أعلنت حكومة الاحتلال عبر رئيسها بنيامين نتنياهو استعدادها للبدء في حوار فوري عبر الوسطاء لاستعادة جنودها المفقودين والمأسورين في قطاع غزة.

وقال مكتب نتنياهو إن منسق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم وطاقمه بتعاون مع هيئة الأمن القومي والمؤسسة الأمنية مستعدون للعمل بشكل بناء من أجل استعادة القتلى والمفقودين وإغلاق هذا الملف ويدعون إلى بدء حوار فوري من خلال الوسطاء.

هذا الإعلان جاء عقب إطلاق رئيس حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار مبادرة إنسانية لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في ظل تفشي وباء "كورونا" في جميع أنحاء العالم.

وكان السنوار أعلن قبل أيام أن "حماس" جاهزة لتقديم تنازل جزئي في قضية الأسرى الإسرائيليين، مقابل إفراج الاحتلال عن الأسرى من كبار السن والمرضى كمبادرة إنسانية في ظل أزمة "كورونا".

وأضاف: “أما الثمن الكبير للأسرى جميعهم فهو كبير يجب على الاحتلال أن يدفعه، والشرط الأول لبدء المفاوضات مع الاحتلال هو الإفراج عن محرري صفقة وفاء الأحرار”.

المحلل السياسي حسام الدجني، قال إن تصريحات مكتب نتانياهو حول ملف الجنود الأسرى يحمل في مضمونه احتمالين مهمين، أولهما استجابة ضمنية لمبادرة السنوار، وثانيهما مراوغة سياسية تهدف لإرضاء عوائل الجنود والمجتمع الإسرائيلي.

ورجح الدجني أن الاحتمال الأول هو الأكثر قرباً من المشهد المقبل، معتبراً أن مبادرة السنوار لا يمكن أن تعوض بالنسبة للطرفين لعدة أسباب أهمها أن الافراج عن كبار السن والمرضى والنساء ليس مطلباً مستحيل تنفيذه لدى نتانياهو.

فيما أن ادخال مستلزمات مواجهة فيروس "كورونا" إلى قطاع غزة يصب في صالح الجميع، أن تفشيه في غزة يعد خطر على المنطقة.

وتابع الدجني أن حصول نتانياهو على معلومات متعلقة بجنوده يمنحه قوة ودفعة لتنفيذ الصفقة لأنها ستشكل رأي عام ضاغط وحامي لمستقبله السياسي، فيما ستحرك "حماس" الملف وستستفيد منه محليا واقليميا ودوليا.

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن مبادرة السنوار جاءت لتحرك المياه الراكدة في ملف تبادل الأسرى من جديد وتعيده إلى المشهد وفي الأذهان.

لكن الغريب استدرك في حديثه لـ "الوطنية" بالقول إن تحريك هذا الملف لن يتم قبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تحاور من أجلها نتنياهو غانتس.

وأضاف: "وباء كورونا شكل حالة ضغط أكبر على الاحتلال للإسراع في انجاز هذا الملف حال كانت هناك نية وارادة إسرائيلية متوفرة للتعامل مع الملف، مشيراً إلى أن العرض يبقى قائما حتى لو انتهت أزمة "كرونا" وذلك لأن الوضع في سجون الاحتلال صعب جدا إضافة إلى حراك أهالي الجنود الأسرى والضغط على حكومتهم.

وحول التنازلات التي يمكن أن تقدمها "حماس" في هذا الملف قال الغريب: "أتوقع أن يكون هناك سيناريوهان في هذا الموضع الأول أن يتم تقديم شيء ملموس وحقيقي يؤكد أن هناك جنود أحياء لدى "حماس"، والثاني الكشف عن وجود جثث لدى المقاومة ".

 

 

 

 

المصدر : الوطنية - تامر عليان