أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، خليل الحية، مساء اليوم السبت، أن اتفاق التطبيع الإماراتي - الإسرائيلي هدية للاحتلال وانحياز له على حساب القضية الفلسطينية.

وأشار الحية، في لقاء له عبر فضائية الأقصى، إلى أن توقيت الاتفاق مشبوه، حيث يأتي في ظل أزمات يمر بها رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، وانتخابات داخلية يتحضر لها الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب"، إضافة إلى حالة تفكك تمر بها المنطقة العربية.

وأكد أن "حماس" والشعب ترفضان كل مظاهر التطبيع من أي نظام أو دولة، "فو هدية تُعطى للاحتلال للاعتراف به وترسيخ وجوده على أرضنا المقدسة".

وأشار إلى أن رفض التطبيع نابع من أن الاحتلال يجب أن يُطرد لا أن تمهد له الطرق وتفتح له العواصم والعلاقات، مشدداً على أن التطبيع انحياز للعدو على حساب القضية الفلسطينية والقدس والأقصى.

وأكد أن التطبيع الإماراتي سجّل صدمة، وخطوة تراجع حقيقية من نظام عربي يُفترض أن يكون داعمًا للحق الفلسطيني، كما فعل الآباء، مضيفاً "هذا يعني الانحياز للعدو ضد شعبنا، وهدية مجانية وطعنة نجلاء في خاصرة شعبنا وقبلة المسلمين الأولى".

وذكر أن الهدية لم تعطُ للاحتلال فحسب؛ بل لشخصين: نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال) وترمب (الرئيس الأمريكي )".

واستنكر محاولة تزيين الاتفاق القبيح، وكأنه لمصلحة الشعب الفلسطيني من خلال إيقاف الضم، قائلاً "كأن شعبنا ليس له قيادة وكيان. الشعب الفلسطيني مُجمع على تجريم الخطوة وإذا كنتم تقولون إنه لصالح شعبنا فنحن نرفض ذلك".

وأكد أن الموقف الوطني الفلسطيني هو الذي جعل الاحتلال يتراجع أو يتلكأ على الأقل في موضوع الضم.

ولفت إلى أن الاحتلال لم يحترم الساسة الذين وقعوا الاتفاق معه، مؤكداً المضي في خطة الضم، التي نرفضها وسنعمل على إعلاء الصوت ضدها، وإجهاضها ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا.

وأضاف "وأهم من ظن أن خطة الضم توقفت؛ فهي ما زالت على طاولة القرار الإسرائيلي والأمريكي ويتحينوا الفرصة لإعلانه، وهو يطبّق بهدوء على الأرض".

وأشار إلى أن الاحتلال ضمّ الحرم الإبراهيمي ويحاول تقسيم الأقصى، ويعلن القدس موحدة، وضم الجولان، ويرفض الانصياع للقوانين الدولية، لكنه يُكافئ اليوم بأن عاصمة عربية تفتح أبواب التطبيع له.

وذكر "التطبيع يزيدنا إصرارًا على مواجهة الاحتلال، وعلى الأخير ألا يفرح؛ لأننا سنقاومه ونظل ندافع عن أنفسنا وشعبنا".

وكشف الحية عن مشاورات واتصالات داخل مكونات شعبنا في الداخل والخارج لتنظيم فعاليات غير مسبوقة ضد التطبيع.

وتابع "ستشهد الأيام المقبلة مزيدًا من الفعاليات الوطنية المشتركة والتنسيق".

ورأى أنه "آن الأوان أن تتوحد الرؤى في إعلان المواجهة الشاملة للاحتلال، فلم يعد أمامنا خيار، سواء سلطة ومعارضة ومقاومة، إلا المواجهة الشاملة مع الاحتلال في الداخل والخارج".

وقال: "نحن في حالة اشتباك دائم مع العدو، لأن جرائمه لا تتوقف"، محذّرًا في الوقت نفسه من أن المنطقة يمكن أن تنفجر في أي لحظة لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية.

وذكر أن رقعة الاشتباك مع الاحتلال تتصاعد يومًا بعد آخر؛ ردًا على عدوانه المتواصل، مؤكدًا أن الحصار المستمر والاعتداء على المقدسات يفرض علينا توسيع دائرة المواجهة مع الاحتلال.

وأضاف "العدو ظن أن مقاومة غزة يمكن أن تقبل باستمرار الحصار، نحن مطلبنا كشعب أن يزول الاحتلال، ومواجهتنا للحصار هي أحد أوجه مواجهتنا له".

وشدد على أن حالة الهدوء في المنطقة لا يمكن أن تكون من خلال موتنا البطيء، قائلًا: من حقنا أن نستمر في تطوير قدرات مقاومتنا، وما دام الاحتلال موجودًا فسنظل نقاومه بكل الأدوات المتاحة.

وتابع "ما يفعله الشعب هو حالة غضب واحتقان وثورة للدفاع عن الوطن، ربما الأمر لن يتوقف على البالونات، كلما استمر الحصار على وتيرته؛ كلما زاد الغضب الشعبي والفصائلي".

وشدد على أن "الاحتلال ملزم برفع الحصار، ولن نستجدي ذلك، وسنضرب رأس من يحاصرنا حتى يفك الحصار، وليس ذلك فقط، بل نريد إنهاء احتلاله وعدوانه".

كما وكشف أن وفدًا مصريًا سيزور قطاع غزة، ولا يوجد توقيت محدد لوصوله، مؤكداً أن التواصل مع المصريين لم ينقطع.

المصدر : الوطنية