ترفع الدعوات  في يوم عرفة منذ شروق الشمس حتى غروب هذا اليوم المبارك، الذي ينزل الله رحماته على عباده الذاكرين والموحدين.

فعن عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ) رواه مسلم .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) .

وعن طلحة بن عبيد بن كريز مرسلا : ( أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ) رواه مالك .

وقد اختلف العلماء هل هذا الفضل للدعاء يوم عرفة خاص بمن كان في عرفة أم يشمل باقي البقاع ، والأرجح أنه عام ، وأن الفضل لليوم ، ولا شك أن من كان على عرفة فقد جمع بين فضل المكان وفضل الزمان .

قال الباجي رحمه الله :

قوله : " أفضل الدعاء يوم عرفة " يعني : أكثر الذكر بركة وأعظمه ثوابا وأقربه إجابة ، ويحتمل أن يريد به الحاج خاصة ؛ لأن معنى دعاء يوم عرفة في حقه يصح ، وبه يختص ، وإن وصف اليوم في الجملة بيوم عرفة فإنه يوصف بفعل الحاج فيه .

وقد ثبت عن بعض السلف أنهم أجازوا " التعريف " وهو الاجتماع في المساجد للدعاء وذكر الله يوم عرفة ، وممن فعله ابن عباس رضي الله عنهما ، وأجازه الإمام أحمد وإن لم يكن يفعله هو .

قال ابن قدامة رحمه الله :

قال القاضي : ولا بأس بـ " التعريف " عشية عرفة بالأمصار ( أي ِ: بغير عرفة ) ، وقال الأثرم : سألت أبا عبد الله – أي : الإمام أحمد - عن التعريف في الأمصار يجتمعون في المساجد يوم عرفة ، قال : " أرجو أن لا يكون به بأس قد فعله غير واحد " ، وروى الأثرم عن الحسن قال : أول من عرف بالبصرة ابن عباس رحمه الله وقال أحمد : " أول من فعله ابن عباس وعمرو بن حُرَيث " .

وقال الحسن وبكر وثابت ومحمد بن واسع : كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة ، قال أحمد : لا بأس به ؛ إنما هو دعاء وذكر لله . فقيل له : تفعله أنت ؟ قال : أما أنا فلا ، وروي عن يحيى بن معين أنه حضر مع الناس عشية عرفة " .

وهذا يدل على أنهم رأوا أن فضل يوم عرفة ليس خاصاً بالحجاج فقط ، وإن كان الاجتماع للذكر والدعاء في المساجد يوم عرفة ، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذلك كان الإمام أحمد لا يفعله ، وكان يرخص فيه ولا ينهى عنه لوروده عن بعض الصحابة ، كابن عباس وعمرو بن حريث رضي الله عنهم .

أدعية ليوم عرفة مستجابة :-

ربّي عوضني خيرًا عن كل شيء انكسر بنفسي، وكل يأسٍ أصاب قلبي، ولا تجعل لي رجاء عند غيرك، اللهُم ارني الفرح بمُستقبلي، اللهُم سُر قلبي بفرحةٍ ، تغنيني عن كل تعب، اللهُم عوضني بالأجمل، و أرح قلبي بما أنت أعلمُ به.

‏يارب إنك تدرك دعواتي حتى لو لم انطق بها، اللهُم حقّق لي ما اُريد فأنت تعلم السِر و ما يخفى، اللهُم فوضتك أمري ُكله فجمّله خيرًا بما شِئت، واجعلني يارب ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دُعائه فأجبته.

‏يارب أفرحني بشيء انتظر حدوثه اللهم إني متفائل بعطائك فأكتب لي ما أتمنى اللهم أسعدني في أبسط تفاصيل حياتي وقرب لي الخير يارب لا تجعل أبتلائي في جسدي و لا في مالي و لا في أهلي وسهل علي ما استثقلته نفسي اللهم إني توكلت عليك فأعني ووفقني و اروي قلبي بكل أمنية أخبرتك بها.

‏اللهُم إجبر خاطري جبراً أنت وليّه ، فإنه لا يُعجزك شيئاً ، في الأرض ولا في السماء ، وإني أسألك يارب أن تستقيمَ حياتي ، وأن لا أضيع في زحام الطريق ، وأن لا أخيّر بينَ أحب أشيائي ، ربي أسعدني وأشرح صدري وأرح قلبيّ ، اللهُم إنّي أستودعك راحتي فإجعلني أسعّد خلقك.

يارب أدعوك بعزتك وجلالك أن لاتُصعب لي حاجة،ولا تُعظم علي أمراً ولا تحن لي قامة،ولا تفضح لي سراً ولا تكسر لي ظهراً.

اللهم من كان مريض فأشفه ومن كان مهمُوم فأزل همه ومن كان حزين فأسعده ومن كان يرجو توفيقك فوفقه.

اللهم إجعل دعواتنا لا تُرد،وهب لنا رزقا لايعد،وأفتح لنا باباً للجنة لايسد.

اللهم نسألك أن تمسح عنا أوجاعنا و تنور ظلمات ليالينا،اللهم إسقنا فرحاً و إرزقنا من كل مداخل الخير.

اللهم ياقوي من للضعيف غيرك،اللهم ياغني من للفقير غيرك،اللهم ياعزيز من للذليل غيرك،اللهم إغننا بحلالك عن حرامك وإجعلنا من الفائزيّن.

‏اللهم اقض حاجاتنا التي لا نستطيع صياغتها في دعاء أنت أعلم منا بها وأقدر منا عليها

‏اللهم أرحني بعد التعب وأسعدني بعد الحزن وكافئني بعد الصبر ، اللهم إني أعيذ قلبي من وحشة الدنيا وكدرها ، اللهم ازح من قلبي كل خوف يسكني وكل ضُعف يكسرني وكل أمر يبكيني قويني يالله ولا تفجعني في مستقبلي ولا تُعسر أمري وأفتح لي أبوابي المغلقه.

المصدر : وكالات