قالت صحيفة إندبندنت (Independent) البريطانية إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وفريقه الانتخابي يسعيان إلى تفجير "مفاجأة" في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، من أجل إعادة تكرار ذات الظروف التي ساهمت في فوزه بانتخابات الرئاسة عام 2016.

وذكرت الصحيفة أن موظفين مخضرمين في وزارة العدل دقوا ناقوس الخطر بشأن "مفاجأة أكتوبر" القادمة من الوزارة، خاصة في ظل سيطرة الوزير وليام بار الذي نسف بشكل كبير جدار الفصل الذي كان دائما ما يميز العلاقة بين وزارة العدل ومختلف الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض، ومعظم القواعد التي التزمت بها منذ أزيد من نصف قرن.

وقال دونالد آير الذي تولى منصب نائب وزير العدل في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش بين عامي 1989 و1990، "يدرك جيدا حتى من لا يولي كبير اهتمام بهذه الإدارة، أنهم ثلة من الكذابين يريدون فعلا إعادة انتخابهم، وسيخرجون علينا بمجموعة من الأكاذيب، بل إنهم بدؤوا فعلا إطلاقها بأساليب مختلفة، وبعضها سيتطور بشكل دراماتيكي للغاية.. ومن المهم تحذير الرأي العام الأميركي من أن هذا الأمر آتٍ حتما".

ويؤكد آير أن ترمب وبار ماضيان قدما في "التلاعب" بنظام العدالة الأميركي، من أجل تعزيز فرص الرئيس في كسب الرهان الرئاسي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويضيف "سينتهزون أدنى فرصة تتاح لهم للتأثير على الانتخابات من خلال التصريحات، أما إذا كان الأمر سيشمل أو لا يشمل اتهامات لأي شخص، فذلك برأيي يعتمد على أي مدى سيكونون غير منطقيين.. سيسعون فقط لإخراج عرض فرجوي للوجود، وعليهم معرفة أفضل طريقة لفعل ذلك".

ويستطرد قائلا "أنا متأكد تماما من أننا لم نسمع بعد آخر فصول هذا العرض من وليام بار، سيفعل كل ما بوسعه وبأي ثمن لجعله مفاجأة أكتوبر".

ويشير آير هنا إلى مساعي الرئيس ترامب ومعاونيه لتشويه مسار التحقيق الذي أطلقه المحقق الخاص السابق روبرت مولر، بخصوص تدخل روسيا "الواسع والممنهج" لصالح حملته الرئاسية عام 2016.

وتسعى هذه الحملة -التي أسندت بشكل أساسي منذ أبريل/نيسان الماضي لجون دورهام مدعي عام ولاية كونيتيكت- إلى محاولة إثبات مزاعم الرئيس وأنصاره، بأن التحقيق الذي قاده مولر كان غير شرعي، وأن كبار مسؤولي إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مذنبون بارتكاب جرائم تشمل وتصل إلى حد "الخيانة".

مسؤول سابق آخر في إدارة ترمب، وهو مدير الاتصالات السابق أنتوني سكاراموتشي، عبر عن شكوكه في أن يصل الحد بوليام بار إلى محاولة توجيه أي اتهام من هذا النوع لشخص بارز له صلات وثيقة بقائمة الحزب الديمقراطي هذا العام، مثل مستشارة أوباما للأمن القومي السابقة سوزان رايس أو حتى مرشح الحزب جو بايدن أو أوباما نفسه.

واعتبر سكاراموتشي أن مثل هذه الخطوة ستكون "جنونا مطلقا" و"خطوة استبدادية كاملة"، رافضا فكرة أن ترمب أو بار سيكونان جريئين بما فيه الكفاية، لأنهما شخصان "مجنونان تماما"، بحسب تعبيره.

المصدر : وكالات