خص الله سبحانه وتعالى ليلة القدر بمكانة خاصة وأخفائها عن عباده، لكي يجتهد المسلمون في أيام شهر رمضان المبارك بالطاعات والعبادات .

ففي ليلة القدر أُنزل لقرآن الكريم على النبي محمد، كما جاء في سورة القدر، وفيها أن هذه الليلة خير من ألف شهر، وفيها تتنزل الملائكة بالرحمات حتى مطلع الفجر.

فضل ليلة القدر :-

1- ليلة القدر سُمّيت هكذا لإنها تُقدّر فيها مقادير العباد السنوية ( فيها يُفرق كلّ أمر حكيم )، الله سبحانه وتعالى كتب على الإنسان نوعين من الأقدار

أقدار أزلية

أقدار مُعلّقة

مثال ...إذا كتب الله لك قدر سيء للسنة القادمة (وفاة ابن _ فشل في زواج ..فشكلة خطوبة...حادثة سيارة ..الخ)... وصرت تدعو بإخلا‌ص في ليلة القدر بالتوفيق والسعادة والعافية والنجاة ...فإنّ الله عز وجل يأمر الملائكة أن يمسحوا الصحيفة التي كُتب فيها الشقاء ويكتبون لك ما طلبت ( يَمحُوا اللهُ مَا يشاء ويُثبِت وَعِندَهُ أُمُّ الكِتاب ) .

2 - ليلة القدر بعبادة ٨٤ سنة.... ( ليلة واحدة ب ٨٤ سنة عبادة ) ...الساعة في ليلة القدر ب ٨ سنين عبادة.. والدقيقه ب ٥٠ يوم عبادة .

في ليلة القدر غفران للذنب لمن قامها محتسبًا الأجر عند الله عز وجل، فعن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: «مَن  يَقُمْ  ليلةَ  القَدْرِ إيمانًا  واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه»  رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760).

3- فضل ليلة القدر أنزل الله تعالى في ليلة القدر القرآن الكريم، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
4- فضل ليلة القدر خصّ الله تعالى ليلة القدر بالبركة، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ».
5- ميّز الله العبادة فيها دون باقي الليالي، قال تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ»
6- تتنزّل الملائكة في ليلة القدر لتحفّ المسلمين، وتملأ الأرض بالخير والرحمة والمغفرة، قال تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ».
7-فضل ليلة القدر ليلة القدر تكون خالية من الشّر، وتكثر فيها الطاعة والخير، فهي سلام من الأذى كلّه، قال تعالى: «سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ».

موعد ليلة القدر :-

لا يوجد أي دليل شرعي ثابث صحيح يجزم أو يحسم إن ليلة القدر هيا ليلة ٢٧، كل من قال أنها ليلة 27 هي عبارة عن اجتهادات من بعض الفُقهاء والعلماء مأخوذة من بعض الآثار .

أمّا الأثر الوارد عن الصحابيّ أُبيّ ابن كعب رضي الله عنه إن ليلة ٢٧ هيا ليلة القدر كان الظاهر من مقصود كلامه إنها كانت ليلة ٢٧ لتلك السنة وليست في كل السنين كما قال بعض أهل العلم.

معلوم وثابت عند جماهير أهل العلم أن ليلة القدر تتنقّل وليست ثابتة، سنة تكون ٢٥ .. وسنة تكون ٢٧ .. وسنة تكون ٢٩ .. وسنة تكون ٢٣ وهكذا، في الحديث ( التمسوها في الأوتار ).

خطأ كبير وخلل عظيم الاجتهاد في القرآن والقيام والدعاء وأعمال الخير في الليالي الوترية فقط، وتتكاسل وتتراخى في غير هذه الأيام.

بالإضافه إلى إن فيه أقوال مُعتبرة عن بعض الصحابه وبعض السلف وبعض فقهاء الأمّه أن الليالي الوترية قد تكون ( ٢٢ _ ٢٤_٢٦ _٢٨ ) لإن طريقة حساب العرب قديماً كانت مختلفة عن طريقة حسابنا اليوم .

علامات ليلة القدر:-

ذكر الشيخ ابن عثيمين أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة، فأما العلامات المقارنة فذكر منها:

قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة.
طمأنينة القلب.
انشراح الصدر من المؤمن.
الرياح تكون فيها ساكنة.
وأما العلامات اللاحقة فذكر منها أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع، ودلل لذلك بحديث: روي عن أبي بن كعب  في صحيح مسلم: ليلة القدر    أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها".

دعاء ليلة القدر :-

ودعاء ليلة القدر المأثور، هو ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: "قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي".

يقول ابن الجوزي رحمه الله ( إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق .. فلا تكن الخيل أفطن منك .. فإنما الأعمال بالخواتيم ..فإنك إذا لم تحسن الاستقبال ..لعلك تحسن الوداع ).

المصدر : الوطنية