أطلق تجمع المؤسسات الخيرية في قطاع غزة اليوم الاثنين، نداء استغاثة إلى العالم في ظل جائحة "كورونا"، تزامناً مع ظروف الحصار الإسرائيلي المستمر.

وقال التجمع خلال مؤتمر عقده أمين سر تجمع المؤسسات الخيرية إيهاب الغصين ورئيس القطاع الطبي في التجمع عبد المنعم لبد، بمدينة غزة اليوم: "إن شرايين الحياة لغزة باتت اليومَ محاربةٌ ومقطوعة، والأخطرُ من ذلك أنّ هذا التضييقَ يترافق مع دخولُ وباءِ كورونا للقطاع بعد عدة أشهر من محاولات صدّه ومنعه".

وبين أن إجراءات الحكومة لمواجهة الفيروس والتي شملت الإغلاق الشامل تأتي في ظل تردي الوضع الاقتصادي، وهو ما ضاعف الأزمات الإنسانية وزاد من شدة المعاناة.

وأكد أن "هذا المرض الخفيّ انهارت أمامه اقتصاداتِ دولٍ كبرى كما انهارت قطاعاتُ الصحةِ فيها، فكيف سيكون الواقع في غزةَ المنكوبةِ أصلاً؟".

وأضاف "أوضاع غزة الإنسانية بعد 14 عاماً من الحصار، وفي ظل انتشار وباء كورونا لم تَعُد تطاق، ونحن نعيش اليوم أسوء كارثة إنسانية، فغزةُ بلا كهرباء ولا دواء ولا مواد بناء ولا وقود ولا فرص عمل للشباب".

ولفت إلى أن غزةُ تعيش اليوم بنسبة بطالة تجاوزت 50%، ونسبة فقر تفوق 53%، وهناك نحو 65% من السكان يفتقدون للأمن الغذائي، كما أن 83% من الأهالي بحاجة ماسة للدعم الغذائي بشكل منتظم.

وتابع "هذه الأرقام المرعبة إنسانياً يتزامن معها ضعف كبير في إمدادات الإغاثة والمساعدات لمليوني إنسان في غزة مما استدعى اليوم وضع العالم أمام مسؤولياته، وإطلاقَ نداءَ استغاثةٍ عاجلٍ لكل الدول والمؤسسات الدولية والإسلامية لإنقاذ القطاع من هذا الواقع الإنساني"

وشدد على أن غزة المحاصرة وشعبها الأبيّ يرفض رغم الظلم والقهر والعدوان والحصار أن يتخلى عن حقوقه، وسيبقى متشبثا بأرضه، متمسكا بثوابته، ينتظر بفارغ الصبر نهضةً عربيةً وإسلاميةً لنصرته.

ودعا الشعوبُ العربية والإسلامية الحرة والأصيلة لاتخاذ موقف مشرف يساند غزة ويتحرك لإغاثة أطفالها ودعم صمودها ومقاومتها على أن يشكلوا ومعهم أحرارَ العالمِ أكبرَ عمليةِ دعمٍ وإسنادٍ وتضامنٍ مع غزةَ وأهلها المحاصَرين.

وبين أنه وضع بالتنسيق مع الجهات الحكومية والمعنية، خطةَ استجابةٍ إنسانيةٍ عاجلة، تهدف إلى تلبية احتياجات المواطنين في ظل تفشي وباء "كورونا" وقد حدد أولويات القطاع في هذه المرحلة على الصعيد الإغاثي الطارئ والعاجل.

وأوضح أن تلك الأولويات، تتمثل بـ"الطرود الغذائية وسلات الخضار وربطات الخبز للعائلات المحجورة في منازلهم حجراً إلزامياً كاملاً، وللأسر الفقيرة وخاصة لمن فقدوا مصدر عملهم اليومي الذي يقتاتون منه".

كما تشمل "الطرود الصحية للأفراد في مراكز الحجر، والطرود الصحية للعائلات الفقيرة في القطاع، مساعدات نقدية عاجلة للأسر الفلسطينية، ووقود لآبار ولمحطات تحلية المياه وللمستشفيات".

وتابع "اجتهدنا بالتنسيق مع كثير من المؤسسات الخيرية ولجان الزكاة واللجان الاجتماعية والجهات الحكومية المختصة خلال الأيام الماضية ومنذ إعلان دخول الفايروس لتنفيذ هذه الخطة".

وبين أنه قام بتوصيل ما يزيد عن عشرين ألفٍ من الطرود الغذائية وسلات الخضار وربطات الخبز والطرود الصحية للفئات المستهدفة حسب الأولويات التي أقرها المجلس الأعلى للعمل الإغاثة.

وأشار إلى أنه استهدف بالمساعدات المناطق المغلقة إغلاقاً تاماً بشكل رئيسي، ثم لمن فقدوا قوتهم اليومي بسبب الأزمة، وقد تم ذلك بتعاون وتنسيق يهدف للتكامل وتحقيق العدالة وعدم الازدواجية، للوصول لأكبر عدد من المواطنين.

وتابع "كلّ هذه الجهود التي بُذلت حتى الآن، والتي عمل من أجلها آلاف من العاملين في المؤسسات واللجان الاجتماعية ولجان الطوارئ المختلفة مشكورين، لم تصل لجزء كبير من الناس لقلة ما هو متوفر، ولتضاعف المطلوب لتغطية هذه البيوت التي كنّا نخدم منها في الأوقات الاعتيادية ما يقارب من 220 ألف بيت فقير ممّن لا دخلَ ثابتَ لهم، ولكنّ هذا العدد ازداد كثيرا مع هذه الأزمة الجديدة".

واستدرك "اليوم نستحث المنظمات الدولية، والمؤسسات الإغاثية، وأهل الخير في أمتنا، لإسناد غزة، والاستجابة العاجلة لندائها الإنساني الطارئ، والالتفات جدّياً لمعاناتها، وذلك تعزيزاً لصمودِ أهلها، وللوقوف سدّاً أمام مخططات تصفية القضية الفلسطينية".

وشدد على أن هذه الجهود رغم أهميتها وضرورتها الملحّة، لن تُغني مطلقاً عن ضرورة رفع الحصار وفتح المعابر ومعالجة الأزمات الإنسانية التي أنتجها الحصار طوال السنوات الماضية وزاد عليها وباء كورونا.

المصدر : الوطنية