قالت حركة "حماس"، إن المكتب السياسي لها في الداخل والخارج، برئاسة رئيس المكتب إسماعيل هنية، اجتمع نهاية الأسبوع الماضي، وبحث العديد من القضايا المهمة، وخاصة المشاريع الجارية لتصفية القضية الفلسطينية.

وأوضحت الحركة في بيان لها، أنه تم مناقشة بعض القضايا وعلى رأسها جريمة "صفقة القرن" التصفوية ومخططات الضم الاستعماري بدعم وإسناد من الإدارة الأمريكية الحالية، إلى جانب التداعيات المترتبة على هذه الجريمة، وأوضاع شعبنا، في ظل الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، وأحوال اللاجئين والشتات، ومحاولات إسقاط حق العودة.

وأشارت إلى أن المكتب السياسي توقف عند الذكرى السنوية لعملية الوهم المتبدد التي تمت في 25 يونيو/ حزيران 2006، والتي أدت إلى صفقة "وفاء الأحرار"، مؤكدة أن قضية الأسرى على رأس سلم أولوياتها.

وجددت التزامها بحرية الأسرى، والعمل على ذلك بكل السبل والوسائل، فضلًا عن استمرار بذل الجهد المتواصل لتوفير الحياة الكريمة لهم، مستحضرة شهداء العملية المباركة، ومشيدة بجهدهم وجهادهم، وشهداء شعبنا الفلسطيني.

كما توقفت قيادة الحركة مليًا عند الخطر المحدق بالقدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحاولات الاحتلال تهويد المدينة المقدسة وتفريغها من سكانها، والوصول إلى التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وكذلك الجهود المطلوبة لدعم صمود شعبنا وحماية حقوقنا ومقدساتنا.

وحذرت من المخاطر المترتبة على جريمة الضم التي تنوي قيادة الاحتلال القيام بها، مجددة رفضها القاطع لما يسمى بـ"صفقة القرن" بشكل عام، ومخططات الضم وسرقة الأراضي بشكل خاص "حيث نعتبر هذه الخطوة عدوانًا جديدًا صارخًا على شعبنا، وهو أحد فصول الصفقة الجريمة التي تدعمها وتساندها إدارة ترامب العنصرية".

واعتبرت الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة ومخططات الضم وسرقة الأراضي حجر الزاوية والمرتكز الأساس لمواجهة هذه الجريمة، داعية إلى تحقيق وحدة الموقف الفلسطيني على طريق تعزيز الوحدة الداخلية، والتوافق على خطة وطنية شاملة لمواجهة ومقاومة الاحتلال، وإفشال مشاريعه الخطيرة كمنطلق أساس في إنهاء وإزالة الاحتلال واستعادة حقوقنا الوطنية.

وثمنت الحركة كل الجهود الوطنية من مختلف الجهات والفعاليات والقوى، داعية جماهير شعبنا للانخراط في أوسع مقاومة ومواجهة شاملة مع الاحتلال، وبذل كل الإمكانات الشعبية والميدانية والسياسية والقانونية والإعلامية والكفاحية، وتعزيز وتكثيف الرباط وشد الرحال إلى القدس والمسجد الأقصى لإجهاض مخططات الاحتلال.

وأضافت "نمد أيادينا للجميع وخاصة لإخواننا من حركة فتح وكل الفصائل الفلسطينية من أجل العمل الوطني المشترك، فاللحظة الراهنة يجب ألّا تدع مجالًا للخلافات السياسية، بل تفتح بوابات الوحدة على مصراعيها للاستيعاب الكامل لجهود الجميع وإطلاق المواجهة الشاملة في كل الساحات".

كما دعت جماهير شعبنا في الشتات ومخيمات اللجوء إلى إطلاق أوسع حراك شعبي للتعبير عن حالة الرفض والغضب لمخططات الضم وتصفية القضية الفلسطينية، فضلًا عن التحرك السياسي والقانوني لمحاكمة الاحتلال وملاحقة قادته على جرائمهم الخطيرة بحق شعبنا.

وأضافت أن "هذه اللحظة الراهنة تتطلب نبذ أي خلاف، والعمل المشترك، وتحقيق الإجماع الوطني، ومغادرة مسار ومربع التسوية التي شكلت عنوان الخلاف والاختلاف في الساحة الفلسطينية، وثبت فشلها، ووصلت اليوم إلى طريق مسدود، كما ندعو إلى عدم المراهنة أو الانتظار لأي متغيرات قد تحدث هنا أو هناك لإحياء مشروع التفاوض".

ودعت في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ شعبنا، إلى عقد اجتماع قيادي وطني مقرر للتوافق على استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة مخططات الاحتلال ومقاومتها، وتحقيق الوحدة الوطنية، محذرة في الوقت ذاته من الإقدام على أي تنازلات جديدة، أو التراجع عن الموقف الوطني الموحد تجاه أي رؤى أو تسويات تغري الاحتلال بمزيد من القضم لأرضنا والتنكر لحقوقنا الوطنية.

وطالبت بإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة، ودعم الموقف الفلسطيني الجمعي الرافض لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية وخطة الضم وسرقة الأراضي، ومن خلفها جريمة صفقة القرن، وإسناد شعبنا عبر دعم صموده وتثبيته على أرضه ووطنه ومقدساته بشكل يمنع الاحتلال من التأثير السياسي والميداني والإنساني وفي المجالات كافة.

كما حذرت "حماس" من محاولات الاحتلال اختراق جبهة المنطقة والموقف العربي الموحد عبر بوابة التطبيع التي نشهد اختراقات خطيرة بها، وتسربات ثقافية وإعلامية وغيرها ما يشكل انتهاكًا للإجماع العربي والقومي، بما يتطلب التأكيد على تجريم التطبيع ونبذ المطبعين، واعتباره خنجرًا في خاصرة الأمة وقضيتها المركزية.

وحثت شعوب المنطقة وأحرار العالم إلى الوقوف صفًا منيعًا في مواجهة المشاريع الصهيونية، والعمل على إحياء التضامن القومي والإقليمي مع القضية الفلسطينية، وتكثيف حراكات التضامن مع شعبنا وحقوقه الراسخة.

وخلصت قيادة الحركة إلى موقف واضح وهو أن "أي خطوة يقوم بها الاحتلال باتجاه سرقة أرضنا تحت مسمى الضم أو جريمة القرن أو أي مسمى آخر تشكل عدوانًا جديدًا على شعبنا، وعلامة فارقة في الصراع معه، وستبذل الحركة كل الجهود والوسائل المتاحة لمواجهتها، والعمل على إجهاضها بالوسائل والأدوات وفي الساحات كافة في إطار المقاومة الشاملة". 

المصدر : الوطنية