كشفت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء أمس الإثنين، عن عملية استخباراتية قالت إنها معقدة نفذها جهاز الأمن التابع لها ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها استمرت لنحو 1400 يوماً.

وأفصح ضابط في أمن سرايا القدس" خلال فيلم وثائقي تحت عنوان "بيت العنكبوت" الذي بثته قناة الميادين ، "إنه وفي إطار العمليات الأمنية المعقدة التي نفذها جهاز "أمن سرايا القدس"، تم اختراق منظومة التجنيد وإدارة العملاء داخل أروقة جهاز الشاباك الصهيوني".

وأضاف "تمت إدارة عملية تجنيد لمجندين من "سرايا القدس" على فترات زمنية متباعدة، ومع عدد من الضباط المشغلين، حيث أن مراحل الاتصال بين المجندين والمشغلين تمت إدراتها ومتابعتها بدقة من قبل جهاز الأمن بالسرايا".

وكانت الاستفادة من المجندين في تحديد العديد من الثغرات الأمنية في عمليات في إدارة التجنيد وإدارة العملاء من قبل ضباط جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، بحسب الفيديو.

وتابع: " قام ضابط الشاباك "أبو توفيق" باتخاذ سلسلة إجراءات أمنية لتامين وصول المجند إلى شقة الشاباك، وبعد تقديم وجبة عشاء (خالية من أي أواني معدنية أو زجاجية) تم استجوابه من خلال جهاز كشف الكذب".

وقال المجند M199 "كانت عملية اتصالاتي مع ضابط الشاباك "شارلي" تحت سيطرة وإدارة جهاز "أمن سرايا القدس"، حيث استمر التواصل لفترة من الزمن قابلته فيها مرتين، بترتيب كامل ومسبق مع جهاز الأمن".

 المجند M199 تحدث خلال الفيديو قائلاً "بعد الانتهاء من جهاز كشف الكذب، أحضروا جهاز لابتوب عليه خريطة موضح عليها علامات وأرقام، وبعد ذلك أظهر عدة صور لمقاومين ومدنيين".

وقال "إنه وفي إحدى المقابلات قام بتدريبي على برنامج تشفير يتم من استخدامه من خلال الاتصال بالإنترنت".

فيما كشف الضابط في أمن سرايا القدس أن ضابط "الشاباك" أرسل من خلال نقطة ميتة، أسطوانة CD مشفرة، وبعد فك الشيفرة من خلال برنامج أرسل للمجند عبر الانترنت، أظهرت إحدى الصور الجوية غرفة كان مهتم بها ضابط "الشاباك"، ويتردد عليها أحد قادة المقاومة، "وعليه تم أخذ الاجراءات الأمنية اللازمة حفاظاً على سلامتهم".

وقال الضابط في أمن السرايا "في أحد التصعيدات وأثناء تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع، طلب ضابط الشاباك "أبو توفيق" من المجند تأكيد معلومة (وجود قائد ميداني من المقاومة) داخل سيارة وحدد له مكان تواجدها، وتوجه "المجند" للمكان وشاهد المقاوم داخل السيارة، ولكنه أبلغ ضابط الشاباك أن الشخص الموجود في السيارة ليس هو المطلوب، وهكذا أفشل المجند مخطط الشاباك باستهداف المقاوم".

 وبين الضابط في أمن سرايا القدس أنه تم تزويد ضابط الشاباك "أبو قدري" بمعلومات حول مرابض صواريخ مصطنعة تم إعدادها مسبقًا وتم إدراجها في بنك أهداف الاحتلال حيث تم استهداف بعضها في التصعيدات السابقة.

 وحول (المجند M183)، أوضح الضابط في سرايا القدس أنه بداية العملية  كانت باتصال مشبوه مجهول المصدر، "ورد لأحد مجاهدي سرايا القدس وبدوره توجه لجهاز "أمن السرايا" الذي جدد جهة الاتصال المشبوه المتمثلة بجهاز الشاباك الصهيوني، وعليه تم الايعاز للمجاهد بمواصلة استقبال المكالمات الواردة  للتعرف على نواياه،  وبناء على ذلك تم إجراء الترتيبات الأمنية اللازمة لهذه "المهمة".

