المدرسي.

المصدر : وكالات