أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، اليوم الجمعة، اعتماد استراتيجيات سريعة ومباشرة لمواجهة جائحة "كورونا" ومنعها من دخول قطاع غزة، حيث تم اتخاذ الإجراءات الاستباقية بشكل مبكر.

وقال هنية في لقاء مباشر عبر "التلفزيون العربي": لو حدث لا سمح الله وحل "كورونا" في القطاع، ستكون هناك كارثة، نظراً للنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، عدا عن الكثافة السكانية الهائلة.

وتابع "النقطة الثانية كانت الخطة الإغاثية في ظل الحصار الإسرائيلي، وتوقف الحركة الصناعية والتجارية والعمال، فكان لا بد من وجود خطة إغاثية بتضافر الجهود من الوزارات والمؤسسات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، لإغاثة المتضررين".

وأكد ضرورة رفع السلطة الفلسطينية للعقوبات عن قطاع غزة، والتوجه نحو الوحدة لمواجهة "كورونا"، وتحدي الاحتلال الإسرائيلي ومواجهة مشاريعه الاستيطانية والتهويدية.

وتابع "ليس هناك بيننا وبين الاحتلال أي علاقات أو مفاوضات للتنسيق من أجل مواجهة كورونا، بل نحمله المسؤولية الكاملة عن توفير كل متطلبات الحياة الكريمة لشعبنا، فهو القوة القائمة بالاحتلال ويجب توفير كل شيء لشعبنا".

وأشار إلى أن "حماس" تقوم بخطوات إغاثية وخيرية ومؤسساتية ضمن مظلة وطنية في لبنان وبعض الدول من أجل شعبنا، فهي متواجدة بقوة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة، وكل أماكن تواجد شعبنا.

كما وجه تحية الفخر والاعتزاز للأسرى الكبار والمرضى والأشبال والأسيرات والأسرى العرب وأصحاب المؤبدات في سجون الاحتلال، مشدداً على أن قضية الأسرى كانت وما زالت وستبقى على رأس أولويات شعبنا الفلسطيني وقواه، وتحريرهم لا رجعة عنه، "ومقاومتنا خاضت صفقات تبادل من أجلهم".

وأضاف أن "حماس" تضع قضية الأسرى على رأس أولوياتها، وبموجب صفقة وفاء الأحرار استطعنا انتزاع حرية مئات الأسرى، وسنواصل المسير حتى تحرير كل الأسرى".

وتابع أن قائد "حماس" في غزة يحيى السنوار أعلن عن مبادرة هي مبادرة الحركة، وهو موقف الحركة وقيادتها المركزية، وهو أنه في ظل الوضع الحالي، نحن مستعدون للوصول إلى صفقة تبادل، لنحقق الأثمان مقابل الجنود الأسرى، مردفاً هناك أربعة جنود أسرى لدى المقاومة يجب دفع ثمنهم لإبرام صفقة تبادل.

وأردف أنه إذا كان لدى قادة الاحتلال الجدية للوصول إلى صفقة فنحن مستعدون لذلك، لأننا معنيون بتحرير أسرانا، منبهاً إلى أن هناك وساطات من عدة دول للوصول إلى صفقة إلا أن الاحتلال يتهرب من دفع الثمن.

وأكد أن السلطة الفلسطينة عليها مسؤولية لا تقل عن مسؤولية الفصائل، والسلطة ارتكبت خطأ فادحاً حين التوقيع على اتفاقية أوسلو، والموافقة على أن يكون قضية الأسرى وغيرها ضمن النوايا الحسنة، فهذا الاحتلال لا يأتي إلا بالقوة.

وذكر أن "حماس" تعاملت مع ملف المصالحة كشأن استراتيجي وليس تكتيكي، مضيفاً "قدمنا ثلاث خطوات في غاية الأهمية للانتقال من حالة الجمود لفتح آفاق لتحقيقها، الأولى مبادرة الحركة بالاتصال مع رئيس السلطة محمود عباس عقب إعلان صفقة (ترامب نتنياهو) التصفوية، لمواجهة الصفقة بصف فلسطيني موحد، وعقد إطار قيادي موحد لبناء استراتيجية، وللأسف هذا لم يحصل".

وأضاف "الأمر الثاني قبلنا إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، ومن ثم نذهب لانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وسلمنا ردنا الإيجابي لرئيس لجنة الانتخابات، ولم نتلق أي رد من السلطة"، موضحا أن نقطة الخلاف أن السلطة تريد جلب موافقة من الاحتلال على إجراء الانتخابات قبل أن تصدر المرسوم.

وتابع أن الخطوة الثالثة، أن كورونا يشكل خطراً على شعبنا، وبادرنا بالاتصال برئيس الحكومة محمد اشتية، ونحّينا الجانب السياسي، وبادر بعض القادة ورئيس حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة بالاتصالات، للتوحد في مواجهة الجائحة، إلا أن ذلك لم يكن أمامه أي رد فعل إيجابي.

وأكد هنية أنه آن الأوان للوحدة وعدم الرهان على الاحتلال أو أمريكا، قائلاً "جاهزون للمضي قدمًا في أي خيار تقبله حركة فتح لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، ولسنا في حاجة لاتفاقيات جديدة لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام لكننا في حاجة لتطبيقها".

وبشأن علاقة حماس بالمملكة السعودية، وصف هنية العلاقة بالتاريخية بين الشعب الفلسطيني ومكوناته والسعودية التي مثلت نقطة ارتكاز للقضية الفلسطينية لكن صفحة الاعتقالات للفلسطينيين هناك، مؤسفة ومناقضة للصورة الأولى، والاعتقال لهم جاء بسبب دعمهم لأبناء شعبهم.

وأضاف أن في السجون السعودية ممثل حماس هناك محمد الخضري الذي يبلغ من العمر أكثر من 80 عاما، وابنه، وعشرات الفلسطينيين، وقد وجهت أكثر من رسالة لخادم الحرمين، وعبر رسائل ووساطات دولية، لكن للأسف الشديد يُذهب بهؤلاء إلى المحاكم على تهم أنهم يعملون "لعمل إرهابي"، متسائلاً هل يُستوعب اتهام المقاومة بالإرهاب؟ هذا ليس في القاموس العربي.

وتابع "نحن نتطلع إلى إنهاء هذا الملف، وعودة العلاقة الجيدة مع المملكة، وعدم تعريض العلاقة التاريخية للخطر.

وحول إن كان ينوي العودة إلى قطاع غزة أم المكوث في قطر بعد جولة خارجية، أجاب هنية أنه زار العديد من الدول وكانت الزيارات ناجحة، ناقش خلالها أوضاع أبناء شعبنا وقضيتنا "أمارس دوري كرئيس للمكتب السياسي مع إخواني في الخارج، وحركتي ذهابا وإيابا طبيعية لرئيس حركة يتحرك بين أبناء شعبه سواء داخليا أو خارجيا".

وأعرب عن شكره لقطر أميراً وشعباً، وكل الدول التي تقف إلى جانب شعبنا الفلسطيني.

المصدر : الوطنية