يحرص المسلم في كل عام على صيام وقيام يوم عرفة واستغلال كل دقيقة من ساعات نهاره لما فيه من خير وثواب كبير من الله سبحانه وتعالى.

وقد وردت أحاديث عدة تبين هذا الفضل؛ ففى "صحيح مسلم" عن أبى قتادة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده». ومعنى الحديث أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية، ويحول بين صائمه وبين الذنوب فى السنة الآتية .

وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يصوم التسع الأول من ذى الحجة؛ فروى أبو داود وغيره عن بعض أزواج النبى صلى الله عليه وآله وسلم قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذى الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر، والخميس".

وروى النسائى عن حفصة رضى الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن النبى صلى الله عليه وآله وسلم: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة".

وأما صوم يوم عرفة بخصوصه فمستحب لغير الحاج، ويكره صيامه للحاج أن كان يضعفه الصوم عن الوقوف والدعاء؛ جاء فى "تحفة الفقهاء" [وأما صوم يوم عرفة فى حق الحاج: فإن كان يضعفه عن الوقوف بعرفة ويخل بالدعوات فإن المستحب له أن يترك الصوم؛ لأن صوم يوم عرفة يوجد فى غير هذه السنة، فأما الوقوف بعرفة فيكون فى حق عامة الناس فى سنة واحدة، وأما إذا كان لا يخالف الضعف فلا بأس به، وأما فى حق غير الحاج فهو مستحب؛ لأن له فضيلة على عامة الأيام] .

وجاء فى "بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع" : [وأما صوم يوم عرفة: ففى حق غير الحاج مستحب؛ لكثرة الأحاديث الواردة بالندب إلى صومه، ولأن له فضيلة على غيره من الأيام، وكذلك فى حق الحاج أن كان لا يضعفه عن الوقوف والدعاء؛ لما فيه من الجمع بين القربتين، وإن كان يضعفه عن ذلك يكره؛ لأن فضيلة صوم هذا اليوم مما يمكن استدراكها فى غير هذه السنة] .

المصدر : الوطنية