لم يعد العُمر عائقًا أمام الطفلة الفلسطينية ريم الدبور التي تطمح بأن تتصدر قائمة نجوم موقع "اليوتيوب"، ليس رغبةً بالشهرة وكسب ملايين المتابعين، أو جني المال، وإنما لإظهار يوميات طفلة حرة في تصرفاتها العفوية أمام الكاميرا.

وتقوم الطفلة البالغة من العمر 4 أعوام والقاطنة بغزة عبر قناتها، بتطبيق وشرح ألعاب الأطفال وتحضير المأكولات وتقديم النصائح الطبية لنظرائها، استنادًا لمعلومات صحية اطلعت عليها من الإنترنت بمساعدة والديها، بالإضافة إلى قيامها بالأعمال الأخرى والمتنوعة.

ريم تقول للوطنية بلغتها البسيطة، إنها طلبت من والديها بأن ينشئوا لها قناة "يوتيوب" باسمها، تتيمنًا بالأطفال الذين يشاركون يومياتهم على الموقع العالمي.

وتستيقظ كل صباح من فراشها لتسأل والديها: أريد تطبيق هذه الفكرة، ما رأيكما؟، فهذا سؤال تكرره كل يوم، لاسيما بعد تصويرها للمقطع الأول نهاية العام الماضي، لتلاقي إجابة مشجعة من والديها إزاء ما تخطط له وتنفذه بعد ذلك.

وفي العام المنصرم، أصدر "يوتيوب" قوانين صارمة لحماية الأطفال، عبر تحديد هوية الفئة المستخدمة في المحتوى، في حين صنّفت شركة جوجل المحتوى المخصص للأطفال بالتالي: شخصيات أطفال أو أطفال وبرمجة الأطفال الشعبية أو الشخصيات المتحركة، لعب التمثيل أو القصص باستخدام ألعاب الأطفال، ومشاركة أبطال الأطفال في أنماط اللعب الطبيعية الشائعة مثل اللعب التمثيلي أو اللعب الخيالية، وأغاني الأطفال الشعبية، والقصص أو القصائد.

وليس سهلاً لطفلة بعمرها بأن تقلد المتمرسين بالحديث المرتجل أمام الكاميرا، إلا أن همتها العالية كانت أقوى من عمرها وجعلتها تصور مقاطعا متنوعة في المحتوى بأسلوب عفوي وملفت لانتباه من يُشاهدها.

وحين سألت "الوطنية" والدها "واجد" عن طبيعة نظرته لطفلته الصغيرة، قال بعد أن أعبر عن سعادته العميقة بها، إنه تفاجأ في البداية من طلب طفلته بأن يؤسس لها قناة يوتيوب خاصة بها، لكنه بعد ذلك سعى أن يوفر كل ما يلزم للقناة من معدات تصويرية حتى لو كانت بسيطة وغير مكلفة في البداية.

ويضيف واجد:" أنا ووالدتها نسعى إلى توفير أجواء متكاملة لها داخل المنزل، لأجل مساعدتها على توثيق أفكارها بواسطة كاميرا صغيرة".

وتابع حديثه:" بعد تصوير الفكرة نجري عليها بعض عمليات المونتاج لنظهر ما نعده بشكل جميل للمشاهدين".

ويشير إلى أن الفيديوهات تلخص يوميات طفلة فلسطينية بريئة مثل باقي أطفال العالم، كما أنها تركز على أهمية حرية الطفل، مع مراقبته الشديدة له حين يستخدم شبكة الإنترنت.

ويوضح أنه يطلع ابنته على نشاطات وفعاليات ثقافية مصورة عن التراث الفلسطيني، لكي تتربى على حب الوطن بعاداته وتقاليده.

 الطفلة ريم تطرقت عبر قناتها إلى أزمة فيروس كورونا، محذرةً نظرائها من خطورته، مقدمةً أيضًا نصائح طبية ووقائية منه، فيما تحاول مع مرور الوقت، بناء ثقة عالية بنفسها، لتكمل الطريق التي بدأت به وصولاً إلى الإبداع.

وبحسب آخر الإحصائيات الرسمية المتعلقة بالأبحاث، فإن فيديوهات الأطفال تحظى بنسب مشاهدة تفوق الفيديوهات العادية بـ3 أضعاف.

ويشاهد نحو 40% من الأطفال الذين بلغوا 14 عاما أو أقل مقاطع فيديو عبر موقع يوتيوب أو موقع يوتيوب المخصص للأطفال على الأقل مرة في الأسبوع. وأكثر من 60% من هذه الفئة العمرية اشتروا شيئا ما شاهدوه في مقطع فيديو، حسب استطلاع أجري السنة الماضية من طرف مجموعة إن بي دي لصالح جمعية الألعاب في الولايات المتحدة.

 

المصدر : خاص_ الوطنية