 وأكد أنه بعد عودة المجند من المقابلة مع ضابط الشاباك "أبو كريم"، أطلعنا المجاهد على فحوى المقابلة وكان من أهمها (إبلاغه عن إمكانية إدخال عتاد عسكري عبر الحدود مع مصر) إلى سرايا القدس دون الإفصاح عن تفاصيل، وأبلغه أن ضابط الشاباك "أبو النمر" سيتولى التواصل معه بعد عودته.

 وفي اتصال ضابط الشاباك "أبو النمر" مع المجند طلب منه التقرب من مسؤول الدعم والإمداد في سرايا القدس، وطلب منه زيارته ونسج علاقة معه.

 وتابع الضابط في أمن سرايا القدس "أوعز جهاز أمن السرايا لمسؤول الدعم والإمداد في سرايا القدس بقبول عرض المجند، وبعد فترة كلف ضابط الشاباك المجند بإبلاغ المسؤول بأنه تعرف على قائد ميداني عبر الانترنت في إحدى (الجماعات المسلحة في ليبيا) وأنه مستعد لدعم المقاومة الفلسطينية بالعتاد العسكري وبعدها نفذ المجند تعليمات الضابط وأبلغ المسؤول بسيناريو الضابط".

وتابع ضابط أمن السرايا "أفصح الضابط للمجند بتفاصيل العملية الأمنية، والتي تتمثل في إدخال عتاد عسكري نوعي إلى قطاع غزة، يتكون من صواريخ مضادة للطائرات من نوع (سام 7) وعدة قذائف مضادة للدروع وعليه قام الضابط بإرسال رقم هاتف محمول لشخص ادعى أنه من سكان سيناء للتنسيق لاستلام العتاد العسكري عبر الأنفاق على الحدود المصرية، وهكذا يكون ضابط الشاباك قد ابتلع الطعم".

وكشف أنه بعد فحص ومعاينة ذخائر وأسلحة متنوعة مشبوهة المصدر، تم الحصول عليها عبر عملية خاصة نفذها جهاز "أمن سرايا القدس"، تبين أن قاذف صاروخي مضاد للطائرات من نوع (سام 7) مفخخ، حيث وضع العدو الصهيوني شحنة شديدة الانفجار في داخل المحرك الصاروخي، وذلك في الفحص الأولي للصاروخ.

 وأشار الضابط في أمن سرايا القدس الى أنه للضرورة الأمنية قرر جهاز "أمن السرايا" إنهاء عملية إدخال العتاد العسكري بعملية أمنية نوعية أخرى تمحورت في إدارة عملية استلام نقطة ميتة عبارة عن مبلغ من المال أرسلها ضابط الشاباك "أبو كريم" كهدية "للمجاهد" مقابل إدخاله وتسليمه العتاد العسكري لسرايا القدس.

 ولفت الى أنه تم الايعاز للمجند بعد ابلاغه من ضابط الشاباك مكان النقطة الميتة أن يبلغه أن هناك ظرف طارئ حدث عنده، منعه من الذهاب لأخذ النقطة الميتة، وبناءًا على ذلك قام ضابط الشاباك بإرسال أحد العملاء لاستلام النقطة الميتة، وتم إلقاء القبض عليه.

العميل ك. ف. لفت خلال الفيلم الوثائقي، الى أن مدة الارتباط مع المخابرات الصهيونية استمرت لعام، واستمر التواصل معهم شراف وإدارة جهاز "أمن سرايا القدس" طيلة فترة التحقيق.

كما كشف الضابط في أمن سرايا القدس بأنه و بعد متابعة أمنية دقيقة لشخص يعمل في إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية ظهرت عليه سلوكيات مشبوهة فقد تم إخضاعه للتحقيق لدى جهاز أمن سرايا القدس، وبالاعتراف الأولي تم التأكد من ارتباطه بأحد ضباط الشاباك، وإقراره أنه مرتبط منذ عدة أشهر وأنه اسلتم خلال هذه الفترة عدة نقاط ميتة كانت عبارة عن مبالغ مالية وجهاز اتصالات آمن يعرف بالقلاب.

 

المصدر : الوطنية