بدأ قطاع غزة بالعودة التدريجية لما كان عليه قبل تفشي جائحة "كورونا" في العالم، ووصله لفلسطين، في شهر مارس الماضي، حيث شهد إغلاق مكثف وإجراءات احترازية عالية، كأحد الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الفيروس.

هذا الوباء القاتل، كان كفيلاً فيما مضى، بشل جميع مفاصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فأغلق المساجد والمطاعم والفنادق وصالات الأفراح والمنتزهات العامة والأماكن الترفيهية.

 وبعد شهرين من العذاب الذي طال جميع تلك القطاعات، قررت لجنة الطوارئ الحكومية اتخاذ جملة من القرارات التخفيفية وسط إجراءات احترازية مكلف الجميع بها.

ووصل عدد الإصابات المؤكدة بجائحة "كوفيد-19" في فلسطين عامة، حتى لحظة إعداد التقرير إلى 642 حالة، مقسمة كالآتي: في 394 المحافظات الشمالية (الضفة الغربية) و69 في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) و179 في مدينة القدس وضواحيها.

ونتيجة الإجراءات الاحترازية الاستباقية التي اتخذتها لجنة الطوارئ والتزام المواطنين فيها، تم اتخاذ العديد من القرارات أبرزها فتح المساجد وحضانات الأطفال والمطاعم وصالات الأفراح وغيرها من الإجراءات التي ستعيد غزة المحاصرة احتلاليًا ووبائيًا إلى حياتها الطبيعية.

فتح المساجد

وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، أعلنت قبل أسبوعين عن إعادة فتح المساجد لأداء صلاة الجمعة فقط، ومع إتباع المصلين لكافة الخطوات الاحترازية قررت فتح المساجد أمام صلاة الجماعة بشكل كامل، مع أخذ التدابير والاحتياطات اللازمة عند أدائها، مع باق رخصة الصلاة في البيوت.

ودعت جميع المصلين إلى ضرورة التزامهم بالإجراءات الوقائية التي سبق التنصيص عليها، من اصطحاب سجادة الصلاة، وارتداء الكمامة، والتباعد بينهم في الصف الواحد، وعند الدخول والخروج من المسجد، وترك المصافحة والاقتراب، وعدم اصطحاب الأطفال، مناشدةً أصحاب الأمراض المزمنة والمعدية، والخارجين من الحجر الصحي، بالصلاة في بيوتهم، وعدم المجيء إلى المساجد.

ودعت إلى تعقيم المساجد بشكل مستمر، وفتحها قبل الأذان بـ(10) دقائق، وتقليص مدة الانتظار بين الأذان والإقامة، لتكون (10) دقائق في جميع الصلوات، باستثناء صلاة الفجر فتكون (20) دقيقة، منوهًا إلى استمرار تعليق كافة الاحتفالات والأنشطة العامة داخل المساجد.

حضانات الأطفال والتدريب المهني

أما وزارة التنمية الاجتماعية، فاتجهت صوب الطريق التي اتخذته الأوقاف، لتعلن عن إعادة فتح دور الحضانات المرخصة، وذلك بعد قرار إغلاق دام شهرين بسبب إعلان حالة الطوارئ لمكافحة جائحة "كورونا".

وأكدت الوزارة، أن قرار إعادة فتح دور الحضانات جاء بعد توافق مع وزارة الصحة على الاجراءات والسياسات التي ينبغي اتباعها من أجل ضمان سلامة الأطفال والمربيات.

 وستقوم طواقم الوزارة المختصة بالمتابعة والاشراف المستمر على دور الحضانة من أجل التأكد من التزامها بالإجراءات المطلوبة.

كما شرعت الوزارة بتعقيم جميع مرافق مراكز التدريب المهني المنتشرة في جميع محافظات القطاع حسب إرشادات وزارة الصحة المرافق العامة، عقب صدور قرار بإعادة فتحها.

ووفرت جميع وسائل الوقاية الشخصية اللازمة للطلبة والمدربين ومنها الكمامات والمعقمات ومتطلبات النظافة الشخصية.

ودعت إلى ضرورة الحفاظ على التباعد الاجتماعي وعدم احتكاك الطلبة خلال تواجدهم داخل مراكز التدريب.

المطاعم وصالات الأفراح

وكانت وزارة الاقتصاد أول من بدء بتخفيف الإجراءات الحالية خصوصاً في شهر رمضان الماضي، حيث أعلنت عن إعادة فتح المطاعم والمقاهي أمام المواطنين، وذلك بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار، عقب إصدار تعميم يوضح الإجراءات والضوابط الوقائية اللازمة لمواجهة فيروس "كورونا".

ودعت الوزارة، جميع المطاعم للالتزام بهذه الإجراءات، علماً بأن الوزارة ستراقب وتتابع تنفيذ ذلك من خلال جهات الاختصاص، وستتخذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، ومنها إغلاق المطاعم والأماكن المخالفة.

وقيدت افتتاح المطاعم أمام المواطنين بجملة من الإجراءات التي يجب على أصحاب المطاعم اتخاذها، وذلك لتفادي أي مخاطر تحدق في انتشار الوباء، خاصة جراء انحصار الإصابات داخل مراكز الحجر الصحي، ولا توجد إصابات بين صفوف المواطنين داخلياً.

ولا تزال لجنة الطوارئ الحكومية في انعقاد دائم لتقييم ومتابعة الإجراءات المتخذة لمواجهة فايروس "كورونا" المستجد.

وبخصوص صالات الأفراح، فقد قررت وزارة الداخلية إعادة فتحها اعتباراً من يوم الجمعة 5 يونيو الجاري.

الوزارة قالت إنها اجتمعت مع هيئة أصحاب المطاعم والفنادق وصالات الأفراح، وتم استعراض الإجراءات الوقائية المطلوب اتباعها لإعادة تشغيل تلك المرافق.

وأكدت أنه وضمن سياسة التخفيف التدريجي، وبناء على ذلك تقرر إعادة فتح صالات الأفراح اعتباراً من يوم الجمعة، وستقوم الجهات الرقابية في وزارات: الداخلية والسياحة والصحة، بمراقبة تنفيذ الإجراءات الوقائية.

المصدر : الوطنية - وجيه رشيد