يصادف ليلة النصف من شعبان للعام 1441- 2020 مساء يوم الثلاثاء الموافق 14 شعبان 1441 هجريا ، 7 أبريل 2020 ميلادياً ، وحتى الأربعاء الموافق 15 شعبان 1441 هجرياً ، 8 أبريل 2020 ميلادياً في تونس ومصر وفلسطين والسعودية والكويت والإمارات وقطر والأردن والسودان وتركيا.

أما بالنسبة لدولة اليمن والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا وسوريا وسلطنة عمان والعراق ومعظم الدول الاوروبية "كألمانيا وفرنسا" والدول الأمريكية (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا) فإن ليلة النصف من شعبان تبدأ من مساء يوم يوم الأربعاء 14 شعبان 1441 ويوافق 8 أبريل 2020، وحتى يوم يوم الخميس 15 شعبان 1441 ويوافق 9 أبريل 2020.

دعاء ليلة النصف في شعبان 1441 - 2020 :-

«اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».

وقد اشتهر دعاء مأثور في هذه الليلة أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه, وورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما دعا قط عبد بهذه الدعوات إلا وسع الله عليه في معيشته:

يا ذا المن فلا يمن عليه يا ذا الجلال والإكرام, يا ذا الطول والانعام لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين, ان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا فامح عني اسم الشقاء واثبتني عندك سعيدا موفقا للخير, وان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما أو فقترا علي في الرزق فامح حرماني ويسر رزقي واثبتني عندك سعيدا موفقا للخير فانك تقول في كتابك الذي انزلت: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب رواه ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في الدعاء, والسيوطي في الدر المنثور والطبري وأبونعيم.

وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد صلي الركعتين الأوليين من الظهر فاتجه في الركعتين الآخرين إلي المسجد الحرام, وهكذا نري إن لهذه الليلة المباركة وهي ليلة النصف من شهر شعبان منزلة كريمة فهي ليلة من ليالي التجلي وقبول الدعاء, وهي التي حولت فيها القبلة إلي الكعبة المشرفة علي أرجح الآراء, فجمعت هذه الليلة خصائص التكريم والتعظيم, فالاحتفاء بها والتقرب إلي الله تعالي فيها والدعاء أرجي للقبول لما ورد فيها من فضل عظيم وأجر كريم.

حُكْم قيام ليلة النّصف من شعبان :-

تباينت أقوال العلماء في حكم قيام ليلة النّصف من شعبان وصيامها، ويُعزى هذا التّباين إلى اختلافهم في فهم النّصوص الواردة بخصوصها ودرجة الأخذ بها، وفيما يأتي بيان أقوال العلماء في صيام ليلة النّصف من شعبان وقيامها:-

استحبّ جمهور الفقهاء قيام ليلة النّصف من شعبان؛ لما فيها من تعرُّض المؤمن لرحمة الله -سبحانه وتعالى- ومغفرته، وقد نُقِل عن الإمام ابن تيمية أنّ جماعاتٍ من السلف كانوا يقومون هذه الليلة.

كرِه علماء المالكيّة والحنفيّة الاجتماع لقيام ليلة النّصف من شعبان في المسجد أو غيره، واعتبروا ذلك من البِدَع التي لم تأتِ بها الشّريعة؛ لما فيه من إحداث بعض المسلمين صلاةً مخصوصةً فيها تُسمّى صلاة الرّغائب، وإلى هذا القول ذهب الإمام الأوزاعيّ، وعطاء بن أبي رباح، وابن أبي مليكة، يقول الإمام النوويّ في ذلك: (الصّلاة المعروفة بصلاة الرّغائب، وهي ثنتا عشرة ركعةً، تُصلّى بين المغرب والعشاء ليلة أوّل جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة، وهاتان الصّلاتان بدعتان ومُنكَران قبيحان، ولا يُغتَرّ بذكرهما في كتاب قوت القلوب، وإحياء علوم الدّين، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإنّ كلّ ذلك باطل).

والحاصل في ذلك أنَّ مجرَّد القيام في هذه الليلة جائزٌ لا بأس به، مع الذّكر المُباح والصلاة المعلومة كيفيّتها للناس جميعهم، أمّا الاجتماع لقيام هذه الليلة وتخصيصها بصلاةٍ منفردةٍ في عدد الرّكعات، والهيئة، والأذكار المحتوية عليها فذلك غير جائزٍ؛ لعدم صحّته أو وروده عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولأنّ الأصل في العبادات الحَظر؛ أي المَنع.

 

المصدر : الوطنية