ليلة القدر أفضل الليالي التي يترقب لها المسلمون في كل مكان، لاستغلال ليلها في الصلاة والقيام والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، فتراهم يتساءلون عن موعدها وعلامتها وصفاتها، وأفضل العبادات فيها.

متى ليلة القدر :-

لا يوجد أي دليل شرعي ثابث صحيح يجزم أو يحسم إن ليلة القدر هيا ليلة ٢٧، كل من قال أنها ليلة 27 هي عبارة عن اجتهادات من بعض الفُقهاء والعلماء مأخوذة من بعض الآثار .

أمّا الأثر الوارد عن الصحابيّ أُبيّ ابن كعب رضي الله عنه إن ليلة ٢٧ هيا ليلة القدر كان الظاهر من مقصود كلامه إنها كانت ليلة ٢٧ لتلك السنة وليست في كل السنين كما قال بعض أهل العلم.

معلوم وثابت عند جماهير أهل العلم أن ليلة القدر تتنقّل وليست ثابتة، سنة تكون ٢٥ .. وسنة تكون ٢٧ .. وسنة تكون ٢٩ .. وسنة تكون ٢٣ وهكذا، في الحديث ( التمسوها في الأوتار ).

خطأ كبير وخلل عظيم الاجتهاد في القرآن والقيام والدعاء وأعمال الخير في الليالي الوترية فقط، وتتكاسل وتتراخى في غير هذه الأيام.

بالإضافه إلى إن فيه أقوال مُعتبرة عن بعض الصحابه وبعض السلف وبعض فقهاء الأمّه أن الليالي الوترية قد تكون ( ٢٢ _ ٢٤_٢٦ _٢٨ ) لإن طريقة حساب العرب قديماً كانت مختلفة عن طريقة حسابنا اليوم .

علامات ليلة القدر :-

ذكر بعض العلماء علامات كثيرة لليلة القدر من اعتدال الجو وسكون الريح و نزول المطر وانشراح الصدر ونباح الكلاب و انقطاع النجم وعذوبة البحار وانتشار الأنوار وغير ذلك ، ولكن الذي ثبت في السنة بعض العلامات وهي:-
(1)- أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا،كما في صحيح مسلم.
(2)- أن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى.كما عند أحمد وحسنه الألباني.
(3)- وأنها ليلة بلجة(أي مشرقة)،لا حارة ولا باردة.أخرجه الطبراني وغيره وحسنه الألباني.
(4)- و ثبت نزول المطر في ليلتها في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن لم يأتي نص صريح صحيح في أن ذلك من علاماتها المعروفة كطلوع الشمس بلا شعاع في صبيحتها،والله أعلم.
وهناك علامات باطلة ومنكرة لم تثبت من أن البحر يكون عذباً أو أن الأشجار تضع فروعها على الأرض أو رؤية الأنوار في الأماكن المظلمة، أو تسليم الملائكة على أهل المساجد أو عدم نباح الكلاب ونهيق الحمير وغير ذلك، فاحذروا من هذا كله ولا تغتروا به.

قال ابن باز:(قد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله سبحانه وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة رضي الله عنهم يستدلون عليهما بعلامات ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانا واحتسابا).

فضل ليلة القدر :-

1- ليلة القدر سُمّيت هكذا لإنها تُقدّر فيها مقادير العباد السنوية ( فيها يُفرق كلّ أمر حكيم )، الله سبحانه وتعالى كتب على الإنسان نوعين من الأقدار

أقدار أزلية

أقدار مُعلّقة

مثال ...إذا كتب الله لك قدر سيء للسنة القادمة (وفاة ابن _ فشل في زواج ..فشكلة خطوبة...حادثة سيارة ..الخ)... وصرت تدعو بإخلا‌ص في ليلة القدر بالتوفيق والسعادة والعافية والنجاة ...فإنّ الله عز وجل يأمر الملائكة أن يمسحوا الصحيفة التي كُتب فيها الشقاء ويكتبون لك ما طلبت ( يَمحُوا اللهُ مَا يشاء ويُثبِت وَعِندَهُ أُمُّ الكِتاب ) .

