ليلة القدر تلك الليلة المباركة الشريفة القدر، التي أنزل فيها القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، والتي هي خير من ألف شهر في العبادة والذكر والدعاء والقيام ، قال تعالى في فضلها وعظم قدرها:" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِوَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍتَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍسَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ".

هي سلام للمؤمنين من كل سوء، وحصن لهم من كل شر ،من غروب شمسها الى طلوع فجرها، ولأجل هذا الفضل العميم والخير العظيم فقد خص الرسول صلى الله عليه وسلم ، العشر الأواخر من رمضان بمزيد من الاجتهاد في العبادة وكان له هدي وسنة في احيائها ، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الاواخر مالايجتهد في غيره.

قال ابن رجب:" قال جويبر: قلت للضحاك: أرأيت النُّفساء و الحائض و المسافر و النائم لهم في ليلة القدر نصيب ؟ قال: نعم، كل من تقبل الله عمله سيعطيه نصيبه من ليلة القدر".

ولما كانت النفوس تشتاق إلى معرفة تلك الليلة بعينها فقد ثبت لها علامات في سنة النبي- صلى الله عليه وسلم – وهي:-
(1)- أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا،كما في صحيح مسلم.
(2)- أن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى.كما عند أحمد وحسنه الألباني.
(3)- وأنها ليلة بلجة(أي مشرقة)،لا حارة ولا باردة.أخرجه الطبراني وغيره وحسنه الألباني.
(4)- و ثبت نزول المطر في ليلتها في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن لم يأتي نص صريح صحيح في أن ذلك من علاماتها المعروفة كطلوع الشمس بلا شعاع في صبيحتها،والله أعلم.
وهناك علامات باطلة ومنكرة لم تثبت من أن البحر يكون عذباً أو أن الأشجار تضع فروعها على الأرض أو رؤية الأنوار في الأماكن المظلمة، أو تسليم الملائكة على أهل المساجد أو عدم نباح الكلاب ونهيق الحمير وغير ذلك، فاحذروا من هذا كله ولا تغتروا به.

قال ابن باز:(قد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله سبحانه وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة رضي الله عنهم يستدلون عليهما بعلامات ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانا واحتسابا).

المصدر : وكالات