تعتبر ليلة القدر، إحدى أهم الليالي في العام لدى المسلمين، ففيها نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد، كما جاء في سورة القدر، وفيها تنزل الملائكة بالرحمة حتى مطلع الفجر، وكذلك هي ليلة خير من ألف شهر، وفيها الدعاء مستجاب ولا يرد.

فيحرص الكثير من المسلمين لاغتنام ليلة القدر في الصلاة والدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، مستعلمين عن علامات وأمارات ليلة القدر.

دار الافتاء المصرية أوضحت أن توقيت ليلة القدر وفقاً لما جاء في كتاب الله والسنة النبوية الشريفة لا توجد ليلة محدد لليلة القدر، وإنما الوارد والصحيح تحريها في الأيام الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لما جاء في حديث عائشة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر» صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.

واختلف العلماء على مر العصور ما بين كونها تقع في ليلة الحادي والعشرين من رمضان أو الثالث والعشرين والخامس والعشرين أو ليلة السابع والعشرين والتاسع والعشرين، واستدلوا على ذلك برواية عبدالله بن أنيس وحديث ابن عباس رضوان الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى» رواه البخاري.

بالرغم من اختلاف جمهور العلماء والفقه في تحديد تاريخ مؤكد لليلة القدر، إلا أن كونها في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم يعد هو مذهب أكثر الصحابة والفقهاء، وأكدوا على ذلك بقسم أبي بن كعب رضي الله عنه بكون ليلة السابع والعشرين هي ليلة القدر، وقول ابن حبيش له بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر قال بالعلامة التي أخبرنا بها رسول الله صل الله عليه وسلم.. قال الدكتور خالد عمران، أمين عام لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن ليلة القدر لها علامات مقارنة وأخرى لاحقة، مبيناً أن من العلامات المقارنة، طمأنينة القلب، انشراح الصدر لدى المؤمن، الرياح تصبح فيها ساكنة، بالإضافة إلى قوة النور والإضاءة في هذه الليلة المُباركة التي هي خير من ألف شهر.

علامات ليلة القدر :-

ذكر الشيخ ابن عثيمين أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة، فأما العلامات المقارنة فذكر منها:

قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة.
طمأنينة القلب.
انشراح الصدر من المؤمن.
الرياح تكون فيها ساكنة.

وأما العلامات اللاحقة فذكر منها أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع، ودلل لذلك بحديث: روي عن أبي بن كعب  في صحيح مسلم: ليلة القدر    أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها".

فضل ليلة القدر :-

1- في ليلة القدر غفران للذنب لمن قامها محتسبًا الأجر عند الله عز وجل، فعن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: «مَن  يَقُمْ  ليلةَ  القَدْرِ إيمانًا  واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه»  رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760).
2- فضل ليلة القدر أنزل الله تعالى في ليلة القدر القرآن الكريم، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
3- فضل ليلة القدر خصّ الله تعالى ليلة القدر بالبركة، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ».
4- تُكتب فيها الأعمار والأرزاق للعام القادم، قال تعالى: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ».
5- ميّز الله العبادة فيها دون باقي الليالي، قال تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ»
6- تتنزّل الملائكة في ليلة القدر لتحفّ المسلمين، وتملأ الأرض بالخير والرحمة والمغفرة، قال تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ».
7-فضل ليلة القدر ليلة القدر تكون خالية من الشّر، وتكثر فيها الطاعة والخير، فهي سلام من الأذى كلّه، قال تعالى: «سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ».

المصدر : الوطنية