كشفت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء، عن قيام الأجهزة الأمن الفلسطينية بإتلاف وثائق سري تحسبا من اجتياحات إسرائيلية على غرار الاجتياحات التي نفذت في العام 2020 للضفة الغربية المحتلة.

ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية فلسطينية، التي فضلت عدم الكشف عن هوياتها، إنه "تلقينا أوامر عُليا بإتلاف الوثائق السرية التي بحوزتنا ونفذنا هذه الأوامر بشكل سري". وشددت المصادر على أن عملية الإتلاف تمت خوفا من قيام الجيش الإسرائيلي باقتحام الأراضي الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية والحصول على هذه الوثائق.

وقال أحد المصادر الأمنية إن المعلومات نُقلت إلى حافظات الكترونية قبيل إتلاف الوثائق الورقية الأصلية، ووضعت الحافظات في أماكن سرية.

وأعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في أيار/مايو الماضي، أن السلطة الفلسطينية في حل من كافة الاتفاقيات والتفاهمات مع الحكومتين الأميركية والإسرائيلية، بما في ذلك التنسيق الأمني، وذلك في أعقاب إعلان إسرائيل عن مخططها لضم اجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، لصحافيين أجانب وإسرائيليين، أول من أمس، إنه "إذا أقدم نتنياهو على ضم إنش واحد من الأرض الفلسطينية سيعني ذلك القضاء على اي احتمال للسلام".

وبدت السلطة الفلسطينية أكثر حزما في تنفيذ قرارها وقف التنسيق، إذ أكد أكثر من مسؤول فلسطيني وقف العلاقة بشكل تام مع الجانب الإسرائيلي. وتتخوف السلطة الفلسطينية من ردة فعل إسرائيلية، يتكرر فيها سيناريو الاجتياحات الذي نفذته ردا على الانتفاضة المسلحة الفلسطينية في العام 2002.

واقتحم الجيش الإسرائيلي حينها العديد من المقار الأمنية الفلسطينية وقام بمصادرة وثائق وأسلحة من داخلها عوضا عن تدمير هذه المقار بشكل كامل.

وتسيطر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وفق اتفاقية أوسلو الموقعة مع إسرائيل في العام 1993، على كافة المدن الفلسطينية مع إمكانية دخول الجيش الإسرائيلي إليها لتنفيذ ما عرف باسم "المطاردة الساخنة".

ويشير إعلان عباس الأخير، إلى التخلي عن بنود هذا الاتفاق، وهو ما يثير مخاوف لدى الفلسطينيين من أن تقوم إسرائيل باجتياح المدن الفلسطينية.

المصدر : وكالات