2 - ليلة القدر بعبادة ٨٤ سنة.... ( ليلة واحدة ب ٨٤ سنة عبادة ) ...الساعة في ليلة القدر ب ٨ سنين عبادة.. والدقيقه ب ٥٠ يوم عبادة .

في ليلة القدر غفران للذنب لمن قامها محتسبًا الأجر عند الله عز وجل، فعن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: «مَن  يَقُمْ  ليلةَ  القَدْرِ إيمانًا  واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه»  رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760).

3- فضل ليلة القدر أنزل الله تعالى في ليلة القدر القرآن الكريم، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
4- فضل ليلة القدر خصّ الله تعالى ليلة القدر بالبركة، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ».
5- ميّز الله العبادة فيها دون باقي الليالي، قال تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ»
6- تتنزّل الملائكة في ليلة القدر لتحفّ المسلمين، وتملأ الأرض بالخير والرحمة والمغفرة، قال تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ».
7-فضل ليلة القدر ليلة القدر تكون خالية من الشّر، وتكثر فيها الطاعة والخير، فهي سلام من الأذى كلّه، قال تعالى: «سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ».

دعاء ليلة القدر :-

ودعاء ليلة القدر المأثور، هو ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: "قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي".

يقول ابن الجوزي رحمه الله ( إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق .. فلا تكن الخيل أفطن منك .. فإنما الأعمال بالخواتيم ..فإنك إذا لم تحسن الاستقبال ..لعلك تحسن الوداع ).

أدعية ليلة القدر :-

اللَّهُمَّ يَا سَمِيعَ الدَّعَوَاتِ ، يَا مُقِيلَ العَثَرَاتِ ، يَاقَاضِيَ الحَاجَاتِ ، يَا كَاشِفَ الكَرُبَاتِ ، يَا رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ ، وَيَا غَافِرَ الزَّلاَّتِ ، اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، الأحْيَاءِ مِنْهُم وَالأمْوَاتِ ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ ، الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ ، وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَـيْتَ ، أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشُهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، الأَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يَولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ؛ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ العّفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.

اللَّهُمَّ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي ، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي ، وَمَا أَنْتَ أَعْـلَمُ بِهِ مِنّـِي ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي هَزْلِي وَجِدِّي ، وَخَطَئِي وَعَمْدِي ، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي.

اللَّهُمَّ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي.

اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَااسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي ، وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَارْفَعْنِي.

اللَّهُمَّ يَا مَنْ لا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ ، وَلا تُنْقِصُهُ المَغْفِرَةُ ، اغْفِرْ لَنَا مَا لا يَضُرُّكَ ، وَهَبْ لَنَا مَالا يُنْقِصُكَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلّهُ ، دِقَّهُ وَجُلَّهُ ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهَ ، وَعَلاَنِيَتَهَ وَسِرَّهُ.

اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي عِظَامٌ وَهِي صِغَارٌ فِي جَنْبِ عَفْوِكَ يَا كَرِيمُ ، فَاغْفِرْهَا لِي.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي.

اللَّهُمَّ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ، رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَينَا إِصْرَاً كَمَا حَمَلْتَهَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ، رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ، وَاعْفُ عَنَّا وّاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ.

اللَّهُمَّ إِنَّا قَدْ أَطَعْنَاكَ فِي أَحَبِّ الأشْيَاءِ إِلَيْكَ أَنْ تُطَاعَ فِيْهِ ، الإيمَانِ بِكَ ، وَالإِقْرَارِ بِكَ ، وَلَمْ نَعْصِكَ فِي أَبْغَضِ الأَشْيَاءِ أَنْ تُعْصَى فِيْهِ ؛ الكُفْرِ وَالجَحْدِ بِكَ ، اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لَنَا مَا بَيْنَهُمَا.

المصدر : الوطنية