وقّع الكاتب الفلسطيني الساخر أكرم غازي الصوراني السبت كتابه الجديد "وطن نص كم" وسط حضور عدد كبير من المواطنين والشخصيات السياسية والاعتبارية. ويتناول الصوراني في كتابه الجديد وهو الثاني بعد "وطن خارج التغطية" عدة مقالات ساخرة يكتبها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وقال الصوراني في تصريح لـ الوطنيـة على هامش حفل توقيع الكتاب: إن " الفلسطيني وين ما كان أنا شايفه مش عايش"، مؤكدًا على فقد المواطن لأبسط مقومات الحياة مثل المياه والكهرباء والغاز، إضافة لمعاناة الخريجين من البطالة، وسوء حال العمال والسائقين والصيادين. وأضاف "أتمنى من العرب أن ينظروا إلينا، وأن نتطلع لبعضنا وتتوحد الفصائل حتى لا نسمع عن وطن نص كم، بل نسمع عن فلسطين متحررة إن شاء الله". ويعد الصوراني من الشخصيات المثيرة للجدل في الوسط الاجتماعي والإعلامي، حول طريقة طرحه وتعليقه على مستجدات الساحة الفلسطينية، حيث تلقى تدويناته إشادة ومدح البعض، وانتقاد وشتم البعض الآخر. وتتحدث هذه الكتابات والمقالات الساخرة عن القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها قطاع غزة والضفة الغربية وفلسطين. ويأتي "وطن نص كم "في 53 مقالة وقعت في 140 صفحة تتحدث عن الهم الفلسطيني العام والخاص وتداعيات الانقسام حيث مزج ذلك كله بسؤال الهوية والمستقبل وماذا حدث للفلسطينيين؟ والمشروع الوطني الفلسطيني إلى أين؟ وقرأ الصوراني أربع اطروحات من كتابه، قال إنها الأقرب إلى قلبه وقلمه، حيث تناولت موضوعات المصالحة الوطنية، وحال النازيين في "كرفانات" الإيواء، إضافة إلى العدوان على القطاع، وأوضاع غزّة السيئة.

غزة مفحمة

وعلّق الصوراني في كتابه على المصالحة الوطنية وقال: "بدنا أخبار التّهاني بالمصالحة تيجينا من كل الدنيا ومن كل المحافظات بغزّة، برفح، بخان يونس، بالشّمال، بالجنوب، بس يا رب ما نسمع خبر الفصائل بالوسطى تُهنئ شعبنا بالمصالحة". وجاء عن موضوع المصالحة أيضًا "بشوف ولا حدا من الصبح كاتب إشي عن عودة الميه لمجاريها بين فتح وحماس مع إنه اليوم يوم المياه العالمي .. خدوا الكراسي يا بتآخدوا "دُش" .. نَعِيمًا سلف". وعن الأوضاع السيئة في غزة، علقّ الصوراني "تونس مولعه .. مصر مولعه .. سوريا مولعه .. بغداد مولعه .. اليمن مولعه .. ليبيا مولعه .. بيروت مولعه .. غزة الحمد لله مفحمه من زمان".

الانقسام الإسرائيلي

وعن موضوع الانتخابات الإسرائيلية، "إسرائيل تتجه نحو الحسم العسكري .. أنصار نتنياهو يحاصرون مقر هرتسوغ واشتباكات تدور حاليا في شارع بن غوريون .. وأنباء أولية تفيد باغتيال تومي لبيد وحرق مقر الكابينيت وأصوات انفجارات تسمع بين الفنه والأخری بالقرب من مستشفی أوخلوف العسكري .. ميرتس تدعو الاسرائيليين لضبط النفس والردح شغال عـ القناة الأولی والعاشرة ... أي والله عمركوا ما تشوفوه النصر". وعن ردود الأفعال حول دعم الدول المانحة قال: "تَعُج الشوارع في غزة بالصور وتَعُج من العُجَّه والعُجَّه بصل وبقدونس وبيض زي الوضع وإلى آخره أي أنها مليانه صور إشي شكراً وإشي عفواً لكل واحد دفعلنا شيكل .. الله يستر بعد ما تدعمنا الهند ما تصير البلد لافاشكيري".

الكهرباء

أما عن أزمة الكهرباء ورأيه بالمفاوضات، دعا "الفصائل الفلسطينية أن تتخلى عن الحل المرحلي وتتمسك بحل أزمة الكهربا .. الكهرباء مقابل السلام ولن نقدم مزيدا من التنازلات". واستمر الصوراني في قراءته لبعض مقالات الكتاب لأكثر من ساعة، وسط تفاعل وضحك مفرط من الحضور، حيث ازدحم حسابه وصفحته الشخصية على "فيسبوك" والتي تحمل اسمه بالعربية بعد انتهاء الحفل، بالعديد من التهاني والإشادات بالكتاب ونوعه النادر في الوسط الثقافي الفلسطيني. وإن كانت للحرب قواعد، وللمصارعة في الطين قواعد، فلا توجد قواعد للسياسة وصنعتها، فهل وجب وجود هذا الفن الساخر ليتصدى للسياسة ويخوض في وحلها، بل وفضح المسرف منها؟

المصدر :