صلاة العيد إحدى شعائر الاسلام الظاهرة، وقد تراوحت أقوال اهل العلم في حكمها بين الوجوب الكفائي، أو العيني، أو كونها سنة مؤكدة.

ولما كان الميسور لا يسقط بالمعسور فمهما أمكن أقامتها ولو في إطار ضيق محدود فينبغي ان يصار الى ذلك والا يفرط فيه !.

فكما أن الجمعة تقام في الوقت الراهن في إطار النصاب المسموح به ولو بإدارة المسجد فحسب فكذلك القول في صلاة العيد.

والأمر في صلاة العيد من حيث أدائها في البيت لمن فاتته مع الجماعة أوسع .

فالخطبة شرط من شروط صحة صلاة الجمعة وهي نافلة في العيدين، لما روي عن عبد الله بن السائب قال: شهدت العيد مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلما صلى قال: إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يرجع فليرجع). فليست الخطبة ولا استماعها شرطا لصحة صلاة العيد.

وبينما الأصل ان تؤدي صلاة الجمعة في المسجد فإن الأصل في صلاة العيد ان تؤدى في الخلاء خارج المسجد .

ولهذا كان جمهور الفقهاء على جواز أدائها في البيت لمن فاتته مع الجماعة خلافا للحنفية، فقد روي عن أنس رضي الله عنه أنه كان إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فيصلي بهم ركعتين، يكبر فيهما .

وقد نقل المزني عن الشافعي رحمه الله في "مختصر الأم" (8/125) : " ويصلي العيدين المنفرد في بيته والمسافر والعبد والمرأة " .

وعند المالكية يقول الخرشي وهو فَقِيه مالكي : "يستحب لمن فاتته صلاة العيد مع الإمام أن يصليها ، وهل في جماعة , أو أفذاذا ؟ قولان" انتهى باختصار من "شرح الخرشي" .

وعند الحنابلة يقول المرداوي في "الإنصاف" (وهو فَقِيه حنبلي) : "وإن فاتته الصلاة (يعني : صلاة العيد) استحب له أن يقضيها على صفتها (أي كما يصليها الإمام)" انتهى .

وهذا هو ما عليه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء ببلاد الحرمين

وعلى هذا فلا حرج في أداء صلاة العيد في البيت أفذاذا وجماعات لمن فاتته صلاة العيد مع الجماعة، أو عجز عن إقامتها مع الجماعة لعارض .

ولا حرج بعد صلاة العيد في البيت منفردا أو في جماعة خاصة تقام في البيت في سماع الخطبة من التلفاز ونحوه باعتبارها موعظة عامة، والمواعظ العامة يجوز سماعها في أي وقت وعلى اي حال .

وأما عن كيفية أداء صلاة عيد الفطر في البيت، فتكون بدون خطبة وهي عبارة عن ركعتين، يكبر في الأولى تكبيرة الإحرام ثم يكبر بعدها ست تكبيرات، ثم يقرأ الفاتحة، ويقرأ سورة (ق) في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية يقوم مكبراً، فإذا انتهى في القيام يكبر خمس تكبيرات، ويقرأ سورة الفاتحة، ثم سورة (اقتربت الساعة وانشق القمر) فهاتان السورتان كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في العيدين، وإن شاء قرأ في الأولى بسورة (الأعلى)، وفي الثانية بـسورة ( الغاشية).

المصدر : وكالات