يجتمع طرفا النزاع السياسي الفلسطيني في تركيا لأول مرة في إطار تطبيق مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت، وللعمل على تحقيق اللحمة الداخلية وإنهاء للانقسام.

ذلك الاجتماع عقد برئاسة الرئيس محمود عباس بعدما اشتدت الرياح التي بدأت تعصف بالقضية الفلسطينية بدءًا من "صفقة القرن" ثم "خطة الضم" مرورًا باتفاقيات التطبيع مع الاحتلال.

وضم الاجتماع الذي تم عبر تقنية "الفيديو كونفرنس" 12 فصيلًا، واتفقوا على تفعيل المقاومة الشعبية الشاملة وإنهاء الانقسام، كأحد الخطوات الفعلية على أرض الواقع لمواجهة الاحتلال.

وانطلق وفد من حركة "فتح" يضم أمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب، وروحي فتوح إلى تركيا لإجراء لقاءات مع وفد من "حـماس" يضم رئيس الحركة إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري، حول إنهاء الانقسام وتطبيق توصيات لقاء الأمناء العامين.

وبعد 14 سنة من التفرقة السياسية، يدور في عقول الجميع سؤال؛ وهو: هل بات إنهاء الانقسام قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه؟.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات إن مرسومًا رئاسيًا سيصدر في حال عاد وفد حركة "فتح" من اجتماعاته مع حركة "حماس" ومعه الموافقة على إجراء الانتخابات العامة.

وأوضح عريقات، أن هذه اللقاءات تعني شيئا واحدا هو أن نقطة الارتكاز الفلسطينية هي إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة والعودة إلى صناديق الاقتراع.

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن تلك الاجتماعات تأتي في إطار الجهود السياسية التي تبذل في إطار حالة التقارب القائم بين حركتي "حماس وفتح" منذ الإعلان عن "صفقة القرن" مرورًا بـ "خطة الضم" ثم حالة التطبيع مع الاحتلال، وما تبعها من خطوات متمثلة باجتماع الأمناء العامين للفصائل في بيروت.

وقال الغريب، خلال حديثه لـ "الوطنية" إن هذه اللقاءات تحدث لأول مرة باستضافة تركية وهو مؤشر كبير بأن السلطة الفلسطينية بدأت تتحول في مواقفها في تطبيق جميع مخرجات بيروت وما تبعها تحت عنوان ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام وتشكيل حكومة وحدة تحضر لانتخابات عامة.

وأوضح أن هناك مؤشرات كبيرة تأخذنا في هذا الاتجاه، وحدوث اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن أولى خطوات تعزيز التقارب بين الحركتين كانت بعدما أعلن عن تشكيل قيادة موحدة للمقاومة.

ولفت إلى أن المراهنة على الخطوات الجديدة يمكن أن تتضح معالمها خلال المرحلة القليلة المقبلة.

وأضاف: "حتى مساء الخميس سيكون هناك لقاء في العاصمة التركية أنقرة وسيبنى عليه كثيرًا بمدى جدية الأطراف عبر قياس نجاح هذا اللقاء وترجمته لخطوات عملية يلمسها المواطن والشارع الفلسطيني على وجه الخصوص".

ويبقى الفلسطينيون ينظرون بعين دؤوبة تنتشلهم من قاع مليء بالفقر والحصار وقلة في القوت والأرزاق.

المصدر : وجيه رشيد- الوطنية