بعد غياب لأسابيع، شغل العالم بأسره، دولاً وصحافة، خرج أخيرا الزعيم الكوري الشمالي وفنّد للجميع فرضية وفاته، وعاد كيم يونغ أون بضحكته المعهودة يقص شريط افتتاح مصنع للأسمدة قرب العاصمة بيونغ يانغ.

وأظهرت بعض الصور حشداً من المتجمهرين، يصفقون ويلوحون بالأعلام فرحين، بحسب ما نشرت وسائل الإعلام الرسمية في البلد، المغلق بشكل كبير على الصحافة والإعلام.

إلا أن اللافت بالأمر، صورة غريبة انتشرت بين الصور لـ"رجل الصواريخ"، تظهر رجل أمن تابعاً للحماية الشخصية لكيم مرتدياً قناعاً طبياً واقياً.

تلك "الكمامة" التي أثارت شكوكاً واسعة خصوصاً بعد تقارير أشارت في الفترة الماضية إلى أن فيروس كورونا المستجد قد طال أحد عناصر حماية الزعيم.

واللافت أيضا، أن الكمامة لم تظهر على وجه أي عنصر آخر من رجال كيم.

إلا أن تقارير غربية كانت أشارت الشهر الماضي إلى أن كيم قد أجبر حراسه على ارتداء الكمامات إثر انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد.

وظهر الزعيم محاطا بمسؤولين عسكريين في أوائل مارس/آذار الماضي يرتدون الأقنعة، حينما كان يشرف على تمرين المدفعية.

وفي إطار مكافحة الوباء، أصدر كيم تعليمات بإغلاق جميع القنوات والمساحات التي قد يجد المرض المعدي طريقه من خلالها إلى بلاده، وتعزيز الفحص والاختبار والحجر الصحي، كما حظرت كوريا الشمالية السياح، وكثفت الفحص عند نقاط الدخول، وأوقفت تقريبا كل حركة المرور عبر الحدود وحشدت عشرات الآلاف من العاملين في مجال الصحة لمساعدة المرضى.

يشار إلى أن وسائل إعلام كانت أشارت إلى تسجيل حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في كوريا الشمالية ظهرت في أواخر مارس/آذار الماضي وسط نفي الحكومة.

أين الزعيم؟

وكانت الأنباء تضاربت حول الزعيم الكوري، وأثيرت مختلف التكهنات بشأن صحته إثر غيابه عن مراسم الاحتفال بالذكرى السنوية لميلاد جده كيم إيل سونغ مؤسس كوريا الشمالية يوم 15 أبريل/نيسان الجاري.

ونشرت مواقع أخرى أنباء عن وفاته، وأخرى عن حالته الحرجة. وهكذا إلى أن ظهر الزعيم أخيرا الجمعة، حيا يرزق ضاحكا مبتسما بصحة جيدة يحتفل بافتتاح مصنع بالعاصمة.

فيما يبدو أن هذا الظهور لم يقنع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي امتنع الجمعة عن التعليق على الظهور العلني للزعيم الكوري بعد غياب أسابيع، قائلا للصحافيين في البيت الأبيض "أفضل عدم التعليق على ذلك... سيكون لدينا ما نقوله في الوقت المناسب".

المصدر : وكالات