يستعد طلبة الثانوية العامة في فلسطين، لاستقبال اختبارات هذا العام، وسط ظروف مختلفة عن الأعوام السابقة، بسبب تفشي فيروس "كورونا" المستجد، وما خلفه من تغيير لأنماط الحياة كماً ونوعاً.

هذا الوباء الذي فرض نفسه على مجمل مفاصل الحياة الاجتماعية عنوةً وطرق الأبواب من غير استئذان من أحد، أغلق المساجد والمدراس والجامعات، وكان كفيلاً لخلق التوتر في نفوس الطلاب بشكل عام، وطلبة الثانوية العامة بشكل خاص.

ويسابق هؤلاء، الزمن في استعداداتهم لخوض غمار امتحان "التوجيهي"، والذي بدت ملامحه مختلفة كلياً هذا العام، بعد التزامهم بيوتهم منذ شهر مارس الماضي، عقب قرار الحكومة إغلاق المرافق التعليمية احترازاً من المرض التاجي الفتاك.

وسيتجه قرابة 80 ألف طالب وطالبة في كافة محافظات الوطن، لقاعات الاختبار بتاريخ 30 من الشهر الجاري، بالتزامن مع إجراءات صحية مكثفة لمنع تفشي الوباء.

"كورونا" زاد التوتر والقلق

وعلت ملامح التوتر والقلق وجه الطالب أنس حجاج، خاصة مع اقتراب موعد الامتحانات، وما خلفه "كورونا" من أوضاع نفسية سيئة على نفوس الطلبة.

وقال حجاج، لـ الوطنية، إن الظروف الحالية التي فرضها وباء "كوفيد-19"، كانت صادمة ومفاجئة لنا كطلبة ثانوية عامة، بعد جلوسنا في منازلنا مع بداية الفصل الدراسي الثاني.

وأوضح أن الجانب النفسي مهم خاصة وأننا في مرحلة مفصلية لخوض غمار حياة جديدة، مضيفاً: "شعور التوتر والحيرة لا يمكن وصفه، احنا بدنا نشوف شو بدو يصير أول امتحان، وانشاء الله يكون الوضع منيح".

ودعا وزارة التربية والتعليم للنظر بعين الرحمة لجميع الطلبة، ووضع أسئلة تكون في متناول الجميع، وأن تكون سهلة ومناسبة لمختلف المستويات العقلية.

ولم يختلف حال الطالب معاذ صرصور عن سابقه، فحجم الخوف الذي يراوده كان أكبر بكثير، بعدما توقفت الدراسة واضطر للجلوس في المنزل.

وقال صرصور، خلال حديثه لـ الوطنية، إن الشعور الذي ينتاب جميع الطلبة وخاصة "التوجيهي"، كبر بشكلٍ واضح خاصة مع ظهور وباء "كورونا".

وأضاف أن خطر هذا السقم لا يزال قائماً، حيث أننا نواجه ضغطاً نفسياً وسببه قرب موعد الامتحانات ومدى صعوبتها، وضغط آخر بسبب هذا المرض القاتل.

وأوضح أن الأوضاع النفسية التي يمر بها طلبة الثانوية العامة مرهقة للغاية، ومع ذلك حاولنا تجنب ذلك، إلا أن "كورونا" شدد الإرهاق أكثر من السابق.

جهوزية تامة

مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة التربية والتعليم بغزة معتصم الميناوي، قال إن وزارته أنهت استعداداتها النهائية لعقد اختبارات الثانوية العامة للسنة الحالية بموعدها المحدد.

وأكد الميناوي، خلال حديث مع الوطنية، أنه تم تشكيل لجنة مركزية عليا لمتابعة ملف الثانوية العامة، مضيفاً: "هناك ما يزيد عن 10 آلاف عامل في الثانوية، بمعدل أكبر من العام الماضي بـ 2000 شخص بين مراقب وإداري".

وأوضح أنه وحفاظاً على سلامة الطلبة والمعلمين المراقبين، فسيكون هناك قرار الزامي بلبس الكمامات الواقية، واستخدام الجل الكحولي لتعقيم اليدين، لافتاً إلى أن الفصل الواحد سيضم 15 طالباً فقط.

وأشار إلى أنه سيكون هناك نقطة صحية في لجنة امتحان فضلًا عن نقطة شريطة لتأمين لجان الامتحان، إلى جانب دوريات هادئة من قبل وزارة الداخلية لتأمين الامتحانات ولمنع التجمعات من قبل الطلبة.

وتابع: "هناك 14 مرشد اجتماعي كلجنة مركزية لمتابعة الأمور النفسية الخاصة بالطلبة، وأيضاً هناك مراعاة كبيرة للأمور النفسية التي يضطرب بها الطلبة نتيجة الامتحان".

المصدر : الوطنية - وجيه رشيد