الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان، محط تساءل الكثيرين في كل عام، الراغبين بالتعرف على الحكم الشرعي في ذلك، خصوصاً بعد تداول العديد من الأحاديث والأقوال التي تفيد بنهي الصوم بعد النصف الثاني من شعبان،، فما هو الحكم الشرعي في ذلك.

هل يجوز صيام النصف الثاني من شهر شعبان :-


كان النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أكثر ما يصوم تطوعًا في شهر شعبان، وعندما سئل عن ذلك قال: "هو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".

ولكن هناك جدل يدور كل عام حول حكم الصيام بعد انتصاف شهر شعبان، نظرًا لورود حديث ينهى فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصيام بعد انتصاف شهر شعبان وهو الحديث الذي رواه الإمام الترمذي: "إِذَا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلَا تَصُومُوا".

"فقد اختلف أهل العلم في جواز صيام النصف الثاني من شعبان، وقال المناوي في فيض القدير عند كلامه على حديث: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا، واختلف في التطوع بالصوم في النصف الثاني من شعبان على أربعة أقوال: أحدها الجواز مطلقا يوم الشك وما قبله سواء صام جميع النصف أو فصل بينه بفطر يوم أو إفراد يوم الشك بالصوم أو غيره من أيام النصف، الثاني قال ابن عبد البر وهو الذي عليه أئمة الفتوى لا بأس بصيام الشك تطوعا كما قاله مالك، الثالث عدم الجواز سواء يوم الشك وما قبله من النصف الثاني إلا أن يصل صيامه ببعض النصف الأول أو يوافق عادة له وهو الأصح عند الشافعية، الرابع يحرم يوم الشك فقط ولا يحرم عليه غيره من النصف الثاني وعليه كثير من العلماء".
 
ولعل الأقرب إلى الصواب: أن من كان له عادة في الصيام أو كان عليه نذر صيام أو كان عليه قضاء من شهر رمضان السابق فهذا لا حرج عليه إن صام أول شعبان أو وسطه أو آخره، أما من لم تكن له عادة صيام ولا شيء مما تقدم ذكره فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا يشرع له ابتداء الصيام في النصف الثاني من شعبان لكن لو وصله بصيام بعض النصف الأول جاز له ذلك.
 
وقال الحافظ في الفتح قال القرطبي لا تعارض بين حديث النهي عن صوم نصف شعبان الثاني والنهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين وبين وصال شعبان برمضان والجمع ممكن بأن يحمل النهي على من ليست له عادة بذلك ويحمل الأمر على من له عادة حملا للمخاطب بذلك على ملازمة عادة الخير حتى لا يقطع.
 

الصيام بعد منتصف شعبان :-

 

 

 

المصدر : وكالات